بقيت المسبحة
و رحل إبراهيم
.
رضعت الإيمان طفلا
و حملته شابا
و لم تكبر
زينة الرجال أينعت
و بين أهلك
زدت جبين الأب وقارا
و إفتخارا
كونك حملت إسمه
.
كنت أنت
و كانت المجزرة قريبة
فما إرتدعت
حملتك أرجلك
أسهم من نار
و أيديك حامية للديار
لتلملم الأشلاء في وسط النهار
.
إرتكبت الجريمة الكبرى
جريمة الإنسانية
سجنوك
و بالحديد أحرقوك
فأنت بلا هوية
هناك
لا الدين و لا المذهب يتكلم
فقط صوت القوي يحكم
.
خمس سنوات
عددتها على أصابعك مئة مرة
حتى مللت
فغزلت مسابح من قلب المقابر
لمسناها
و كأنها مصنوعة من ماء الجنة
.
كيف عدت إلينا لا ندري
كانت زيارتك الأخيرة
رسالتك الأخيرة
و المرسل قاتل
.
عريس على وجه السرعة
ما زالت طرحة عروسك متأبطة كتف الكرسي
ترفض الإعتراف بأنك لن تعود
و بسمة
ثمرة النور الذي هلّ من جبينك
أنت من أطلق عليها هذا الإسم
لتقيها من الحزن
و يا ليت
.
إبراهيم لم يعد يعرف عدّوه
من أن يأتي
أمن السماء أو الأرض
و في يوم من أيام العرض
لحق إبراهيم أبيه
بل حتفه
لتؤبنهم السماء
بصاروج يمطر على رأسيهما الموت
.
إبراهيم لم يعد وحيدا هذه المرة
بل معه والده
و الكفن
و دماء
تسقي العيون التي رأتهم
.
إبراهيم
يا عريس الحرب
يا شهيد الأب
لكم الجنة
فأنتم تحتضنون تراب الأرض
و جنة السماء
و قلوبنا ما زالت تحملكم