فكرت ملياً قبل كتابة هذا الموضوع الذي قد يفتح الباب على مصراعيه للهجوم وكيل ماانزل الله به من تهم ضدي, ولكني قررت ان امضي قدماً ايماناً مني بحرية التعبير ومبدأ الحوار البناء. احاول من خلال هذا الموضوع النظر إلى "الاحتلال الاميركي" على مدى السنوات السبع الماضية بقدر من التجرد والموضوعية وبعيداً عن العاطفية والتطرف. انّ الغضب والاشمئزاز هو الرد الطبيعي و التلقائي لمعظمنا كلما ذكر شخص ما الولايات المتحدة وسياساتها الخارجية. يؤمن الكثير منّا بأنّ الوجود الأمريكي في العراق يرمي قبل كل شيء لدعم إسرائيل ضدّ العرب والاسلام واقامة ديمقراطية ضعيفة خدمةً لمصالح امريكا في الشرق الأوسط وكقواعد لتمركز قواتها. ويعتقد الكثير من أنّ امريكا في حالة حرب ضد الإسلام كرد فعل على أحدات الحادي عشر من أيلول, والمؤمنين بنظرية المؤامراة يجزمون أنّ الامريكان هنا لسرقة نفطنا، والاستفادة من خيراتنا.
اسمحوا لي أن أتطرّق الى فكرة الحرب على الإسلام كمايدّعي البعض. ان الذين يعتقدون حقّاً بهذه الفكرة يتجاهلون التأريخ. من أنقد الكويت المحافظة دينياً من النظام الصدّامي الأكثر علمانية؟ ولماذا لم يسمح الامريكان لصدّام بأخد الكويت؟ الامريكان قامو بتأييد صدّام عندما كانت ايران تشكل خطراً كبيراً على امن الشرق الاوسط, ثمّ عارضوه بعد غزو الكويت حفاظاً على استقرار المنطقة.امريكا دعمت مصر خلال أزمة السويس في عام 1956 عوض عن دعمها لحلفائها التقليديين (بريطانيا وفرنسا وإسرائيل). امريكا لعبت دور اً مهماً في البوسنة وكوسوفو وساعدت الأفغان ضدّ الاتحاد السوفياتي. هل تغيّرت الأمور بسبب أحداث الحادي عشر من أيلول؟ نعم ولكن, ليس كثيراً. خلاصة القول انّ السياسة الخارجية الأميركية تختلف بأختلاف الظروف. بطبيعة الحال ، الامريكان شأنهم شأن جميع الشعوب يقومون بتنفيذ السياسات الخارجية التي تصب فى مصالحهم وامنهم القومي. لكن القول أنّ أمريكا في حالة حرب مع الإسلام هو تجاهل لحقيقة أنّها غالباً ما تأتي لمساعدة المسلمين في أنحاء عديدة من العالم. والأهّم من ذلك ، إذا كانوا حقّاً في حالة حرب مع الإسلام ، لماذا احتلالهم للدول الاسلامية ليست بوحشية النازيين والسوفييت؟ لماذا يقوم الامريكان بإنشاء وتمويل المشاريع للمساعدة في إصلاح بنيتنا التحتية؟ لماذا يقومون بتدريب قواتنا الأمنية؟ ولماذا قامو بمساعدتنا في محاربة القاعدة، عصائب اهل الحق ،انصار الاسلام, انصار السنة, وبقية التنظيمات الإرهابية؟
انا كغيري من العراقيين أريد خروج القوات الأمريكية من العراق، ولكنّني خائف من ان مغادرتهم قد يعني استبدال البسطال الامريكي ببسطال ايراني!! نحن بحاجة الى الاستفادة من وجودهم هنا. لنسمح لهم بتدريب قواتنا, لنتعلّم من استراتيجياتهم, دعهم يساعدوننا في إعادة تأهيل اقتصادنا, لنستفيد من خبراتهم في اعادة بناء نظامنا التعليمي.
غداً سوف أكتب مقالاً يوضّح لماذا الولايات المتحدة غير متورطة بسرقة نفطنا وسوف اترك لكم المجال للنقاش في هذا الموضوع وكتابة آرآئكم.