من ذكريات الشهيد البطل
عبد الكريم قاسم رضوان الله عليه
ماضاع َحقٌ ورائه مطالب
ما قال احد الضباط االاحتياط في جيش العراقي من الذين كانوا يعملون في ديوان زوارة الدفاع بعد استشهاد الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم نقل لي شخصيا هذا الخبر وتأكيدا لأيماني بأن القناعات السياسية مرتبطة بمرحلة معينة وظروفها ومعطياتها ،أكتب هذه المعلومة عن المرحوم الزعيم عبد الكريم قاسم الذي لم يكن السياسيون ولا علماء الدين لهه (ودية) آنذاك لاسباب لامجال لذكرها ولعدم فتح سجال لا مبرر له بين أناس يحبون الوطن سوية.
في أحدى دعوات ضباط الاحتياط المتكررة سابقا جرى تنسيبي الى ادارة الضباط،وكانت الخفارات الليلية مستمرة طيلة الحرب بين الاكراد- قبل اتفاقية الجزائر ،وقد وجدت أن الجلوس مع زملائي مملا وغير مفيد لان أغلبه ينصب على كباب الكاظمية وباجة الاعظمية وغيرها،فقررت أن أجلس وحدي في القاعة التي تضم أضابير ضباط الجيش العراقي منذ تأسيسه ،وبدأت بنوري السعيد وجعفر العسكري مرورا بعبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف والمهداوي وغيرهم .. والذي أسجله لادارة الضباط وللمسئولين أنهم لم يتلاعبوا بأية أضبارة وبقيت المعلومات والوثائق كما هي في حين كان بأمكان أي قائد عسكري خصوصا الذي تحول الى قائد سياسي (كالعادة)أن أن يرفع الاوراق والمعلومات السلبية من أضبارته .
وجدت الكثير عن الزعيم عبد الكريم قاسم الذي قداكتبه مستقبلا ولكن حالة(إيجابية ( وددت تسليط الاضواء عليها بعيداعن رومانسية الطعام البسيط والدار المستأجرة وغيرها ..فقد كان المقدمالركن عبد الكريم قاسم أمر أحد الافواج الموجودة ي منطقة سواره توكه في شمال العراق وكانت العمليات العسكرية موجودة في نهاية الأربعينات،وأضطر الامر أن ينام في العراء وسط البرد،ويظهر أنه أصيب بمرض ( البيتروتايفوئيد(وعند علاجه في بغداد لم يستجب للأدوية ونظرا لخطورة حالته تقررارساله الى بريطانيا للعلاج على حساب الدولة،ويظهر أن علاجه كان مكلفا وطويلا بما جعل صديقه الملحق العسكري العراقي في لندن آنذاك حسن مصطفى أن يستمر بالصرف عليه حتى تجاوز المبلغ المقرر بأكثر من ستمائة دينار عراقي،وعندما عاد الى بغداد أصدر رئيس اركان الجيش أمرا بتحميله المبلغ الاضافي وقطعه بالاقساط من راتبه،وقد شعر الزعيم أن في ذلك غبنا له فهو مريض من جراء الخدمة وأداء الواجب، فكتب العريضة تلو الاخرى (بقلم الكوبية) وهي محفوظه جميعا في أضبارته ،ولكن لم تحصل الموافقة على أعفائه من المبلغ الاضافي..وعندما أصبح رئيسا للوزراء قدم طلبا عنوانه من الزعيم الركن عبد الكريم قاسم الى مجلس الوزراء الذي هو رئيسه يعيد فيه شرح قضيته ويطالب باعادة المبلغ الذي دفعه من دون وجه حق اليه (وقد توقفت عنذ ذلك وأتهمت الرجل مع نفسي باصراره على استرداد مبالغ حكومية)ولكن بعد قلبت الصفحات الاخرى في أضبارته وجدت قرارا من مجلس الوزراء بالموافقة على اعادة المبلغ المذكور الى الزعيم الركن عبدالكريم قاسم،ولكني لاحظت أن النسخة المحفوظة في الاضبارة مؤشر عليها بعبارة تقول (يفتح حساب في مصرف الرافدين باسم جيش التحريرالفلسطيني ويوضع هذا المبلغ كبداية فيه) والتوقيع لعبد الكريم قاسم .
أكبرت للرجل موقفه الوطني، ولكني بالمقابل (ولست خبيرا سايكولوجيا)وجدت أنه من النوع الذي لا يتنازل عن حق يعتقد أنه مغبون فيه مهما طال الزمن.
الذي أريد قوله وقد يعترض البعض عليّ واستنادا الى التقارير الطبية الموجودة في الاضبارة (يمكن الرجوع اليها( واتمنى ان تكون محفوظة وسليمة،تشير الى أن المرض قد أصاب جهازه التناسلي وقد يكون قد سبب له العقم،وذلك بأعتقادي سبب عدم زواجه .
أرجو أن يكون ما قلته بردا وسلاما عن المحب وغير المحب على أن يأخذ كلاهما الموضوع من باب تسجيل الوقائع للتاريخ خصوصا أن ما ذكرته (مسند) بالوثائق والمستندات وبخط المرحوم الزعيم نفسه وبتقارير طبية صحيحة.
الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم رحمه اللهعبد الكريم في سينما الخيام
الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم رحمه الله لم يرو لنا التاريخ ان احد رؤساء الوزارات في العهد الملكي والذين تجاوزوا الاربعين رئيساً ان احدهم دخل الى احدى السينمات لمشاهدة احدى الافلام في احدى دور العرض
ولم نشاهد او نسمع ان احدا من المذكورين ممن اشغلوا المنصب بعده وحتى الان ان واحداً منهم قد دخل الى السينما لمشاهدة فيلم سينمائي في احدى دور العرض السينمائية على ما اكثرها في بغداد خاصة الصيفية او الشتوية منها.
وكان عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء الوحيد الذي ارتاد السينما لمشاهدة فيلم (ام الهند) وكان ذلك سنة 1959 والسينما كانت سينما الخيام وكانت وقتها افضل دور العرض السينمائية في بغداد حتى اكمال تأسيس سينما النصر بعد ذلك من قبل شركة دور السينما.
وعلى الرغم من ان هذا الفيلم كان اطول فيلم في وقته حيث استغرق عرضه اكثر من ثلاث ساعات، وكنا وقتها من الذين اشتركوا في مشاهدة الفيلم، اذ كانت السينما مكتظة بالمشاهدين وكان هذا الفيلم من الافلام الهندية الاولى الذي فتح الباب امام السينما والافلام الهندية للدخول الى دور العرض السينمائية العراقية لا سيما ان قصة الفيلم تلامس الافكار السياسية التي ظهرت بشدة بعد الاطاحة بالنظام الملكي>
كون الفيلم يصور عائلة هندية فقيرة جداً تتكون من ام واطفالها ويصور معاناة الام في توفير العيش لابنائها الصغار زمن الاقطاع في الهند وقبل الاستقلال وكيف انها شاهدت في حياتها ما شاهدت لاجل تأمين الطعام لابنائها وكان اسم احد ابنائها (برجو) من المتمردين على الواقع والذي انتهى اندفاعه وثورته ضد النظام الاجتماعي الى قتله، وابنها الاخر الوديع الذي كان يؤمن باللاعنف كأساس لتحقيق الاهداف وكيف ان الاحوال تغيرت بعد استقلال الهند واصبحت هذه الام عنواناً للإمراة الهندية الصابرة المناضلة حتى انها تستدعى لافتتاح مشروع زراعي كبير بدلاً من رئيس الوزراء انذاك (جواهر لال نهرو).
على اية حال كانت السينما مكتظة وحضر عبدالكريم في (الفرصة) اي في الوقت الذي انتهى فيه عرض المقدمات من عرض لقطات من الافلام التي ستعرضها السينما مستقبلاً حيث يتم التوقف واشعال أضوية السينما.
حضر الزعيم عبد الكريم مع أحد مرافقيه ( واحد بس ) وعند ذهاب المرافق لدفع ثمن تذاكر الدخول قابله احد مالكي السينما وقال: سيدي لقد حجزنا لك (اللوج) اي احدى المقصورات التي تتكون من اربعة مقاعد منفصلة عن المقصورات الاخرى ولكن الح الزعيم على دفع ثمن تذاكر (اللوج) .
وبعد دخوله ابتدأ عرض الفيلم ولم يخرج الزعيم حتى لحظة اكمال عرض الفيلم. سلاماً لتلك الايام ونعماً لمن حضر لمشاهدة ذلك الفيلم ورحم الله الجميع.