جُبل بني آدم على التلذذ بالشعور بالحرية لذا تهفو إليها أفئدةُ البشر، فهي أحساس تجعل الإنسان يشعر بإنسانيته، لتتفجر إبداعاته وتترعرع طاقاته ،فكلما تمتع الإنسان بحرية في ممارسة نشاطاته في هذه الحياة كلما زادت قدرته على الإبداع، على العكس من ذلك فان التسلط عليه يفقده القدرة على الإبداع كذلك فإن الحرية تعني الأستقلال الذاتي للفرد ولذا نجد أن أغلب الثورات تطالب بالحرية وتجعلها شعاراً لها ..وحينما يخاطب أمير المؤمنين الإمام علي أبن أبي طالب عليه السلام الناس يقول "أيها الناس إنّ آدم لم يلد عبداً و لا أَمة و إن الناس كلُّهم أحرار "وحتماً هناك من يستغل مفهوم الحرية أستغلال سيء أو لايفهمها فهم يتناسب مع قيمتها ومعناها فالحرية ليس أن يعمل الفرد مايعجبه دون مراعاة الدين والمجتمع والقيم بل هي تحرير الإنسان فكراً و روحاً و جسداً من الخضوع لغير الله عز و جل . هناك نقطة أخيرة أود تناولها وهي ضعف الشخصية التي تؤدي بالإنسان لفسح المجال أمام المتسلطين سواء من الأهل أو من القادة أو من غيرهم بفرض قيود عليه تجعله ينسى معنى الحرية ليلبي فقط أوامر من تسلط عليه وسلب حريته منه حينها حتماً سيفقد إنسانيته .أحياناً يحاول تصحيح ذلك ولكن يلتبس عليه الأمر فكل حالة عصيان على من تسلط عليه تعني حرية بالنسبة إليه فيسيء بذلك أستخدامها .فبالتأكيد كل إنسان يولد حراً وهو ما يستدعي عدم التسلط عليه وإلغاء إرادته، وهذا اصل يدين كل أشكال الاستبداد والاستعباد السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
بوركت أستاذنا الفاضل الحر موضوع هادف جداً والتبحر بين ضفافه ثمين للغاية.
دُمت بحفظ الله ورعايته.