الصديقة الرائعة : أشجان .

ـ بداية أشكرك جدا على هذا الحوار الذى ينم عن ثقافة عميقة و ذوق راق .

1ـ متى أكتب أو متى تجتاحنى الرغبة بالكتابة ، يعنى عندى أن كل الأسلحة المشهرة عن صد أو توجيه هزيمة حاسمة لهذا الخصم الذى يسكننى و يستميت فى شراهة لتقويض مقاومتى قد شلّت ، هنا لن يكون غير الكتابة و الشعر تحديدا درعى الأخير .

2ـ بالطبع أعيد قراءة نصى مرّات ، حتى أطمئن على بناء الهيكل الدرامى للقصيدة ، ثم ربما أرتب بعض الشطرات ، أما قضية النشر فأتركها حتى تستوى تماما على قاعدتها التى أحرص على أن تكون فولاذية .

3ـ و الآن مع سؤالك المباغت و الأبدى أقصد : لمن أكتب ؟ فأولا أنا أكتب تعبيرا عن نفسى و عن جيلى و عصرى و شرطى الأوحد هو كونى صادقا ، حتى أضخ حياة بشرايين الحروف . و لا أحلم سوى بقنص الحقيقة مهما نأت .

4ـ فى أحيان كثيرة بالفعل تلح علىّ تجربة ما لأسجلها ، لأكتشف بعد فترة بأنه كان مستحيلا الفرار منها
بعكس تلك القصيدة التى ألهث خلفها فلا تطيعنى مطلقا .

5ـ ما الغاية من الشعر : ما هكذا يكون التساؤل لأن الشعر فى ذاته غاية مرتجاة و ليس بعده من حلم أو أمل ، فعندما تولد القصيدة و تذاع تفتح المغاليق و تسقط الأقنعة و تسطع فتنة الجمال و الحق .

6ـ الشعر الجديد و ثورة الشباب هذه إفاقة لازمة و ضرورية ليكون البعث و الإنبات سجالا و من القيم المهمة تواصل الأجيال و الخبرات ، مما يعد مكسبا ضخما على مدار التاريخ و الرابح الأول هنا هو الشعر و المتلقى معا ، و لا يصح أبدا أن ننسى حقيقة كون الشعر هو أرقى الفنون منزلة فى هرم الحضارة الإنسانية على الإطلاق .