اسفي كل الاسف على ما وصل اليه حال العراق ، وأسفي كل الاسف عندما نرى اهلنا في العراق ينجرفون الى الخلف بدل التقدم الى الامام
قبل ايام كنت في مدينة البصرة ، وقررت التفرغ اسبوع على الاقل لجمع الشيء القليل من تراث هذه المدينة ، مدينة الحسن ابن الهيثم والسياب ، مدينة الفن الفريد ( الخشابه ) ستار الحجي وأبو عتيگه وأبو الجمس .
ذهبت الى احد المناطق التي قالوا لي بأنها تحوي ولحد الان اكبر مخزون من فنون التراث البصري القديم .
توقفنا عند محل لبيع المرطبات وكان يرافقني أحد الجنود من الفرقة العاشرة وهو من نفس المنطقة والاخر هو أبن خالي الذي لديه معارف كثر في تلك المنطقة
توقفنا لتناول المرطبات التي اطفأت جزء بسيط من حرارة جو البصرة العزيزة . لفت انتباهي عائلة أتت لتناول المرطبات : مرأة ضخمة ترتدي البوشيه واربعة بنات اعتقد انهن شابات بعمر الاربعة عشر فما فوق ، كنت منصرف لتناول مثلجاتي عندما سمعت المرأة الضخمه تنادي ( يالهنوف وش تبغين أو كلمة مشابهة لاأتذكرها وأعتقد معناها ( اي نوع من المثلجات ترغبين ) ردت احدى البنات فقالت ( يومه انا وساري ( أعتقد انه اسم ولد ولكن لم يكن معهن ولد ذكر ) نريد بالتوت .... وساره والعنود كاكاو )
بقيت متسمر في مكاني لما سمعت من هذه الاسماء وبصراحه كنت اسمع هذه الاسامي تطلق على مغنيات ( ظهرت في التسعينات اسمها النجود واختها يمكن العنود )
لم الاحظ انتباه ابن خالي ومرافقنا الجندي لشيء ، فسألتهما عن هذه الاسماء ؟ فقالوا اي اسماء ؟؟
فقلت لهم العنود وساري ؟ فقالوا وما المانع في ذلك ؟ فقلت لهم هذه اسامي بدويه وكانوا يطلقونها على بعض الغجريات ! فقالوا نعم فأغلب اهل هذه المنطقة من البدو .
بعد ان اكملت العائلة نصيبهم من الايس كريم نادت واحدة من البنات على اختهن الاولى ( هنفو يلا نروح ) حيث كانت ( هنفو ) تعدل في ملابسها .
سألتهم ما معنى ( هنفو ) قالوا يعني ( هنوف ) .
قال ابن خالي : ان اهل هذه المنطقة ترجع اصولهم اما للسعوديه او للكويت وهم يحبون اساميهم القديمة البدويه .
فتعجبت مما يحصل فكل الناس تنشد التقدم والتطور الا اهلنا في تلك المنطقه فهم يحنون لحياة البداوة والتنقل والترحال .
وأخيرا سمعت صوت من كاسيت بعد ايام فسألت ابن خالي من هذه ؟ فقال ( ااااااااااااااااه يعني ماتعرفها ) قلت له : لا ! فقال : هاااااااااااااااي مووووووووووووضي