في مرة من الزمان .... والعين عانقها السهر
في أحضان ليلة صيفية .... سماؤها مرصع بأبهى الدرر
تحدثت أهدابها تخاطب القمر
و أفصحت تقول بالبيان فانتشى .... الضياء والمساء والزهر
حينها تكلم القمر وقال:
أيا هذا الذي مع الأشواق دائما في سفر
يا مولعا بروعة الصباح و الصباح يندثر
ما خطبك كل ليلة تسامر النجوم .... تناجي أطياف الزهر
افصح لي عن سرك ولا تخف .... فأنا خير من يكتم الخبر
ما لي أراك هائم الروح .... و حالك ينذر بالخطر
لا تشغل البال بخبايا الدهر .... فالليل الحالك يبدده ضوء الفجر
و مهما طالت الأسفار .... لابد من وصول الغائب المنتظر
حدثني بالتي تَـمَـلّـك قلبك عشقها .... من التي في روحك تستتر
فقلت له يا أيها المضيء .... في غياهب السكون والبصر
تعالَ كي أريك حلمي الذي .... مازال غائبا عند قبضة القدر
تعالَ كي تعي حكاية الأحزان .... حين القلب يثور بالآلآم يستعر
و قصة التي في الروح مسكنها .... والقلب يـردد اسمها في لحن مستمر
و في العين قد نُـقشَـتْ صورتها .... فلست أرى سواها من البشر
تساءلْتُ و تهت في بحر السؤال .... هل يا ترى يجمعني القدر
بمن فاق حسنها كل مقاييس الجمال .... وعجز عن وصفها أهل القرى والحضر
يا أيها القمر ..
هذه هي العوالم التي في حضنها تنام هيئة الخطر
فلا تسأل عن المدارك الخفية المعالم والصور
******
و في غفلة جاءت الغيوم والنجوم .... كي يروا جحافل الاطياف تنحسر
ليختفي بالدهشة العمياء .... خلف رحلة السحاب ذلك القــــــمــــر