.................................

هذا وقت رجعة أبو هارون ويحيى من الشغل ... يرجعو البيت ياكلو لقمة سريعة ويرتاحلو لهم شوية ويرجعو على الشغل (ابو هارون ماسك منصب حساس..وما شاء الله له معارف من كل الطبقات والشخصيات المهمة في البلد...بالإضافة إلى مؤسسته الخاصة..وتعتبر من اكبر المؤسسات في جدة .وإلي ماسكها رحيم ويحيى..وحاليا الشغل كله فوق راس يحيى الله يعينه ..عشان حالة رحيم )..وهم داخلين البيت لفت نظرهم السيارة إلي كانت واقفة برى قدام مدخل الفيلا ومو موقفه في الجراج..قدم يحيى من السيارة وجلس يتأملها...وبعدين سال ابوه: سيارة من ذي؟؟
قله ابوه:والله مدري ..بس السيارة ذي مو غريبة عليا كأني شايفها من قبل
قرب يحي من السيارة..وجلس يدور حولها ويتأملها وفجأة وقف وضرب راسه بكفه بخفه: سيارة هاررون...والله سيارته..يبا هارون رجع..هارون هنا!!..ودخل الفيلا يجري وهو مهو مصدق نفسه من الفرحة : فينه !! فينه!!..
لقيه واقف قدامه..هارون أخوه بشحمه ولحمه ..
حال ابو هارون ما كان احسن من امه..المسكين كان قلبه كمان منفطر على حال عياله..لكنه قادر يتحكم في اعصابه وفي إنفعالاته ..
اللقاء بين هارون واخوه وابوه..كان حميمي وكله شجن..ما يفرق عن لقائه بأمه وأخواته..مع فارق كمية الدموع إلي نزلت طبعا..
تغدو الكل..في جو غلب عليه السعادة والفرح..لكن ما زال مشاب بالقليل من الحزن..لانهم كانو كلهم مجتمعين ما عدى رحيم الغارق في بحر أحزانه...
...............................................

جحيم الواقع...

...))الجزء الثاني((..

العائدة من عالم المجهول ..إلى ارض الواقع.....
فتحت عيوني...غشاااوة ..ما أشوف شي !!..غمضتها مرة ثانية ..ورجعت فتحتها..ببطئ..في البداية ما شفت غير عيون مركزة عليا...بعدين بدات أستوعب..هذا بابا ..صالح..محمد....عمة مريم..وداد!!..كلهم....ليش مجمعين حولي بهذه الطريقة!!....تلفت حولي ببطء..فين أنا؟؟....ليش هذا التعب إلي أحس فيه ...جيت ابغى أتكلم.. أسألهم..لكن لساااني ثقيلة...ثقيلة مرة..
غمضت عيوني و حركت راسي بتعب وملل..ماني قارد أتكلم..لساني ثقيلة مرة...
جاني صوت أبويا :صبا حبيبتي تسمعيني؟؟
فتحت عيوني والتفت لأبويا ببطء ثبت عيوني على وجهه..ملامحه واحشاني كثيييييييير
ليه هذا الحزن في وجهه!!
استغرب من نفسي..حسيت إني لي فترة طويلة ما شفت أبويا..مع إني امس طول اليوم كنت معاه واكلمه!!....
لالا..انا كنت بعيدة عنهم!! طيب فين كنت ؟؟ليه أحس إني تعبانة كذا!!
رجعت مرة ثانية اتلفت في الغرفة.....هذه مو غرفتي..فين أنا !!....وإيش إلي جابني هنا!!.....وكيف جابوني وانا مو حاسة!!
حاولت أرفع يدي لكن ما قدرت.غمضت عيوني مرة ثانية ...آآآآآآآآآآآه ...شكلي قلتها بصوت عالي..لانه على طول جاني صوت أبويا: سلااامتك يا صبا ....سلامتك يا حبيبتي ..صوته كان دافي ..كان باين فيه إنه خايف عليا..مدري كيف أو من فين جاتني القوة ..وقلت بصعوبة: بـ...ابـ..ا....أنـــ...ا...فـ.....ـيـ....ن؟؟
مسك أبويا يدي..ماحسيته لما مسكها!!..لكني شفته..قلي: صبا إنتي في المستشفى!!
إيش اسوي في المستشفى!!..إيش إلي حصل!!
قتله بنفس الصعوبة:لـ..ـيـ..ـه!!
جاني صوت صالح..من غير ما اشوفه..لاني كنت مركزة بصري على أبويا: صبا !!..حبيبتي...منتي متذكرة شي!
قتله بتعب: إ..ـيـ..ش!!
جاني صوت أبويا : أي شي !!...
غمضت عيوني ..ماني قادرة أفكر ولا في شي !!...إيش إلي حصل!!.
حسيت بإرهاق..الألم إلي أحسه زاد..ألم في كل جسمي...أبغى أنام..أنااااام...
رحت في عالم ثاني..المرة ذي..أشوف صور و أشخاص ...واسمع اصوات واضحة... ابويا وهو حاضني..الله لا يحرمني من هذا الدلع يارب..وصوت ضحكته إلي تردد في راسي كذا مرة....
صالح ..ليه وجهك أحمر ..
مؤيد...اروح اجيب عبايتها !!
ورجعت الصور تتكرر قدامي......ناصر...اسمها عفاف ...ههههههههههه
اول ما مرت قدامي صورت ناصر جسمي كله توتر..وانفاسي ما صارت تطلع..اختنقت....إختنقت..صارت الصور تمشي قدامي بسرعة .....بسرعة مخيفة..وصوته يجي من هنا ومن هناك...وضحكته تفزعني هههههههههههه...بتشوفيها وبتحكمي....إنتي عارفة حركات العرايس..هههههههههههه....العصير..العصير..العصير... ..لا لا لالا لااااااااااااااااااااااااااا...إيش إلي جابني هنا...لالالاااااااااااااا...لسى بكيسها....لسى بكيسها ..لسى لسى لسى بكيسها ...ههههههههههه ههههههههههههه ههههههههههههه .....لالالالالالاااااااااااااااااااااا....آآآآآآآآ آآآآآآآآآآآه...
فتحت عيوني...لكن الصور ما اختفت لسى تمر قدامي...هذا حلم؟؟...لا انا سمعت الكلام هذا من قبل..وشفت الأحداث كمان...تذكرت ...يا الله!!..الشي هذا حصل من جد.... بدأت أرتعش وابكي....ابكي ابكي وابكي...تذكرت كل شي..كل الأحداث إلي مرت فيا..رجعت لأرض الواقع..رجعت للواقع المر..الحقيقة القاتلة..إن ضعت ..مستقبلي...تحطم....آآآآآآآآه يارب..يارب....تجمعت الدموع والحيرة في عيوني..وعجزت لساني إنها تبوح عن مكنون قلبي..إستغثت بأبويا بعيوني....طلبت حمايته بدموعي....وفعلا لبى ندائي..
قرب مني وضم يدي بيده..صح ماحسيت بيده..لكن وجوده جنبي يكفي..وحط يده الثانية على جبيني وبدأ يقرا عليا قرآن...إستكانت روحي..وهديت اعصابي..ودخلت في نوم هادي بعض الشي...
..................................

محمد....
حالتنا حالة...ليلنا صار نهار ونهارنا نهار..حتى النوم ما قمنا ننام ..يادوب غمضة عين...ومن فين نجيب النوم؟؟....وكيف تجي راحة البال...وراحة بالنا ونور عيونا هذه حالتها!!...
:لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم...
حتى ابويا ترك كل شي ..ترك كل الدنيا وصار ليله ونهاره في هذه المستشفى عندها..وصالح ومؤيد وغازي هم إلي حاملين هم الشغل كله فوق روسهم ..وبالليل يروحو المستشفى .. وعمتي مريم عند أخواتي لانهم يكونو طول النهار واغلب الليل لوحدهم وانا اجلس عندهم بعض الأحيان ..
هذه حالتنا من يوم طيحتها..والله مضغوط..والله تعبان..راسي يفكر في الف فكرة ..أختي..ولا الكلية ولا بحث التخرج ..ولا ولا ولا!!
:قلبي معاك يا محمد ...الله يعينكم يا أخوي..إحتسبو الأجر عند الله
قتله: يا حاتم إلي إحنا فيه أكبر من تحملي...والله صرت على آخري..همي على أختي إلي يمكن ما تقوم وترجع زي زمان...وهمي على ابوي إلي عمره ما شفته غير قوي ومتماسك ...وهمي على أخواني إلي حالهم زي حالي ...
مسكت راسي بيديني الثنتين وقلت بحزن وتعب ويأس: ليه يحصل فينا كذا!!...إحنا ما أذينا أحد ...ليه!!
حسيت بيده على كتفي وشد عليه بقوة: تماسك..يا محمد..وشد حيلك..الرجال تمر بظروف أصعب من كذا..أهم شي إنهم ما يستسلمون..ولا ييأسون من رحمة الله ....وبعدين هذا قضاء ربك..
قلت بتعب : لا إله إلا الله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم..استغفر الله العظيم ..
قلي وهو لسى شاد على كتفي: أيوه هذا محمد إلي اعرفه مؤمن...وقوي ومتماسك..
إلتفت عليه وقتله: الله يجزيك خير يا حاتم...حملتك همي ...وصدعتك بمشاكلي...لكن سامحني ..ماعندي احد اقدر احكيله واشكيله همي غيرك...
قلي بسرعة: افا عليك يا محمد ...هذا الكلام بينا!!...ياخي إنت مو بس صديقي...إنت أخوي ورفيق دربي..إياني واياك تعيد الكلام هذا..ترانا أخوان..ومابين الأخوان هذا الكلام!!
قتله بصدق: ونعم الأخ والله...
سكتنا شوية نشرب العصير وبعدين قلي: محمد عندي لك إقتراح..
قتله: إقتراح إيش؟؟
قلي : إنك تسحب هذا الترم..
قتله: لكن يا حاتم كذا بتأخر سنة..وانت عارف إني من قبل ساحب ترم ..يوم إنكسرت رجلي!!
قلي حاتم: وإيش يعني .. لو تأخرت سنة ما راح تخسر شي ..لكن لو أستمريت وانت على هذه الحالة..كذا راح تتأثر!!والهندسة صعبة ويبغالها تركيز...وإستمرارك وانت في هذه الظروف راح يضرك!!

سكت شوية ادورها في بالي...والله حاتم عنده حق...من يوم طيحة صبا..وانا حالتي حالة..حتى درجاتي أبدا مو في المستوى المطلوب..
وقتله: توكلت على الله..شكلي ماقدامي غير السحب خصوصا إن درجاتي هذا الترم أبدا مو بالمستوى المطلوب ...
قلي : خلاص توكلنا على الله ...واترك الإجرائات عليا ...والحين يلا مشينا
خلينا نلحق المحاضرة ...
مشيت معاه..وانا افكر في هذا الإنسان الرائع..إلي عمري ما مريت بي شده ...إلا ولقيته جنبي ويده بيدي...13 سنة وإحنا أصحاب...عمري ما شفت منه غير كل رجولة... ووفاء...في كل لحظة يكبر بنظري..مافي لحظة حزن ..او ألم إلا وشاركني فيها...و في فرحي يكون اول من يفرح معي.. في كل لحظة يتأكد لي مدى روعة هذا الإنسان..

هارون....
بعد ما خلصنا الغدا جلست مع أهلي..لاني مشتاااق لهم مرررررة... كانت الجلسة حلوة ..و سوالف سراب وامل إلي ما تخلص...كنت معاهم لكن بنصي بس ونصي الثاني مشغول بالحزين إلي معتزل الناس وجالس لوحده فوق ...
بعد شوية إستأذنت منهم وطلعت لرحيم...وانا في طريقي لجناحه جلست أتأمل كل قطعة وكل جزء في البيت...وكأني اشوفه أول مرة....شي طبيعي لما الواحد يغيب عن المكان ويرجع يشوفه بعيون مختلفة وبروح مختلفة...رجعت أحس بمشاعر كنت متخيل إنها ماتت...لكن الحمد لله..وإن شاء الله يرجع كل شي لأصله..
وصلت لجناح رحيم ودقيت عليه الباب...ما رد...دقيت مرة وإثنين..وبعد كذا دقة رد ...
جاني صوته كأنه نايم: نعم!!
قتله: رحيم انا هارون تعال غرفة أولادك ابغى اتكلم معاك ..
وتحركت من عند باب غرفته قبل ما اسمع رده...لاني توقعت إنه بيرفض...على حسب قول أمي..إنه ما يبغى يكلم أحد..عسى بس يلحقني وما يطنشني..

رحت غرفة أكرم ونغم..كانت المربية عندهم في الغرفة..طلبت منها تطلع وتسيبهم عندي..
كانو في سريرهم الهزازي صاحين وجالسين يحركو رجلهم واياديهم..دليل على انهم متضايقين شلتهم وحطيتهم على السرير الكبير جنب بعض لكن بالعكس...احب منظر التوائم وهم بالشكل هذا...شكلهم يشرح القلب....
يا قلبي عليهم الشي الوحيد إلي مخليني أفرق بينهم هو الحلق الصغير إلي في إذن نغم..
إيش هذا حتى اللبس زي بعض!!
قربت من نغم وفتحت اللفه إلي كانت مغطية جزء كبير منها لقيت البربتوز حقتها مرسوم عليه قلوب صغيرة..وجيت شفت بربتوز أكرم كان نفس بربتوز نغم بس مرسوم عليه نمر صغير ههههههههههههه ..أيوا كذا عشان يطلع حمش...
رجعت مرة ثانية اتأملهم صغار صغار مرة يعني إلي يشوفهم ما يقول الحين عمرهم أكثر من شهر...شي طبيعي إنهم يكونو بهذا الصغر لانهم خدج ..
جلست اراقب حركاتهم..شفت أكرم تثاوب ..مافي ثواني إلا ونغم تتثاوب هههههههههههه يا سبحان الله....
شكلهم تحفه وهم يفتحو فمهم الصغييير ويشدو نص وجههم هههههههههه.... والله لو اجلس اراقبهم من الحين لبكرة ما امل منهم..
حسيت بنفس أحد معايا في الغرفة...إلتفت لقيته رحيم..
جلس قبالي من الجهه الثانية جنب أكرم وقلي ببسمة باهته : لحقت تتعلق بهم!!
قتله وانا ادخل إصبعي الصغير في يد نغم عشان تمسكه: يجننووووووو ..ما شاء الله لا قوة إلا بالله..الله يحفظهم
تمتم بهدوء وبصوت خافت لكن مسموع بعض الشي: آآآمين..
عم السكوت بينا..وحولت تأملي من أكرم ونغم لرحيم...
شكله كان مأساوي لابعد حد...حاله تخلي قلب الكافر يرق له.. كان يهرب من إن عيونه تلتقي بنظراتي المدققه ..
قمت من مكاني وشلت نغم وأكرم وحطيتهم في مكانهم ورجعت جلست في نفس مكاني وقتله : لغاية متى يا رحيم!!
رفع عيونه عليا بسرعة وجلس يطل عليا وهو ساكت..
قتله: لغاية متى الحالة إلي انت فيها بتستمر !!
ملامحه تحجرت وإنقلبت وقام من مكانه ..لكني رميت عليه كلمه خلته يتصلب في مكانه....قتله: انا كنت في السجن ..شفته وقف وألتفت لي و
جلس يطل عليا بإستغراب...كانه مكذب كلامي
رميت عليه القنبلة الثانية: في جريمة قتل !!...
قرب مني ببطئ وجلس وهو مصدوم....كان يطل عليا وكأني جاي من كوكب ثاني...
عدلت جلستي وصرت مواجه له ومركز عيوني عليه ..
قتله: جلست في السجن يومين كانها دهر
قلي بإستغراب وانكار: إنسجنت في جريمة قتل يا هارون !!
هزيت راسي وقتله :إسمع قصتي..
وحكيته كل شي حصل من لحظة دخولي بيت ناصر إلى لحظة خروجي من السجن...
فكرت ...إني لو حكيت له مصيبتي والهوايل إلي شفتها ..راح تهون عليه مصيبته..
حكيتله كل شي..حتى الوصية إلي كانت مكتوبه في الرقعة ...قلتها له بالنص..لاني كل حرف فيها أنحفر في عقلي قبل قلبي..
كانت ملامحة تتغير مع تغير الأحداث..مرة ألم ومرة حزن..ومرة إندهاش ومرة غضب...
وانا أحكيله ما قدرت أسيطر على نفسي ..بكيت...دموعي كانت تنزل مع كل كلمة انطقها ...كان كل شي يمر من قدامي بالصوت والصورة ..ماكنت أحكيله حدث..كنت عايش الحدث..كانت ملامح وجهي تنقبض مع كل موقف مريت فيه انا وهي..
حكيتله كل شي...وكنت احس بروحي تطلع مع كل كلمة ...
ما تخيلت إني راح أنفعل بهذا الشكل..كنت اتنفس بسرعة..وكانت دموعي تنزل بغزارة..
خجلي من إلي حصل ومن ربي...وخوفي على البنت ...كل هذه الاشياء أستثارتني..
رحيم ..على طول قام وقفل باب الغرفة بالمفتاح..لانه لو أي احد دخل علينا وشاف حالتي كذ....راح ينزلو عليا بأسئلة مالها اول من آخر..
وجا وجلس جنبي..وحاول يهديني...
قتله بألم وقهر : صدقني يا رحيم...إن الموت أرحم من إنك تشوف إنسان قدامك غرقان في دمه وما بيدك شي تسويه له..الموت ...ارحم من صرخة طالعة من فم بنت بريئة كل ذنبها إن حقير زي ناصر أستدرجها لمجهول ...الموت أهون ..الف مرة من إنك تحس في كل لحظة وفي كل دقيقة إنك قتلت إنسان...قتلت فيه طموحه..مستقبله..هدمت حياته..
البنت كانت راح تروح في شربة موية لولا ستر الله والرقعة....كنت أرتكبت أكبر خطيئة في حياتي..
لكن شوف رحمة ربك..لولا ظهور هذه البنت في حياتي و الشباب إلي كنت معاهم في السجن..ماكنت تبت عن ذنبي واستغفرت ربي...
حكم ربك كله عدل..كله رحمة..لكن المشكلة فينا إحنا إلي ما نستوعب الرسائل إلي الله سبحانه وتعالى يوجهها لنا من خلال المصايب إلي تحل علينا ...
لو بس آمنا بقضاء الله وحكمه..كنا إرتحنا من الشقى والعذاب إلي عيشنا أنفسنا فيه..
والحين ربنا وجهلنا إحنا الإثنين رسالة....وجالس يختبرنا..يختبر صبرنا وقوة إمانا به عز وجل..وبحكمه وقضائه...عشان كذا..إستفيد من محنتك وحاول تنجح في إختبارك ولا تنسى إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا...
طول كلامي كنت مركز عيوني عليه...شفت ملامحه لانت..والتوتر إلي كان باين عليه إختفى..
وقفت وقتله يلا انا بروح غرفتي واااحشاني كثير ..وقبل ما أوصل لباب الغرفة جاني صوته: هارون!!إلتفتت عليه وماستوعبت غير ورحيم في حظني ويقلي وهو يبكي: كنت محتاااجك يا هارون...إنت أكثر واحد كنت محتاجه..مافي أحد يفهمني غيرك...
وبعدين بعد عني وابتسم إبتسامة تشبه إبتسامة رحيم الأولية وقلي: وحشتني يالدب
ماقدرت غير اضحك من وسط دموعي: ههههههههههههه...والله وانتو كلكم وااحشني...لكن خلاص...إستحالة اترككم مرة ثانية...
وضحكت وانا أأشر على اولاده إلي في السرير:خصوصا بعد ماشفت الفيران هذولا هههههههههههههههههه
ضحك رحيم بصوت عالي: هههههههههههههههههه الله يقطع شرك...لا تقول عن عيالي فيران هههههههههههه...
وقفت مبتسم وأتأمل ملامحه...بغض النظر على شكله واللحيه إلي طالعة له ...هذا هو رحيم أخويا إلي أعرفه...الحمد لله ...صدق من قال ..هونها وتهون ..
...........................

صالح....
أكيد كنت فرحان...إن صبا قامت بالسلامة ...لكني كمان متضايق..كيف يعني مو وقته إنا نسألها!!...طيب بنسكت لغاية متى؟؟
أنا خلاص...طفشت من الإنتظار وابغى اعرف الحقيقة ...عشان ارتاح...
حاولت أهدي نفسي ...لكن مو بيدي ....الافكار والظنون إلي براسي وحش ينهشني نهش...
ابويا مو راضي يفهمني ولا راضي يسمعني...فين اروح من أفكاري فين؟؟
: إيش فيك يا صالح!!..شايل الدنيا فوق راسك وماشي ..
هذا كان صوت مؤيد ..
التفت له وقتله بعصبية: يعني ما سمعت كلام ابوك!!
صبا وصحيت...والكلام الحمد لله تحسنت وتقدر تتكلم...وانا ما ابغى منها غير كلمة وحدة وبعدها ارتاح ..مو بس أنا إلي راح ارتاح كلنا بنرتاح...كلكم تعبانين من التفكير زي بالزبط لكنكم تكابرو ...
وابوك ماعنده غير ....مو الحين...أتركوها الحين...لمتى !!....ابغى اعرف لمتى!!
قلي بصوت هادي: جالس من الصبح تقول صارت تتكلم...وصارت تتكلم.. إنت شفت حالتها...شفت لسانها كيف ثقيل..تسمي الحرفين إلي طلعو منها بطلوع الروح كلام!! يا خي إرحم البنت حتى حركة ما تقدر تتحرك... صلي على النبي وهدي يا صالح..مو كذا...إنت جالس تضايق ابونا بطريقتك ذي....خف عليه وعلينا..إيش فيك !!..عمري ماعرفتك كذا!!...

قتله بتعب وإنكسار: انا عمري ماعرفت نفسي كذا!!..إنت تفكر إني ما اتقطع على حالة صبا!!...صبا إلي اغلى من عيوني!!...انا كل الإنفعال والتوتر إلي أنا فيه من خوفي عليها...خوفي عليها من إلي هي فيه الحين وخوفي عليها..من المستقبل..ابغى أطمن عليها...ابغى ابرد النار إلي بقلبي...الخوف بيقتلني..خوفي عليها بيجنني...هذا الي فيا ...عرفت إيش فيا !!...
مؤيد كان ساكت....انا عارف إنهم كلهم يفكرون في إلي جالس افكر فيه...
وجاني صوت مؤيد : طيب وإحنا بيدنا شي ما سويناه!!..على يدك ماهدينا ولا دقيقة من يوم الحادث وإحنا نسأل ..من المنطقة إلي حصل فيها الحادث لصبا لغاية العمارة إلي ساكن فيها ناصر..وغازي مهو مقصر..متحمل هذه المهمة على عاتقه....
وقرب مني مرة وبصوت واطي قلي: شايف ابوك!!...شايف كيف وجهه!!شايف كيف حالته!!...الحين تعتقد في إيش يفكر!!... يعني كل الأفكار إلي مرت في راسك وراسنا ما دارت في راسه هو أول واحد!!..لكن ابوك...الحين اهم شي واهم من كل شي عنه هو سلامة صبا...إنها تصحى وتصير طيبة وسليمة...هذا اهم واول شي ابوك يفكر فيه...
ماقدرت اقله شي...لان كلامه صح...ومية مية..ففضلت إني أسكت الحين وأنتظر مثل ماهم منتظرين....
………….

سراب....
لالالالالالا...ما صدقت عيوني...وقفت متصلبة في مكاني لغاية ما راحو ونطيت من مكاني من الفرحة وعلى طول رحت لغرفة امل وانا اناديها بصراخ..ماني قادرة اتحكم بصوتي ..صوتي عالي من الفرحة : أمل ..امااااااااااااال..أمل ..أمل !!
دخلت الغرفة..شفتها جالسة على سريرها وماسكة كتابها ..
اولما شافتني قالت بملل: خير خير!!
جريت عندها ورميت نفسي عليها..هههههههههه ..المسكينة توجعت...
دفتني بعيد عنها : وجع إيش هذا !!..وجعتيني
قنلها: ههههههههههه اموووولتي حبيبتي انا فرحاااانة.. اليوم يوم مو عادي ..تخيلي يا امل إيش شفت !!
رجعت مسكت الكتاب وقالت لي بتريقة:أكيد صورتك حاطينها على عبوة بيف باف
ضحكت من تعليقها: ههههههههههههه..مالت على هذا الوجه ..
ورجعت رميت بنفسي عليها : لالالا ..من جد ..قولي إيش شفت !!
صرخت : أي أي أي...إيش فيك إنتي على بالك نحيفة!!..ما تشوفي نفسك!!...كل شوية ورامية الجثة البقرية ذي عليا !!
بعدت نفسي عنها : هههههههههه الله وأكبر يالغزال !!...
قالت بملل: خلصيني إيش عندك!!
عدلت نفس وجلست قدامها وقتلها بفرح: رحيم نزل يصلي حاضر مع هارون في المسجد!!
قالت بفرح: من جدك!! ..الحمد لله ...
وحظنتها بقوة وقتلها: وكان محلق لحيته و مرتب نفسه ..تخيلي!!
قالت بفرحة : لاااااااااااا!! من جد!!
قتلها بفرح : والله والله ....وكان يتكلم مع هارون والإبتسامة على فمه ....يااااااااااااه شهر كامل ما شفته يبتسم....ياريت هارون جا من اول...
قالتلي أمل: تعتقدي إن جية هارون هي إلي غيرت رحيم!!
قتلها : لا الكلام إلي قاله له هارون هو إلي غيره
قالت لي بإستغراب: أي كلام !!
قمت من على السرير وقتلها: ما ادري إيش قله بالزبط..لكن هارون جلس مع رحيم في غرفة اولاده...وجلسو يتكلمون حوالي ساعة ونص
قالت لي أمل بفرحة: الحمد لله ..الحمد لله ...إن كل شي رجع لطبيعته...يارب لا تفرقنا مرة ثانية
قلت بصدق: آمين يارب العالمين
ونطيت من مكاني وقلت: بروح أبشر أمي....وفي نفس الوقت بطلب منها إني اروح السوق...أكيد من الفرحة بتتخربط و بتوافق بسرعة هههههههههههه
قتلها: ههههههههههههه ايواااااااااا..هذا هو إلي يهمك...
طلعت من الغرفة وانا أضحك ورحت ابشرها...وانا فرحانة برجعة هارون...لانه برجعته رجع كل شي لأصله...الحمد لله ...الحمد لله ...