اكتبي لي مقاله أقرأها وحدي
عن أي شيء؟
اكتبي لي عن بيت بين الأشجار،عن هلال ضاحك،عن نسمة مفاجئة،عن شمس تزول في البحر،وزورق صغير يتوارى في الأفق، ارسمي لي صوره لم أرها من قبل..
وماذا أيضاً؟
اكتبي لي عن أطفال يملئون الغرف بضجيج والألعاب ،عن بساط أخضر في شمس خفيفة.والأطفال يطيرون بأجنحة ملونه في أرجاء الصورة.
الأطفال قوم مزعجون..
اكتب لي عن أحد يأتي من طريق بعيد.عن مجهول يأتي من مجهول العالم.أحد يدخل وأرى في
وجهه ابتسامة مرحه ويسألني إن كنت أنا هي؟ لا مرآه هنا لأنظر وأتأكد لكن قلبي يخفق ويقول نعم إنها هي.
هذه قصة حب رومانسيه والعالم منذ القرن التاسع عشر كف أن يكون رومانسياً وصار واقعياً.وأنا
نفسي لست إلاكاتبة واقعية.
ما هو الواقع؟
ما أراه وترينه.
أنا لا أرى شيئاً ،إني أشعر فقط،اشعر وأرى ما أشعر به.أشعر بالكراسي تكلمني فأتخيل أنها
أشخاص أحبهم. شخص في "الصالون" يحادث شخصاً.وشخص يقرأ كتاب.وشخص بملابس زاهية يملأ غرفتي
بالألوان.وشخص في الحديقة يسرح بنظره في شجره تحت المطر.
يااااه المطر منذ سنوات لم تلمع على نافذتي قطرات المطر.
أيتها الكاتبة اكتبي لي قصة أقرأها في النهار فتتغير ألوان ملابسي وتأتي صديقات لم أرهن منذ
الطفولة.يطرقن بابي ويخرجن بي إلى الحقول فنتحول كلنا إلى فراشات وننسى أسماءنا.وأقرأها في المساء
فتنفتح النوافذ والأبواب ويدخل القمر تسبقه نسمه منعشة وظلال فضيه.وفي الحلم أتذكر ما قرأت وأرى غابة خضراء
يضيئها قمر يهامس شجره منفردة بعيدة عن أخواتها...شجرة أوت إليها فراشات النهار..
هذه رغبات صغيرة لفتيات حالمات.مازال طيف الطفولة يسكنهن.... مازلت تلك الأحلام والأمنيات تنمو
في أحشاء الخيال...وأنا كاتبة دفنت الطفولة منذ زمن بعيد على شاطئ الحياة..فأطفال أحلامي لم تكتب لهم
النجاة..ماتوا تباعاً منذ اللحظة الأولى لهم في عالم الواقع...في كل ليلة عندما يسود الصمت وتتهامس النجوم مع
القمر...ويغني البحر كعادته أنشودته الحزينة ونسمات هواء بارد تتسلل إلى غرفتي... اكتب لهم رسالة اعتذار...
اعتذر ياأطفالي الأعزاء....فلم تصرخوا صرختكم الأولى...رحلتم عني بصمت..وداعاً ياأطفالي وداعاً..
تحياااااتي مما ارق لي