ترى ما الذي جعل غالبية الناس في هذا البلد المتدين غير مكترثين بهذا
الوضع ,فإذا مااراد أحد أن يوجه انتقاداته إلى الفاسدين إداريا وماليا من
المسؤلين الحكوميين الكبار أوغيرهم , وجد اكثر من شخص أمامه
يلومه على جهده غير المشكور وسعيه غير المأجور في هذا الاتجاه. بل
ربما أصبح موضع الانتقاد الشديد من قبل سامعيه , أو توجه إليه من
طرف خفي شتى النظرات التي تحاول تفرغ كلامه من المحتوى الديني
اوالوطني , حتى كأن أي واحد من هؤلاء يقول بلسان حاله انه لو أصبح
محافظا او وزيرا او أي شيء آخر في الدولة العراقية فانه لن يتردد في
نهب أموال ألدوله, ولن يرتدع عن ان ينفج حضنيه بين نثليله ومعتلفه,
لكي يقضم هو وأقرباؤه مال الله قضمة الإبل نبتة الربيع لو تهيأت له
الفرصة , لان الضمير الديني والوطني لديه لايقلق مطلقا أمام انتهاك كل
ما يسما مالا عاما أو مالا عائدا للدولة, حتى كأن الدوله ملك الافراد
الذين يصلون الى المواقع الصلطوية العالية وملك خاص لإبائهم
لاينازعهم فيه احد من هذا السواد المليوني