كثيرون هم الذين كتبوا في قضية الإمام المهدي عليه السلام سواء كانوا من العلماء والباحثين وغيرهم ، إلا إننا في الواقع نجد إن الأعم الأغلب من تلك الكتابات تفتقر إلى المعرفة بالإمام المهدي (ع) وقضيته وأمره سلام الله عليه ، فقد أهمل هؤلاء العلماء والباحثون وللأسف الشديد أمر الإمام المهدي (ع) وقضيته ومعرفته ، واهتموا بعلوم أخرى كالفقه والأصول والمنطق وغيرها ، ونسوا أو تناسوا أو جهلوا إن المعرفة والأعلمية يجب أن تكون في الإمام المهدي (ع) وأمره وقضيته المباركة . لأن في معرفة الإمام الذي هو الحجة علينا معرفة الله تبارك وتعالى فقد ورد في الدعاء ( اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك ، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك ، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني )إذن فإن معنى هذا إن من لم يعرف الله عز وجل لم يعرف النبي (ص) وإن من لم يعرف النبي لم يعرف الحجة ، ومعنى هذا إن من لا يعرف حجة الله فهو لا يعرف الله تبارك وتعالى وبهذا يتبين لنا إن أفضل المعرفة وأحسن العلم هو المعرفة والعلم بالإمام المهدي (ع) وأمره وقضيته وإلا فما الفائدة من علومنا مهما بلغت درجتنا فيها إن لم نكن نعرف إمامنا صلوات الله وسلامه عليه ، فهو من يكون الفيض الإلهي عن طريقه وهو الوسيلة في ذلك ، ثم إنه قد دلت الأحاديث والروايات الشريفة على إن من لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية فقد جاء في الرواية الواردة عن معاوية بن وهب قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول :قال رسول الله (ص) ( من مات ولم يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ) غيبة النعماني ص129 ، وإمامنا في هذا العصر كما هو معلوم الإمام المهدي مكن الله له في الأرض فمن لم يعرفه مات ميتة جاهلية فقد جاء في الرواية الواردة عن محمد بن عثمان قال سؤل أبو محمد الحسن بن علي العسكري (ع) عن الخبر الذي روي عن آبائه عليهم السلام إن الأرض لا تخلوا من حجة لله على خلقه وإن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ؟ فقال : ( هذا حق كما إن النهار حق ، فقيل : يا أبن رسول الله فمن الحجة والإمام بعدك ؟ فقال : إبني محمد هو الإمام والحجة بعدي من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية أما إن له غيبة يحار فيها الجاهلون ويهلك فيها المبطلون ويكذب فيها الوقاتون ، ثم يخرج فكأني أنظر إلى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه في نجف الكوفة ) إثبات الهداة . وبهذا يظهر لنا واضحاً إن الأعلم يجب أن يكون أعلم في الإمام وقضيته وأمره فالأعلم أعلم في الأمور العقائدية وأصول الدين لا في فروع الدين كعلم الفقه وعلم الأصول والمنطق وغيرها من العلوم .