قصة " أنا وليلى " قصة حب أو إيجاز للحب بوصفه من طرف واحد ، أُبدعت من كلمات حفي لها توق كاظم الساهر _ كما قيل _ بحثاً منذ قرأها في فتره الثمانينات على صفحات جريدة كانت من أكثر الصحف انتشارا في الوسط الشبابي في العراق ، وكان من ضمن صفحاتها صفحة للمساهمات الشعرية ، وفي أحد الأعداد تضمنت مقاطعاً تحت اسم "أنا وليلى " ، فحاول كاظم الساهر البحث عن مؤلفها ، ولكثرة مدعيّ كتابتها لجأ الساهر إلى حيلة : "أكملْ القصيدة".. وبالتالي كل من ادّعى كتابتها لم يستطع إكمالها بنفس روح كلماتها ، حتى وصل إلى كاتبها الحقيقي وهو الشاعر المبدع (حسن المرواني) ، عن طريق ابن خالة الشاعر ، وقد كان الشاعر حينها يعمل في مجال التدريس في ليبيا .
أما القصة التي رويت عن حيثيات كتابة الشاعر حسن المرواني للقصيدة فتُنسب لقصة حقيقية عاشها الشاعر فترة شبابه في أروقة جامعة بغداد حيث كان يدرس في كلية الآداب ، حيث أحبّ إحدى زميلاته واسمها ( سندس ) من مدينة كركوك ، فصارحها بمشاعره تجاهها متجاوزاً حاله المعدمة فصدته ، ومن ثمَّ عاود كرته بعد عامين فصدته هذه المرة قطعياً ، وبعدها بفترة خُطبتْ لأحد الزملاء الأغنياء في نفس الكلية ، فاغتنم فرصة إحدى المناسبات في نشاطات الكلية وبحضور سندس ، وألقى قصيدته التي بدأها منذ أول صدٍّ لـها ( وقد كنّاها بـ ليلى في القصيدة ) .
![]()
دع عــنــك لــومــي واعزف عن ملامـات إنـــي هـــويـــت سـريـــعاً مــــن معاناتي
ديــنــي الــغــرام ودار الــعــشــق مملكتي قـــيـــس أنـــا وكـــتاب الشعر تـــوراتـــي
مـــا حـــرم الله حـــبـــاً فـــي شـــريعــــته بـــل بـــارك الله أحـــلامـــي الـــبريـــئات
أنــــا لـــــمن طــيــنــة والله أودعـــــــــها روحـــاً تـــرف بـــها عـــذب المـــناجـــاة
دع العــقــاب ولا تــعــــذل بـــفـــاتـــنـــة مـــا كـــان قلـــبي نحـــيت فــي حجـارات
إنـــي بـغـيـر الـــحـــب أخــشــاب يـابسة إنـــي بغــير الـــهـــوى أشـــبـــاه أمـــوات
إنـــي لـفـي بـــلـدة أمـسـى بـســـيـرتهــــا ثـــوب الشـــريـعـة فـــي مـخـرق عـاداتي
يـــا للـتـعـاســـة مـن دعــــوى مـديـنـتـنـا فــيـهـا يـعـد الـهـوى كـبـرى الـخـطـيـئـات
نبض القلوب مــورق عـن قــداســــتــــها تـســمــع أحــاديــث أقــوال الــخــرافــات
عـــــبارة علـــقت فــي كـــل منعـــطــف أعـــوذ بــــالله مــــن تلك الـــحـــمـــاقــات
عـــشـــق الـــبــــنــات حــرام في مدينتنا عــشــق الــبــنــات طــريــق للــغــوايــات
إيـــاك أن تـلـتــقـي يـــومــــاً بــــامــــرأة إيــاك إيــاك أن تـــغـــري الـــحـبـــيـبــات
إن الصــــبابــــة عــار في مــــديـنــتـــنا فــكــيــف لــو كــان حــبــي لــلأمــيــرات
![]()
سمـــراء مـــا حــــزنـــي عـمــراً أبـــدده ولــكـــن عـــاشـــق والــحــب مــأســاتــي
الـصـبـح أهـــدى إلـــى الأزهـــار قبلــته والـعـلـقـم الـمــرقــد أمـسـى بـكــاســـاتــي
يا قبلة الـحـب يــا مــن جئت أنـــشدهـــا شـــعـــراً لـــعـــل الــهوى يشفي جراحاتي
ذوت أزهـــار روحـــي وهـــي يــابـسـة مـــاتت أغـــانــي الهوى مـــاتت حكـاياتي
مـــاتت بمحـــراب عينيك ابـــتـــهـالاتي واستسلمت لــــريـــــاح الـــــيأس رايـــاتي
جـفـت عـلـى بـابـك الـمـوصـود أزمـنتي ليلى ومــا أثـــمــــرت شيئاً نـــــداءاتـــــي
أنـــا الـــذي ضاع لي عامان من عمري وبـــاركـــت هــمــي وصـدقت افتراضاتي
عامان مـــا رف لـــي لحـــن على وتـــر ولا استـفــاقــت عــلــى نــور ســمـاواتــي
اعتق الـــحـــب فـــي قلـــبي وأعصـــره فـــأرشـــف الـهـم فـــي مغبرّ كــاســـاتــي
وأودع الـــورد أتـــعــــابـــي وأزرعـــه فــيــروق شــوكــاً يــنــمــو فـي حشاشـاتِ
ما ضر لــو عــانــق النيروز غــابــاتــي أو صــافــح الــظــل أوراقــي الـحـزيـنات
ما ضر لــو أن كــفــــا منك جــــاءتــــنا بـحـقـد تـنـفـض آلامــــي الــمــــريـــــرات
سـنـيـن تـسـع مضت والأحـزان تسحقني ومـــت حـتـى تـنــــاسـتـنـــي صـبـابـاتـــي
تســع على مـــركـــب الأشواق فــي سفر والريح تـعـصـف فـي عـنـف شـــراعــات
طال انتظاري متى كــركـــوك تفتح لــي دربـــــاً إلــيــهــا فــأطــفــي نــار آهــاتــي
متى ستوصلـــني كـــركوك قــــافــلــــتي مــتــى تــرفــرف يـا عــشــاق رايـــاتــــي
غــــداً ســــأذبــــح أحــــزانـــي وأدفنـها غـــداً ســأطــلــق أنــغــامــي الضحـوكات
ولـــــكن نعتني للـــعــــشـــــاق قــــاتلني إذا أعـقـبـت فــــرحـــي شــــلال حـــيرات
فعدت أحمـــل نعــــش الحــــب مكــــتئبا أمـضـي الـبـوادي وأسـمــاري قـصـيـداتي
ممـــــزق أنـــــا لا جـــــاه ولا تــــــرف يـــغـــريـــكِ فـــيَّ فــخــلــيـنـي لآهــاتـــي
لـــو تعصـــريـــن سنين العمــر أكملـــها لــســال مــنــهــا نــزيــف مــن جـراحاتـي
كـــل القناديـــل عـــذب نـــورهـــا وأنـــا تـظـل تـشـكـو نـضـوب الـزيـت مـشــكاتي
لـــــو كنت ذا تـــــرف مـــا كنت رافضة حـبـي... ولـكـن عـسـر الحـال مـــأسـاتـــي
فليمضغ اليـــــأس آمــــالــــي التي يبست ولــيــغــرق الــمــوج يــا ليلى بـضاعـاتـي
عــــــانيت لا حـــــزنــــي أبــــوح بـــــه ولــســت تــدريــن شـيـئـاً عــن معـانــاتـي
أمشـــي وأضـــحـــك يـــا ليلى مـــكابـرةً عـلـّي أخـبـي عـــن الـــنـاس احـتـضاراتي
لا النـــاس تعــرف مــا خطبي فتعــذرني ولا سبــــيل لــــديـــــهم فــــي مــواســاتي
.......................................
كلمة الشكر هي قليلة بحقك يا امير سامر
تصور انني مرارا" وتركرارا" كنت اقرأ القصيدة
الا انني لفرط حبي واعجابي بكلماتها ..تسمرتها للمرة الخامسة كما لو انني للوهلة الاولى اقرئها
لله درك..من اختيار جميل
لا تعليق لدي سوى أن اقدم لك جل احترامي وشكري وتقديري
فائق مودتي وامتناني




رد مع اقتباس