قالت لـ الشرق الاوسط : نجاح الدراما السورية ضربة حظ
منذ انطلاقتها الفنية برعت لورا أبو أسعد في كل أدوارها التي ادتها، سواء في الدراما أو الكوميديا، كما أنها انطلقت لتشارك في الدراما الخليجيه وأيضا السينما التركية. وفي حديث لـ«الشرق الاوسط» تتحدث لورا بصراحة عن واقع الدراما السورية وعن دورها في الفيلم التركي «العودة الى الوطن» كما تبدي إعجابها بالتجربة الخليجية في الدراما التلفزيونية وخاصة مسلسل «طاش ما طاش» وتفتح ملف التنازلات في الوسط الفني التي يرى فيه البعض طريقاً سهلاً للنجومية. لورا أبو أسعد كعادتها صريحة وتلقائية، وهذا ما لمسناه منها في حوارنا التالي:
> كانت بدايتك مع المخرج نجدت أنزور في مسلسل «بقايا صور» فكيف كانت تجربتك معه؟
ـ لا شك أن بدايتي كانت مع مخرج كبير مثل نجدت أنزور، فانطلاقتي كانت على يديه في مسلسل «بقايا صور» وكان دوري مهماً وكبيراً في العمل. ثم بعد هذا العمل شاركت معه في أعمال «المسلوب» و«البواسل» وهذا العام عملت معه في عمله الجديد «المارقون» الذي يناقش موضوع الإرهاب.
> نجدت أنزور مخرج عصبي ومزاجي، وأنت كذلك، فهل حدث ذات مرة أن أبدى انزعاجه من أدائك أو طريقة عملك؟
ـ أنا لست عصبية ولكنني لا أتحمل أن يقوم أي مخرج مهما كان حجمه المهني بالصراخ عليَّ أو الإساءة لي لأنني ملتزمة بعملي وبفني ولم أسئ لأي شخص طوال السنوات السبع الماضية التي عملت فيها في الوسط الفني. نعم أثناء تصويري لمسلسل «بقايا صور» صرخ بي نجدت أنزور لأنني أخطأت أثناء التصوير وتأثرت كثيراً بتصرفه هذا وأبديت انزعاجي وبعدها شعر بالندم وعبر عن أسفه لي وأصبح يدللني بعدها لأنه يعتبرني من أكثر الفنانات الملتزمات في العمل.
> شاركت هذا الموسم في الفيلم التركي «العودة الى الوطن» فماذا قدمت لك هذه التجربه؟
ـ طلبت مني الشركة المنتجة المشاركة في الفيلم حيث كانوا يبحثون عن فنانة سورية تجمع بين الملامح الشرقية والغربية فطلبوا مني المشاركة في الفيلم وكان دوري يتحدث عن فتاة توفي حبيبها في الحرب وأصيبت بأزمة نفسيه جراء ذلك ثم تعرفت على شاب جمعتها به علاقة حب تجد مبتغاها فيه وتقدم له كل شيء وتضحي بنفسها من أجله وتنقذه من حبل المشنقة. ولكنه في النهايه يقرر تركها ليعود الى خطيبته التركية فتنهار ويصيبها الاكتئاب النفسي مجددا. الدور جميل ولفت نظر الفنانين الأتراك وبعده جاءتني عدة عروض للعمل في افلام تركية كان أحدها فيلما وثائقيا عن بعض ملامح استانبول التاريخية مع مخرجة من النمسا.
> دور العشيقه في فيلم تركي، اليس لديك تحفظ على هكذا دور؟
ـ نهائيا، لأنني أديت دور فتاة هوى في فيلم سوري. لقد اديت الدور في الفيلم التركي بكل جدية وبكل الجرأة التي يتطلبها الدور لأنني مقتنعة به تماما وهو ليس مبتذلا. وبطبعي احب هذا النوع من الأدوار.
> شاركت في عدة اعمال خليجية فماذا قدمت لك هذه التجارب؟
ـ الكثير، فالعمل مع دراما واعدة كالدراما الخليجية شيء مثير حقا وهي تفتح لي آفاقا للتعرف على زملاء جدد في المهنة والحقيقة الدراما الخليجيه بدأت تتطور ولها متابعون في كل مكان . > هل هناك دخيلات في الوسط الفني؟
ـ كثيرات، وهؤلاء لا يزعجني وجودهن، فهن دخلن للفن طمعاً بالمال ولا يمتلكن أي شيء من عوامل الفنانة الملتزمة والجيدة. وهؤلاء الدخيلات لن يطول أمدهن فنياً لأنهن بمجرد أن يصبح لديهن بيت وسيارة ورصيد في البنك سيخرجن تلقائياً من عالم الفن وهن حالياً يحققن طموحاتهن بسرعة كبيرة والله يتوب عليهن من هذه المهنة...؟!! > لماذا حين يمتلك الفنان السوري المال ويصبح منتجاً يصبح متحكماً بالعمل من ألفه إلى يائه يصبح الآخرون مكملين له فقط؟
ـ التجربة أثبتت أن أي شيء له تأثير إيجابي على الدراما السورية هو ضربة حظ لا أكثر ولا أقل، والمشاريع الفنية المدروسة في سوريا هي قليلة جداً والباقي أعمال اعتباطية تنجح بالصدفة. الكثيرون ممن يعملون في الإنتاج ممن سنحت لهم فرصة معينة ليصبحوا منتجين يريدون الانتقام ممن حولهم بطرق مختلفة ومعاملتهم بشكل سيئ. للأسف بعض مديري الشركات والمنتجين أعطوا لأنفسهم أدواراً فشلوا بها وهم نرجسيون وأنانيون ويفرضون أنفسهم على أدوار لا تناسبهم. ولهذا معظم الأعمال التي تنجح من سوريا هي رمية من غير رام.
> ما هي أبرز أمراض الوسط الفني السوري؟
ـ هي نفس أمراض المجتمع السوري، النميمة وعدم الوفاء وعدم الإخلاص والنفاق والتكالب على الفرص. مع أنه من المفترض أن غزارة الإنتاج يجب أن تولد طمأنينة لدى الجميع، لكن الواقع غير ذلك والجميع يتعاملون كأنهم وحوش في غابة. وللأسف لا يوجد تأسيس صحيح للدراما السورية ومعظم المنتجين يستسهلون الإنتاج وهدفهم تسويق أعمالهم ليس أكثر، ولا طموح لديهم سوى ذلك. نحن للآن لا نمتلك سينما ولا مسرحا مثل مصر، وصدقني نجاحنا الدرامي كان اعتباطاً وليس عن دراسة حقيقية.
> ما هي الدراما التي يمكن أن تنافس الدراما السورية في الفترة القادمة؟
ـ الدراما الخليجية، لأنها فعلاً مدروسة وقوية وتعتمد على الوقائع، والأعمال الخليجية باتت تغزو الفضائيات العربية كلها حتى السورية. وقد شاركت في عدة أعمال خليجية وشاهدت بنفسي عظمة هذه الدراما الصاعدة وسيأتي اليوم الذي تتفوق فيه على الدراما السورية. وفي ظل غياب التقاليد المهنية والعقلية الصحيحة وأساليب التسويق الصحيحة لا يوجد ما يحمي مستقبل الدراما السورية، إضافة لكون الدولة لا تتبنى تسويق الأعمال، وما يسوق منها هو مبني على علاقات خاصة مع القنوات التلفزيونية لا أكثر من ذلك.
> شاركت هذا العام في «المارقون» مع نجدت أنزور، ألا تخشين من فشل تجربتك معه كما فشلت قبلها تجاربه في «الحور العين» و«فارس بني مروان»؟
ـ ما يقدمه هذا العام نجدت أنزور مختلف عن كل ما قدمه في الماضي، فـ«المارقون» عمل يقدم كثلاثيات تلفزيونية كتب كل واحدة منها كاتب من دولة عربية، وأعتقد أن العمل سينجح لأن طروحاته جديدة وواقعية والموضوع حار سيحبه الناس، وفي عملنا الجديد يشارك نجوم من عدة دول عربية. وهو يحرص على التعتيم على العمل، ولكنني أعتقد أنه سيقدم هذا العام عملاً مميزاً. ونجدت مخرج كبير ولديه رؤية فنية وهو موهوب ومميز.
> حدثينا عن مشاركاتك الفنية الأخرى هذا الموسم؟
ـ شاركت لأول مرة مع النجم ياسر العظمة في «مرايا 2006» ولي مشاركة مع المخرج يوسف رزق في عمله الهام «أسياد المال» وشاركت في مسلسل «جمرة غضى» وهو عمل خليجي من إنتاج تلفزيون أبو ظبي وهو من إخراج عارف الطويل. ولي مشاركة مع النجم أيمن زيدان في مسلسل «الوزير وسعادة حرمه» ومشاركات في مسلسلات «حسيبة» مع المخرج عزمي مصطفى «الملاك الثائر» مع المخرج محمد فردوس أتاسي.
> كيف كانت تجربتك مع ياسر العظمة؟
ـ ياسر طلبني للعمل معه في «مرايا» وقدم لي أدواراً كبيرة ولا شك أن العمل معه مكسب لي. وشاركت معه في بطولة «عشر لوحات». ولكنه هو في خطة عمله يعتمد على مشاركة الجميع في العمل بفعالية بدلاً من الأسلوب السابق المعتمد على بطولة النجم الأوحد، هو يريد هذا العام أن يجرد في مراياه ويقدمها بشكل أفضل خاصة أن مرايا نوفست خلال السنوات الماضية من قبل مسلسلات نجحت وكانت أكثر جرأة كعمل «بقعة ضوء» الذي لقي إقبالاً جماهيرياً كبيراً.
> يقال إنك ظلمت مالياً أخيرا من قبل المخرج نجدت أنزور؟ ـ هذا الكلام غير صحيح، وهذا لم يحدث في مسلسل «المارقون» الخلاف كان بعد مسلسل «المسلوب» حيث لم أتقاض حقوقي المالية عن دوري فيه، وأثرت الموضوع صحافياً وكدت أن ألجأ للقضاء وعندها قام نجدت بالاتصال بي وبتسديد حقوقي المالية. وحالياً لا أعمل إلا بعد توقيع عقد واضح يلزم الجميع بشروطه.
> هل هناك مخرجون لا يمكن أن تعملي معهم مستقبلاً؟
ـ نعم يوجد... ولن أذكر أسماءهم. وهم يعرفون أنفسهم جيداً والسبب في الدرجة الأولى تعاملهم اللاأخلاقي وهم غالباً يبتزون الفنانات بأساليب ساقطة وهم لا يتجرأون بطلب ما يريدونه مني بشكل واضح ولكننا نفهم من خلال تصرفاتهم ما يريدون.
> من هو المخرج الذي سعدت كثيراً بالعمل معه؟
ـ ربما تستغرب إذا قلت لك بأنه أيمن زيدان، فهو فنان وإنسان يساعد من يعملون معه على أن يبدعوا ويعاملهم بطريقة محفزة لهم الحقيقة أنه أفضل من عملت معه. وقد شاركت معه هذا العام في مسلسل «الوزير وسعادة حرمه» وانتهيت أخيرا من تصوير دوري في عمله الجديد «رجل الانقلابات» وهو عمل كوميدي سياسي اجتماعي يتحدث عن فترة الخمسينيات في قرية ريفية حيث أجسد فيه دور فتاة رومانسية هادئة تحب فتى فقيرا طموحا وتكتم حبها له بسبب والدها الرجل المفلس الذي يعيش على ذكرى ماضيه التليد بعد ان فقد ثروته وعزه، ولكنه لا يزال يتفاخر بها فتصطدم بعد فترة بنجاحه وتنكره للحب القديم وتخليه عنها. لا شك ان العمل مع ايمن زيدان ممتع جدا وانا سعيدة بالعمل معه دائما، خاصة أنه يقدم لي دائما الدور المناسب لشخصيتي فهو فنان يعرف ما يريد. > المخرج يوسف رزق أساء معاملتك في عملك معه في «أسياد المال»؟
ـ لاحظت أن من يقصر معه في العمل يتعامل معه بجنون، فهو مهووس بعمله، فأي تقصير يتعامل معه بشكل جنوني لكنه لم يسئ لي أبداً بل عاملني بشكل راقٍ وجميل، وما قيل عن إساءته لي كلام غير صحيح، على العكس هو رجل مؤدب جداً يحب عمله وكانت تجربتي معه جيدة ووعدني ببطولة مطلقة في عمله المقبل.
> هلا حدثتنا عن مشاركاتك الخليجية وماذا قدمت لك؟
ـ قدمت لي الكثير كانتشاري خليجياً ومعرفتي بهذه الدراما المتطورة. مشاركتي الأولى كانت من خلال المسلسل القطري «يوم آخر» من إخراج foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? المقلا ومن إنتاج عبد العزيز الجاسم. وشاركت هذا العام في مسلسل «جمرة غضى» مع المخرج عارف الطويل وهو من تأليف جمال سالم وهو من إنتاج تلفزيون أبو ظبي وشاركت أيضاً في مسلسل «رحلة الانتقام» لتلفزيون دبي مع المخرج جابر ناصر. والحقيقة هذه المشاركات كانت مميزة ولقد تفاجأت بمستوى الفنان الخليجي الممتاز وأدائه الجيد وثقافته العالية وحرفيته الرائعة، لاحظت أن الخليجيين يجلبون لأعمالهم أهم الكتاب وأهم المخرجين وأفضل الفنيين لكي يقدموا أعمالاً مثالية في كل شيء، إضافة لكون أعمالهم تقدم مواضيع جريئة وجيدة وذات سوية عالية.
> كيف تنظرين للدراما السعودية؟
ـ هي أيضاً بدأت تتقدم وتفرض نفسها عربياً، منها مثلاً تجربة «طاش ما طاش» وهي فريدة في نوعها، والنجمان ناصر القصبي وعبد الله السدحان يقدمان عملاً جريئاً فيه فطرية في الأداء ومواضيع ناضجة وجيدة ولا يقدمان مواقف مفتعلة، إضافة إلى أن الصورة ممتازة ومخرج العمل متميز.
> هل هناك من يقدم النجومية مقابل التنازلات في الوسط الفني؟
ـ بالتأكيد يوجد هذا الصنف الذي يطلب التنازلات للحصول على النجومية. وغالباً ما تكون نجومية الفتاة المفاجئة آتية بعد تنازلات أخلاقية. وهذا ما يفسره ظهور نجمات جدد وبسرعة وهن لا يملكن أي مؤهل للنجومية التي حصلن عليها. فبعضهن لا تمتلك لا موهبة ولا شهادة وحتى لا تمتلك الشكل الحسن، ولعلاقة ما مع مخرج أو منتج تتحول لنجمة وفي سرعة البرق، وهذا للأسف يعود سببه للتنازلات الرخيصة التي قد تقدمها بعضهن للوصول للنجومية، وما يزعج أن وجود هذه الشريحة السيئة بدأ يساهم ويلغي الشريحة الموهوبة بل وبدأت هذه الظاهرة تتكرس وتنتشر بين الفنانات الجدد كطريق سهل ويسير للوصول للنجومية.
> هل أنت متابعة للدراما المصرية؟
ـ الدراما المصرية هي أهم دراما عربية على الأطلاق وهي دراما لها كيان عريق، وكلنا نحترمها ونكن لنجومها كل تقدير واحترام، ومع أن الدراما السورية متطورة إلا أنها لا تقارن بالمصرية لأننا لا نمتلك قواعد مهنية، ونجاحاتنا مؤقتة وليست مدروسة، بينما الدراما المصرية قلعة كبيرة وما يحميها الأسس الراسخة التي بنيت عليها وما زالت تسير عليها بنجاح كبير.
> ما هي مشاركاتك المقبلة ؟
ـ لدي مشاركة حاليا مع المخرج مثنى صبح في مسلسله الجديد «على حافة الهاوية» للكاتبة أمل حنا. ولدي بطولة مسلسل «دموع مرام» مع المخرج نجدت انزور وهو نص للكاتبة عفاف الشب ويتناول قصة امراة عاملة وناجحة خارج المنزل لكنها في داخله تخضع لسلطة زوجها الذي يستغلها ماليا وياخذ منها كل شيء مقابل لا شيء، والعمل واقعي جدا ومن حياتنا اليومية. > تألقت أخيرا ـ كما وصفتك الصحافة ـ في مسرحية «قبعة المجنون» فما هو سر نجاحك في تجربتك المسرحية؟ ـ من لا يعمل في المسرح لا يعرف طعم الفن. حلمي دائما هو الوقوف على خشبة المسرح ومقابلة جمهوري وجها لوجه، والفنان لا تكتمل تجربته إلا بالمسرح فهو الذي يصقل الموهبة الفنية. مشاركتي مع المخرجة مها الصالح في المسرحية تجربة جيدة ويكفيني منها انني وقفت امام الناس وكسرت الحاجز بيني وبينهم، ومن خلالها اكتشفت قدرات مسرحية مهمة كامنة في داخلي لم اكن اعرفها سابقا.