رغم أنه في عالم كرة القدم ( كما في العالم الحقيقي ) هناك قوى عظمى تقليدية وهي التي أحرزت اللقب العالمي دون سواها .. بعضها أضمحلت امبراطوريته واندثرت مثل الأوروغواي التي حققت أول لقب عالمي عام 1930 على ارضها والثاني والأخير عام 1950 من ارض البرازيل وأمام نجومها .. ومن يومها سلامتك فلا لقب ولا منافسة على اللقب ومثلها أنكلترا التي اخترعت اللعبة فتوجت مرة على ارضها ثم باتت غريبة عنها ... قبلها وبعدها أما جارتها اللدودة فرنسا التي اخترعت كؤوس العالم ففازت بها مرة ونافست مرة على اللقب ... وتبقى القوى الكبرى مثل البرازيل وألمانيا وأيطاليا والأرجنتين وهي التي أحرزت اللقب 14 مرة من اصل 18 منها 5 للبرازيل و4 لإيطاليا و3 لألمانيا و2 للأرجنتين ... تبقى هي دائما وأبدا مرشحة للقب ... ولكنها لم تعد تصل للنهائي بسهولة بل صارت طرقها وعرة وصارت مبارياتها أمام الآسيويين والأفارقة والتي كانت تعتبر نزهة أو فسحة أو السقوط فيها مفاجأة ... باتت مطبات صعبة وفي بعض الأحيان كوابيس تقلق راحة ( الكبار وقد تُسقطهم ) ...
وهاي هي منتخبات القارتين تحقق معادلتي الأداء والنتيجة كما فعلت كوريا الجنوبية وحتى اختها الشمالية أمام اليونان والبرازيل مع فارق النتيجة والمشاركة في الأداء الرجولي و البطولي ومعهم اليابان وساحل العاج وغانا وحتى نيجيريا التي سقطت بعد كفاح أمام المد الأرجنتيني فيما لم تقدم الكاميرون ولا الجزائر ماهو متوقع منهما أما أستراليا فأنا شخصيا لا اعتبرها ولا اشعر بها آسيوية ولن يقنعني أحد بعكس ذلك ؟؟؟؟
وهمسة للاخوة الجزائريين بأن يقتنعوا تماما أن كل العرب ولنقل معظمهم معهم بدون تحفظ وأن انتقدوا أداءهم أمام سلوفينيا فمن منطلق الحب والغيرة ولن تنفع الأصوات التي تقول إن الجزائر تمثل نفسها أو تمثل أفريقيا فقط والهجوم على كل منتقد بالقول أين منتخباتكم من النهائيات ؟؟؟ نعم أنتم موجودون ونحن معكم وبكم نكبر ونفخر ....
نعم الصغار كبروا وإبن همام لم يتوقع تأهل منتخبين من اصل ثلاثة مشاركين عن قارته لدور ال16 عبثا بل ربما عن قناعة مسبقة خاصة وأنه توقع ذلك قبل أن يشاهد المستوى الهزيل لبعض الدول الأوروبية مثل اليونان و أنكلترا وفرنسا وسلوفاكية وسلوفينيا والدانمرك وحتى أيطاليا بطلة العالم ...
نعم قد لا تصل إفريقا أو آسيا للمباراة النهائية ولكن نعم نحن هنا ونحن فخورون بأداء ممثلي قارتنا والقارة السمراء لأنهم ( في معظمهم ) ليسوا ضيوف شرف أو عابري سبيل ... ونعم مع استضافة جنوب إفريقيا للنهائيات بإمتياز حتى الآن يمكننا القول أن حلم قطر ( الصغيرة مساحة والكبيرة فعلا ) يبدو اقرب مايكون لأن يتحول إلى حقيقة بإستضافة نهائيات كأس العالم 2022 ...