بارك الله بك اختي الكريمة ام فيصل على طرحك وقبل يوم كنت افكر بطح موضوع حول الشاعر البطل عبد الحسين ابو شبع وقد اسعدت عندما وجدت انك طرحتي موضعه والحمد لله التفت احد الكتاب الى تاليف كتاب عن حياة الشاعر الراحل عبد الحسين ابو شبع وقد صدر الكتاب في بغداد بعنوان " روائع .. عبد الحسين ابو شبع " وهو عبار عن قصائد للشاعر النجفي الشهري اعدها واشرف عليها foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? الكعبي ..
وقد قدم لهذه الروائع الشعرية الشاعر الكبير مظفر النواب في مقدمة بعنوان " كلمتي" جاء فيها :
عندما تنبجس خلجات النفس التواقة الى عيون من المشاعر عن تحليق في فضاءات الرؤى الانسانية ، ستطيل بها الخوافي والقوادم مشاطرة ً إيّاها للرفيف والزفيف ، فيراها الرائي من بعيد كأنها ملكة او انها حورية السماء والفضاء التي لم يكن لها اقدام حتى تهبط الى الارض بل تمتلك اجنحة فقط. \
وكذلك هو الشاعر الذي لا يرتضي اللاإرادي المكنون فيه ان يهبط بل يبقى في سماواته وفضاءات عشقه دون كلل او نصب ، وعلى سنين عمر التعارف واللقاء بالكلمة والاحساس وجدنا كثيراً مما يسمى بالخلجات ليس يمشي على قدمين فقط بل انه بعد ذلك يتعكز ولاتحمله اقدامه وان كثرت ،ووجدنا القليل القليل ممن يهدي روحه ال كل العشاق في العالم دون النظر الى اللون او الرائحة ،
فالذي يستطيع الطيران سيختبر المساحات اكثر ، ويرى من الخلائق مالا يراه ذووا العكاز او الاقدام. وكذلك هو شاعرنا الذي نكتب عنه وقد تعارفنا بالكلمة والنظرة والاحساس وانعدمت كل امتار البعد الطيني النشأة، فكاد اقول انه الوحيد في زمانه مزق مكانه وقفز من دون الكثير فوق مسرح وجوده الجسدي ليرى من كان في اخر صف في القاعة حتى تجاعيد وجهه المنهك التعب من انه عاشق بكى فراق حبيبه ، وسألت دموعه على وجه ام كانت اعواد المشانق سارقةً لفلذة كبدها ،
فالمسرح كبير والمشاهد له عين ترى ما يختزله الممثل احساساً لا تصنعاً من اجل حفنة دراهم ، حتى ينتهي المشهد بالتصفيق من قبل المشاهد ، والشهادة منقبل البطل المسرحي الذي قفز فوق خشبة مسرحه من اجل الغير واستشهد تاركاً اثراً دموياً معطراً برحيق الرفض لكل مايسيء الى الانسان والانسان فقط. لقد حملت الخوافي والقوادم شاعراً فقرأناه من بعيد حروفاً على سبورة الواقع لا الخيال ، والحقيقة لا الوهم ، فهو عاشق يبكي ، ومظلوم يتظلم وثم ينتصر ،
هذا هو الشعر ، وهذا هو الشعور ، الذي تجسد في هذه الابيات التي تعكس صورة جديدة من كامرة خفية بارعة ارادت ان تقول اني رأيت هذا الاحساس بعيني لا بعينكم فانا احترم عيونكم ولكنى لا اثق الا بعيني ، وهذه مشاهدتي ستقرءونها في قصائد ما سمعتموها من قبل ، فهي خاصة الخاصة الم الجوع يفوح من حرقتها، عاشرت الا معاصيرها ، فكانت كما فاضت من العيون ، لا كما يريد رأيها تصورها ،
اكاد اقول انها حقيقة شاعرنا الذي نكتب عنه ، عيون ابصرت ابعد من مسافة رؤيتها فكانت كما ترونها ، دوائر ابصار ومعرفة تتسع كما تتسع الدوائر في الماء حين القاء حسرة او دمعة فيه. نحن ننظر لهذا الشاعر من خلال عيوننا ، وللناس والمعاصرين والسامعين لهم الحق في النظر ، ولكننا في هذه المجموعة اردنا ان نقف على غير المسموع وغير المرئي وغير المعتاد . فوجدناه فياضة بالاحساس ، دفاقة بالمشاعر باكية متحسرة على شيء كان يتيماً في داخل شاعرنا الا وهو الانسان ،
فمن هذه الرؤيا ومن هذا الكتاب دعونا ندخل سوية الى يتم "عبد الحسين ابو شبع" الذي ابكى العيون ولم يجد احداً يبكي عليه. في الكتاب الكثير من قصائد ابو شبع منها :الموال والابوذية والدارمي والقصيدة الاجتماعية ..
يتألف الديوان من 520 صفحة من القطع الكبير ، وهو من اصدارات دار السجاد في بغداد . بارك الله بك وشكرا لك سيدتي الاديبة الفاضلة