السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .
المسلمون عموما و العرب خصوصا ميالون للعجائب و الغرائب .و جعلهم ميلهم هذا ينتظرون تحقق نبوءة رسول الله -صلى الله عليه و آله و سلم - تحققا حرفيا .و بكل صراحة , لكي تتحقق أحاديث الدجال بالمعنى الحرفي , ينبغي أن يعطل الله سبحانه و تعالى سننه التي خلق عليها الكون .و هو الذي قرر في آيات كثيرة أنه ما خلق السموات و الأرض و ما بينهما إلا بالحق .و الحق لا يلتقي مع الباطل .و ينبغي أن يحل العبث في الكون كله .و ربنا الكريم الحكيم قد نزه خلقه و كونه عن العبث مطلقا .
و للتبسيط : ينبغي أن نقبل إحياء الكافر للموتى .و هذا لم يكن حتى للأنبياء .فكيف يكون للدجال الكافر ؟.
ينبغي أن يكون حمار الدجال من حديد و يركب الناس في جوفه و يأكل الحجر .
و ينبغي أن يكون هذا الحمار بأبعاد خيالية .بحيث يخوض في البحر فلا يتجاوز حقويه .و يتناول السحاب بيمينه , و يسبق الشمس إلى مغربها .
و يأمر السماء فتمطر .و الله يقول : ( و ينزل الغيث ) أي أنه الوحيد الذي يتصرف في الغيث .
إلى آخر ما جاء في حديث الصادق المصدوق محمد -ص-.
و الكلام على حقيقته ما لم توجد قرينة تصرفه عن الحقيقة إلى المجاز .و لكون أحاديث نبينا نبوءة ينبغي لفهمها البحث عن المعنى المجازي . و عندها تصبح أحاديث نبينا آية باهرة تدل بما لا يدع مجالا للشك عن صدقه و صدق رسالته .
فنبينا يحذرنا من ترك الإسلام و الإرتماء في أحضان المسيحية الكافرة .البين كفرها إذ تدعو لعبادة المخلوق دون الخالق .و هذا معنى ( بين عينيه مكتوب : ك ف ر .يقرأها كاتب و غير كاتب .فالكل يعلم كفر من يعبدون المسيح ابن مريم -عليه السلام .
و يصف لنا رسول الله -ص- الإمكانيات المادية العظيمة التي تتمتع بها الأمة المسيحية .من وسائل نقل سريعة و عظيمة .من : قطارات و طائرات و بواخر .
و يصف لنا التطور الذي تصل إليه الأمة المسيحية في مجال الطب .بحيث توصلوا إلى إستبدال الأعضاء الداخلية للإنسان و إنقاضه من الموت بعملية جراحية .( يدعو الشاب ممتلأ شبابا فيضربه بالسيف ثم يدعوه فيتهلل وجهه يضحك .
و لتفادي الإطالة , كل ما قاله رسول الله -ص- تحقق بالتمام ....
و لجهل بعضنا يدعي أنه سمي بالمسيح الدجال لأنه ممسوح العين .و الحق أنها أمة تدعو للمسيحية الكافرة .
بل ذهب البعض حتى إلى تحويل كلام نبينا بالقول : المسيخ الدجال .و هذا يرجع لقصور فهمهم و تمسكهم بالمعنى الخرافي المفضي إلى الشرك و العياذ بالله .فكيف يسوغ لي كمسلم أن أجعل لله ندا يحيي الموتى مثله و هو في نفس الوقت عاجز عن إصلاح عور عينه ؟ .
و الخلاصة أننا إذا أعطينا لهذه النبوءة حقها كونها تأتي من نبي لا ينطق عن الهوى , وجدنا أنها نبوءة عظيمة لسيد الخلق .تدل على صدقه و أنه حقا رسول من الله الذي فتح له حجب الغيب .و ترك لنا هذه الوصية الغالية .
فهذا يؤكد لنا قول رسول الله منتديات الفرات يا عباد الله) , أثبتوا .أي تمسكوا بدينكم الحق الإسلام .و لا تغرنكم العيشة الرغد التي تعيشها الأمة المسيحية .بحيث ترونهم كأنهم في جنة . و مع ذلك يتمسك علماؤنا بالمعنى الحرفي و هم يرون بأم أعينهم دخول أبناء الإسلام في نار الدجال ظنا منهم أنها جنة .( معه جنة و نار ....)
و الإشارة الخفية الموجودة في سورة الكهف , تؤكد ذلك .أنظر قول الله : ( و ينذر الذين قالوا إتخذ الله ولدا ...)
إنها الأمة المسيحية بامتياز .
فيا علماءنا أتتمسكون بما يضيع وصية رسول الله ؟. أتخشون الحق لمجرد أن من أتى به ليس عربيا ؟ .
أقول قولي هذا و أسأل الله أن يلهم علماءنا الشجاعة الكافية لقول الحق في هذا الموضوع .و لست أدري في النهاية إن كان التمسك بالمعنى الحرفي لأحاديث الدجال المفضي إلى الخرافة , هل هو من فرط التقوى أو من فرط البله و الغباء ؟. و السلام


تسلمين اختي الغاليه بنت البصره
موضوع في غاية الاهميه