فنجان الشيخ
عصْفٌ تملَّكَني كأغصان الشجرْ ... لما تدمرها رياح او مطرْ
الحب كالبركان يغلي دائما فاحذر اذا بالصدر يوما م
اانفجرْ
وهربتُ نحو مشعوذٍ في حيّنا ... فعساهُ يُخبرني وحالي تُستَقَرْ
ووضعتُ بعضَ دراهمي في كَفهِّ... وأذا أراد أزيدها خمسة عشرْ
خوفي الذي أوحى إليه زيارتي ... وكأنهُ يأتي بغيبٍ مُنتَظَرْ
ياشيخ ماتأويل عصفَ محبتي ...وهل الغرام يقودني نحو الضررْ
كَفّ عجوز أتعَبَتْها حِرفَة... مامر فيها الصدق إلاّ ماندرْ
وتقلب الفنجان رغم خلوه ... فلربما بين الخفايا من صورْ
فغفى على الفنجان غفوة كاذب ...ودقائقي نار وجمر يستعرْ
قل لي بربك اين قلبك يافتى .. سرقته من في عينها بعض الحورْ؟
ورمى بفنجان الخيال وصاح بي...
(جنية سمراء في ثوب البشرْ
خداعة تكوي القلوب لثارها ... فاترك طريقا فالدروب لها خبرْ
إني نصحتك لاتعود لمثلها... وعساك تسمعني فأمرك في خطرْ
دع النساء الماكرات وشانها ... إياك أن يغريك منهن النظرْ
وابحث على بنت الاصول بخدرها .. كنز الحياء لها وعيناها سفرْ
كالدرة البيضاء يُخفي لونها ... مابين أصداف وأمواج البحرْ
تمشي الهوينا والدلال يحيطها ومن المحيّا ساطعاً ضوء القمرْ
فهي التي تجد الحياة بضلها... كغمامة تسقي البوادي والحضرْ
تاتي بروحك من كهوف بعيدة ... لتعيش في واد ملئ بالشجرْ
بين الحدائق والرياض ونبعها... ورياحها فيها ملايين الزهرْ
وإذا تغنت فالبلابل رددت... وسعى لها العشاق في ليل السمرْ
وتراقصت بين الحقول سنابل . كتراقص الاوتار في كف الغجرْ
أن لم تجدْ مما أقول بوصفها ..فالصوم أولى أن يكون مدى الدهرْ
أنسيت حالك كالغصون. وتشتكي... لما تدمرها رياح أو مطرْ)
ابو حيدر الشريفي
2010/5/16
رد مع اقتباس
