ظــل أراه ولايــــرانــي
بحثتُُ عنكِ بين أوراقْ الشجر...
بين تعانقْ الأموّاج
بين رحيلْ المغيب...
بينَ نجمات القمَرْ...
وبين همسَات العشاقْ
بحثتُ وبحثتُ ..
حتى تعبَتْ قـدامي...
وإنهارَتْ قـواي
وفقدتُ أملْ اللقاء
وكرهتُ الإنتظارْ.......
لحظتها أتيتِ ..
اتيتِ عندما لم أتـوقعكِ ..
أتيتِ وأنا ضعِـيف ..
متعبْ .. وأصفـرْ اللّـونْ
أردتُ أنْ تروينَ عطشِي
وتداوينَـنِي لَـكني
رفضتكِ ورفضتُ
الماءْ والدواءْ ...
رفضتكِ بكلْ قُـواي
لأني لا أثـقْ بالأيام ...
الأيام!!! أنها دوماً
تُـعاكسني وتَـسخـرْ مني..
فـقدْ ظهرتي إليَّ
في زمنْ لاَ أريدكِ
أنْ تكونينْ في عالمي..
ولاَ أنْ تكونينْ بين دفاتري..
لذلكْ قررتُ أنْ أُحَاربكِ وأُبْـعدكِ ...
لكني لم أستطعْ ...
فقدْ كنتي تجيدين رمايةْ
الكلمَات ولغةْ الهمسَات
فَـأسْـتَطعتِ أنْ تَـلْمَسينْ
جرحي..وتجْـتاحِـينْ
رُوحي بعُـنفْ
لمْ يسْـتَّـطعْ أحدْ
أنْ يدوَّخني مثلكِ
أوْ أنْ يجْـتاحُـني
بهَذة البسَاطةْ والسرْعة..
فأتنَابتْـني الدَّهْشة ..
وكابَرْتكِ ولكنْكِ لم تقفي
عند هذا الحدْ ...
بدأتي تقْـرَئينْ أنفَاسِي..
وَتلاَطفين رُوحِي ..
وتتكلْمينْ بصْمتي
وتجيدين العَزف
على نبضْ قلْبي...
كُلمَا كابرتكِ ..
كُلمَا تسَللتِ وتعَـمَّـقتِ
في عالمي دُونَ أنْ أشعرْ ...
حتى رأيْـتكِ تجْـلسينَ
على قمةِ قلْبي ...
نعمْ أصْبحتِ مَلكهْ
دُونَ أنْ أعطيكِ المفتاحْ
فقدْ فتحَ لكِ البابْ دُونَ
عِلْمي ودُونَ أمرْ مِني...
لقدْ خَـانَـني قلْبي ..
خَـانني معكِ أنتي
بالذاتْ دُونَ غيركِ ...
فرقصَ لكِ قلْبي ..
وبرقتْ لكِ عَـيْـني..
وهَـتفَ بإسمكِ دَمي ..
وَعِشْـنَا .. عِشْـنَا
في حِلْمنَا الطَّـفُولي...
يُطاردْ الفَـراشَات ..
ويَـقْـطفْ اليَّاسمينْ ...
ويَـتدحْـرَجْ على العشبْ الأخْضرْ.
ويُلاطفْ النَّسماتْ ...
ويُـغازلْ القمَرْ ولَكنْ ....
أرْجُوحَـةْ السَّعادةْ
الَّتي دفَعَـتني إلى
الأعَالي أسْـقَـطتني ...
أسْـقَـطتني دُونَ أنْ أدْري ...
في غَـفلَة...كمَا جِئْـتي
أنْـتي أوَّلْ مرةْ ..
فَأرْتطَمْتي بأرْض الوَّاقعْ ...
وَأصْبحْـتِي ظِلْ
ظِلْ أراهُ وَلاَ يَـرَانِي ...
<!-- / message --><!-- sig -->