يبدو أن «طاقية الإخفاء» لن تظل مجرد فكرة طريفة تتداولها الافلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية في الغرب والشرق. فقد نجح فريق من الباحثين من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا على تطوير مادة لها القدرة على إخفاء الأشياء التي تغطيها، مما يجعلها غير مرئية من قبل من ينظر اليها.
وأعلن العلماء عن نجاحهم في تصميم جهاز قادر على لعب دور اشبه بطاقية، وحجب الأغراض الموضوعة فيه عن الأنظار عبر تقنية ثورية جديدة تستند الى تشتيت الضوء ومنع الانعكاسات. ويتمير الجهاز الجديد بقدرته على توجيه مسار أشعة الضوء الساقطة باتجاهها، مما يجعل الأشعة تلتف من حولها، ويجعل الناظر عاجزاً عن رؤيتها وما يختبئ تحتها. وقال فريق البحث العلمي: «إلى أن التجربة الجديدة تشبه تدفق الماء في النهر، فهو سيستمر بالتدفق حتى وإن اعترضت طريقه قطع خشبية، ويوضح أن هذه المادة ستكون أشبه بثقب في الفراغ».
ويطمح الفريق العلمي الذي صمم الجهاز، إلى تطوير نماذج مستقبلية منه، تنجح في إخفاء البشر، وبذلك يكونون قد حققوا احدى العجائب التي طالما كان الناس يتندرون بها في القصص والأفلام السينمائية. وشرح صاحب المشروع ديفيد شيوريغ لوكالة الأسوشييتد برس طبيعة عمل الجهاز الذي يقوم ببعثرة الضوء والتموجات المنعكسة عن الأشياء، وبالتالي يجعلها مخفية، حيث أن العين البشرية تعجز عن رؤية الأشياء إلا بعد انعكاس الضوء عليها.
وقال علماء جامعة يورك الذين اكتشفوا «جهاز الاخفاء» الجديد: «إن التقنية التي اخترعها ترتكز عن تركيبة معدنية خاصة تختلف عن تقنية» الشبح «المستعملة في بعض أنواع الطائرات الحربية مثل «ستليث»، والتي تلجأ إلى تقليص مقدار انعكاس الموجات القصيرة عن جسم الطائرات تفادياً لرصد الرادارات لها. وأضاف شيوريغ أما التقنية الجديدة فتقوم على تغليف كامل للأغراض المنوي إخفاؤها، بحيث تتشتت عنها التموجات الضوئية بصورة مشابهة لما يحدث حين تمر مياه النهر حول صخرة في وسطه. من جهته، قال الفيزيائي لايند هارت من جامعة سانت اندروز: «ان الفكرة في حد ذاتها انجاز رائع، والمدهش انها تعمل ببساطة». وقال المهندس الكهربائي دافيد سميث من فريق جامعة يورك، ان الفكرة جاءت سريعة وتطبيقاتها كانت اسرع. ونجح الجهاز في تجربته الأولى في إخفاء اسطوانة نحاسية بشكل شبه كامل، ويسعى العلماء المشرفون على المشروع إلى تحسينه في الفترة المقبلة بحيث ينجح، ليس في إخفاء الأغراض فحسب، بل وفي إخفاء الظلال الناتجة عنه.
وصمم العلماء الجهاز من خليط معدني خاص، تضاف إليه أجزاء من السيراميك والتفلون والألياف، وهو سيكون قادراً عند الانتهاء من تطويره على إخفاء نفسه والأغراض التي يحتويها، بالإضافة إلى ظله الخاص، بحيث يصبح من المستحيل رؤيته أو الشعور بوجوده. وهناك اعتبار رئيسى أخذه علماء جامعة يورك في الاعتبار هو أن الأشكال المعدنية المنوي اخفاؤها يجب ان تكون أصغر كثيرا من الاشعاعات المتناهية الصغر. ولهذا السبب استخدم الدكتور ديفيد شيوريغ الموجات الاشعاعية المتناهية الصغر. وسعىالباحثون إلى أن تقوم المادة الجديدة أو ما يعرف باسم «@ كلمة ممنوعة @@ كلمة ممنوعة @@ كلمة ممنوعة @@ كلمة ممنوعة @ material » أو «ما وراء المادة» بحجب الأشعة الكهرومغناطيسية عن الشيء الذي تخفيه، ومنع أشعة الرادار من اختراقها، مما يؤدى إلى عزل الشيء الذي تخفيه عن العالم الخارجي. ويؤكد الباحثون تعدد المجالات التي يمكن أن تستخدم فيها المادة الجديدة والتي يرجحون أن يصبح معظمها تطبيقات ذات أغراض عسكرية.