السؤال قد يبدو سهلاً للوهلة الأولى، والكل قد يعرف الجواب وهو ببساطة: نحن بحاجة الى الكهرباء والمياه الصالحة للشرب ونحتاج الى بناء طرق وجسور وأنفاق وأنظمة مجاري وموانيء وسكك حديدية ومطارات أفضل. نحن بحاجة الى نظام زراعي أفضل. نحتاج كل شيء. وبالطبع وعلى رأس كل ذلك نحن بحاجة الى وظائف.
والسؤال مالذي يمنعنا من تحقيق ذلك؟
والسؤال هذه المرة يبدو أكثر تعقيداً من سابقه. فنقص المهارة في ألأيدي العاملة قد يمنع العراقيين من الحصول على الوظائف. وقد يلام الفساد في بعض الأحيان بكونه السبب في البطأ الحاصل في مشاريع البنى التحتية وعدم إنجازها. وحصيلة الأمر قد يؤدي أنعدام الأمن الكافي في العراق الى إنكفاء بعض المستثمرين ألأجانب عن تقديم الخبرات وفرص العمل للعراقيين.
والسؤال هنا كيف لنا أن نعالج ذلك؟
وهذا بالطبع هو السؤال الأصعب والأكثر تعقيداً حيث لا تتوافر حلولاً آنيه. فعلى سبيل المثال كيف لنا أن نصلح القوى العاملة لدينا؟ فنحن نحتاج الى عمال أكثر ثقافة وتدريباً. وهذا الأمر قد يستغرق عقوداُ من الزمن من أجل تأهيل القوى العاملة لدينا والمليارات من الأموال والألتزام الحقيقي من جميعنا والتحول الكامل في أولوياتنا. وكيف لنا أن نقضي على الفساد؟ ومرة أخرى، يتوجب علينا أن نلتزم بتبليغ سلطاتنا الشرعية عن حالات الفساد وأن نبقى يقظين وشجعان وصبورين في تعاملنا مع السطلة القضائية في العراق. ويتوجب علينا أن نطالب بمحاسبة المقصرين وتطبيق الشفافية في كل الأوقات.
مالواجب علينا الآن لتطوير العراق؟
هذا هو السؤال الوحيد السهل. والجواب ببساطة: قم بماتقدر عليه، ولكن إفعل ذلك الآن. علينا أن نكرس أنفسنا لعمل كل ماهو أيجابي لما هو خير هذا الوطن في كل يوم. وقد يكون ذلك عن طريق أي شي من المساعدة في تنظيف أحيائنا الى مساعدة الطلاب في واجباتهم أو السير في المنطقة يقظين لتعقب كل نشاط مشبوه. ولو قام كل واحد منا بشيء بسيط من ذلك كل يوم سوف نتمكن من تغير بلدنا وإنقاذه من الوضع الحالي بسرعة. علينا أن نكرس أنفسنا لقضية بلدنا وأن نتخلص من خلافاتنا العرقية والدينية والعشائرية والجغرافية. علينا أن نتحد كعراقيين لهدف سامي واحد وهو: تطوير بلدنا على الفور. الأمر بيدنا وليس بيد حكومتنا أو قادتنا، وليس بيد عشائرنا أو أبائنا أو مدرسينا أو قواتنا الأمنية. ألأمر بيد كل فرد عراقي سواء أكان شاباً أم كهلاً، إمرأة أم رجلاً، متزوجاً أم غير متزوج، مسلماً أم مسيحياً، عربياً أم كردياً. كلنا مجتمعين يداً واحدة نستطيع أن نصل ونحسن بلدنا. وصدقوني سننجح ونعبر الى ضفة الأمان لو كنا يداً واحدة. فماذا الذي سوف تفعله اليوم؟