أكد باحثون مختصون فى تقرير طبى نشر حديثا, أن الأشخاص الذين يصلون إلى وزنهم المثالى فى سن الحادية والعشرين، أكثر تمتعا بعمر طويل.
فقد بيَّن المسح الذى تابع 14 ألف شخص، بلغ متوسط أعمارهم 75 عاما, لمدة 20 عاما, وقياس أطوالهم وأوزانهم ومقدار التمرينات الرياضية التى مارسوها, وتسجيل أوزانهم عندما كانوا فى سن 21 حيث توفى منهم فى نهاية الدراسة أكثر من 6700 قبل سن التسعين، بينما وصل 3636 إلى هذه السن وما بعدها, أنه كلما كان الشخص أثقل وزنا فى مرحلة الشباب، كان أقصر عمرا وأقل وصولا إلى سن كبيرة.
ولاحظ الخبراء أن كل زيادة بمقدار خمسة باوندات 2.5 كيلوغراماً عن وزن الجسم المثالى فى سن الحادية والعشرين, تزيد فرص وفاة الشخص قبل سن التسعين بحوالى 4 فى المائة, مما يعنى أن الرجل ذو الطول والحجم المتوسط الذى يزن عشرة أحجار 140 باونداً فى سن 21، والحجر هو وحدة وزن بريطانية تعادل 14 باونداً 6.3 كيلوغراما , أكثر احتمالا ليبقى على قيد الحياة بعد سن التسعين بحوالى 20 فى المائة، مقارنة برجل فى نفس الطول ولكنه يزن 12 حجرا 168 باوندا .
وحسب الباحثين, فان هذه الدراسة هى الأولى التى تؤكد أن الرشاقة والصحة فى مرحلة الشباب تؤثر تأثيرا مهما على مدة الحياة, إذ يعتبر الإفراط فى الوزن فى أوائل الشباب عامل حاسما يحدد مدة الحياة والوصول إلى عمر كبير أم لا.
ولاحظ العلماء فى جامعة كاليفورنيا الأمريكية, أن الأشخاص الذين كانت أوزانهم كبيرة فى سن الحادية والعشرين, تعرضوا للوفاة قبل وصولهم إلى سن التسعين, مقارنة مع من كانت أوزانهم أقل.
وأوضح هؤلاء فى الاجتماع السنوى للأكاديمية الأمريكية للعلوم العصبية الذى انعقد فى هنولولو مؤخرا, أن وزن الشخص فى سن 21 مهم, ولكن العامل الرئيس الذى يحدد الوزن الصحى يتمثل فى عامل الجسم الكتلى الذى يقيس وزن الجسم تبعا للطول, ويُحسب بتقسيم الوزن بالكيلوغرام على مربع الطول بالأمتار, فيكون ناتج هذا العامل عند شخص يبلغ طوله 1.82 مترا مثلا, ووزنه 70.5 كيلوغراما, 21.3. يشار إلى أن زيادة قيمة هذا العامل عن 25 عند البالغين, يدل على الإفراط فى الوزن, بينما يعتبر الأشخاص الذين يزداد لديهم إلى 30 وأكثر من البدينين.
وحذر الخبراء من أن معدلات البدانة فى بريطانيا ازدادت بحوالى ثلاث مرات عما كانت عليه قبل 20 عاما, منوهين إلى أن كبار السن من الرجال والنساء الذين يملكون قيما عالية من عامل الجسم الكتلى أكثر عرضة للوفاة قبل سن
وأشار الباحثون إلى أن الرياضة اليومية المنتظمة خلال أواخر مرحلة الشباب مفيدة وتحسّن مدة الحياة وتطيلها إلى سن كبيرة، حتى وإن لم تؤثر على الوزن, وقد بقيت هذه النتائج ثابتة حتى بعد الأخذ فى الاعتبار عوامل أخرى كارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وإصابات السكرى والسرطان
ولاحظ المختصون أن تعاطى الفيتامينات والأقراص المغذية الأخرى لا يؤثر على فرص الحياة, ولم يبدُ أن]التسعين، مقارنة مع من يملكون قيما أقل.
وبينت الدراسات أن الأشخاص الذين يتمرنون ويمارسون الرياضة لثلاثين دقيقة يوميا على الأقل, أقل عرضة للوفاة قبل سن التسعين بحوالى الثلث من نظرائهم الأقل نشاطا.ها تطيلها إلى سن كبيرة، مشيرين إلى أن متوسط مدة الحياة المتوقعة قد زادت فى السنوات الأخيرة، حيث وصلت بين الرجال إلى 75 عاما, وبين النساء إلى 80 عاما.
ولفت هؤلاء إلى أن أكبر معمر فى سنوات 1860، وصل عمره إلى 101 سنة, ولكنه زاد إلى 105 فى أعوام،1960 ليصل إلى 108 فى التسعينيات, وقد توفى أطول الناس عمرا حتى الآن قبل أربع سنوات فى فرنسا عن عمر يناهز 122 عاما.