الـسـلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركاته,,,
ورد في الرواية : (( أن ملك الموت إذا ظهر للعبد أعلمه أنه قد بقي من عمره ساعة وأنه لا يتأخر عنها ، فيبدو للعبد من الأسف ما لو كانت له الدنيا كلها لخرج منها على أن يضمه الى الساعة ساعة أخرى يتدارك تفريطه فيها فلا يجد إليه سبيلا .
فيقول لملك الموت : مهلني يوما ، فيقول : قد ضيعت الأيام .
فيقول العبد مهلني ساعة أتدارك فيها ، فيقول : قد ضيعت الساعات )) .
انظروا بعين الاعتبار الى الانسان كيف يضيع أيامه وسنواته على اللهو واللغو ، ويصرف رأس ماله الذي هو عمره من دون أي طائل ينفعه في آخرته ، تراه يجلس الساعات الطوال في الأحاديث التي لا يعنيه منها شئ والتي إذا خليت من المحرمات والمكروهات وهي غالبا لا تخلو لكانت مباحة لا يستفيد منها في سيره وسفره ومحطات سفره التي لا بد منها ، وهو يستطيع أن يستغل هذه الأوقات للآخرة ففي كلمة تسبيح يزرع له شجرة في الجنة ، وفي كلمة بر لوالديه يخفف عنه سكرات الموت ، وكذلك في زيارة لصلة رحمه ...
إلا أن هذا كله لا نتفاعل معه عمليا ، وترانا نتلف الساعة تلو الأخرى ، وعند مجئ ساعة النزع يتمنى أحدنا لو أن له الدنيا كلها ليخرج منها ويضم له الى ساعته ساعة !!.
فلماذا الغفلة ؟.
ولماذا عدم التنبه والاشتغال بما لا ينفع ؟ لماذا لا يكون استيقاظ من الآن وقبل حلول ساعة الموت لتكون أعيننا في تلك المحطة قريرة مطمئنة ؟!.