ليلة القدر
هل هي باقية أم رفعت؟
الصحيح بلا شك أنها باقية، وحديث : أن النبي¢رآها ثم خرج ليخبر بها أصحابه فتلاحى رجلان فرفعت[رواه البخاري ومسلم] . فالمراد رفع علم عينها في تلك السنة. [491]
مسألة : لا شك أن ليلة القدر في رمضان : لأنه تعالى قال : )شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن( وقال في موطن آخر :)إنا أنزلناه في ليلة القدر( فإذا ضممت هذه الآية إلى تلك تبين لك ذلك. [491]
مسألة : تحديد ليلة القدر :
القرآن لا بيان فيه لتعيين ليلة القدر؛ لكن أتثبتت الأحاديث أنها في العشر الأواخر لما أخرجه البخاري : أن رسول الله¢اعتكف العشر الأولى من رمضان يريد ليلة القدر، ثم اعتكف العشر الأوسط، ثم قيل إنها في العشر الأواخر. وأريها رسول الله¢وأنه يسجد في صبيحتها في ماء وطين، وفي ليلة إحدى وعشرين من رمضان كان معتكفاً¢فأمطرت السماء فوكف المسجد (أي سال سقفه) وكان مسجد النبي¢سقفه من عريش، فصلى الفجر بأصحابه ثم سجد على الأرض. قال أنس فرأيت الماء والطين على جبهته فسجد في ماء وطين. [متفق عليه]
ورأى أصحاب رسول الله¢ليلة القدر في السبع الأواخر فقال¢:أرى رؤياكم قد تواترت في هذه السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر[البخاري ومسلم]
وعلى هذا : السبع الأواخر أرجى إن لم يكن المراد بقوله¢:أرى رؤياكم خاص بتلك السنة. [492]
مسألة : وليلة القدر تتنقل : فتكون عاماً مثلاً في ليلة إحدى وعشرين، وعاماً في ثلاث وعشرين، وهكذا. والحكمة في ذلك : لينشط الإنسان في العبادة طيلة هذه العشر. [493]
مسألة : وسبب تسميتها ليلة القدر:
1- قيل إنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة، قال تعالى :)فيها يفرق كل أمر حكيم(.
2- وقيل : من القدر، وهو الشرف، قال تعالى :)وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر(
3- وقيل : لأن للعبادة فيها قدر عظيم؛ لقوله¢: من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه[البخاري ومسلم] . [493]
مسألة : وأوتار العشر أبلغ، وليس معنى ذلك أنها لا تكون إلا في الأوتار.
مسألة : من البدع تخصيص ليلة القدر بعمرة.
مسألة : وليلة سبع وعشرين آكد.
مسألة : وينال أجر ليلة القدر من قامها ولو لم يعلم أنها ليلة القدر. [496]
ولليلة القدر علامات :
1- قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة، ولا يحس بهذا إلا من كان بعيداً عن الأنوار.
2- زيادة النور في تلك الليلة.
3- طمأنينة، وانشراح صدر المؤمن أكثر مما يجده في باقي الليالي.
4- الرياح تكون ساكنة ، [لما أخرجه ابن خزيمة وابن حبان]
5- قد يري اللهُ سبحانه الإنسانَ الليلة في المنام.
6- أن الإنسان يجد لذة في القيام أكثر مما يجده في بقية الليالي.
7- أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع، صافية، ليس كعادتها في باقي الأيام، لما ورد عند مسلم من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه : (أخبرنا رسول الله¢أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها).
ولا يصح قول من قال إنها لا تنبح فيها الكلاب. [480]
ويدعى فيها بما ورد عند الترمذي وقال حسن صحيح : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني [500]