اختي المهاجره
لولا المشاكل لكانت الحياة غير الحياة ، ولكانت الأمور تسير على وتيرة واحدة
ربّما كانت تبعث على السأم والرتابة والملل
فهي ـ أي المشاكل ـ كما يصفها بعض الذين عاشوا تجارب الحياة
وعركوا مرّها وحلوها تشبه التوابل في الطعام
أليست التوابل هي التي تعطي الطعام نكهته ومذاقه الذي نتلذّذ به ؟
أليس الطعام بدون ملح يبدو رديئاً لا نستسيغه إلاّ مكرهين .
إنّ المشاكل هي ملحُ الحياة
وهي بهذا المنظور شيء لا يدعو إلى الجزع والفزع والنفور والعزلة والاكتئاب
ذلك أنّ الناس ازاء المشاكل أحد اثنين :
فواحد يهرب من مشكلته فهو كالنعّامة التي تدفن رأسها بالرمال
ظنّاً منها أ نّها تخفي كيانها كلّه عن أعين الصيّاد
فلا هي أخفت نفسها ولا هي هربت من قبضة الصيّاد
وإنّما أوهمت نفسها أ نّها في منجاة من المطاردة .
وواحد يواجه مشكلته بأساليب المواجهة المختلفة
إمّا بإعمال العقل والتفكير ، وإمّا بالتعاون مع الآخرين على حلّها
ولا يهدأ له بال حتّى يتمكّن من تسوية المشكلة
ليواجه الحياة بعدها بروح واثقة قادرة على مواجهة الصعاب والعراقيل
كذاك الشاعر الذي يهزأ بالعقبات التي تنتصب في طريقه
حيث يقول :
العراقيلُ في الطريق ونمضي ........... للشروق الجميل سعياً دؤوبا
نحن يا نسمة الحياة نشيــــــدٌ .......... يملأ النفس عزّة والدروبـــــــا
وسنبقى مع الحياة ابتسامــاً ........... وهدى زاهياً وصوتاً طروبــــــا
والعراقيل في الطريق ذروها............ شأنها أن تزول أو أن تذوبـــــــا
فالعراقيل والمشاكل والصـعاب مثلها مثل الحجارة التي تعترض طريق الماء الجـاري في النهـر
فلو أنّ الماء وقف عند كلّ حجارة لا يتجاوزها وانتظر حتّى تفسح له الطريق
فلربّما ركد الماء وتأسّن
ولكنّه يحلّ مشكلته بإزاحتها وجرفها تارة بحيث تندفع أمامه متقهقرة ذليلة
أو يركنها إلى ضفة النهر خاسئة حسيرة
أو أن يبحث له عن طريق آخر يواصل سيره من خلاله خاصّة عندما يتعذّر عليه اقتلاع صخرة كبيرة
لكنّه وهو يتجاوزها مواصلاً سيره يفتتها مع الزمن
وينحت فيها حتّى لاتقف حجرة عثرة في طريقه أو طريق المياه القادمة بعده .
سلمت اناملك على الطرح الرائع بروعتك تقبلي اجمل تحياتي