الى فراشةٍ حمقاء
هذا مقامُ الشِّعر يا ذاتَ الحَلَقْ
كُفّي دلاءَكِ عن حياضي والشّبَقْ
**
شدّي خمارك بعد جأشكِ واعلمي
أنّي امرؤٌ...بل شاعرٌ ردَّ الفَلَقْ
**
قد أفلتتْ شمسُ القريض من الغسق
وترحّمت تلك البغاثُ على الشّفَق
**
وتصايحت نيرانُ شعري تبتغي
من زامرٍ أو شاغلٍ بلَّ الرَّمَق
**
فإذا سمعتِ خُوار شاغلَ فاصمتي
كي تسمعي من زامرٍ إذ ما نَعَقْ
**
وإذا شممتِ دخان خُبثٍ فافهمي
أن الرّماد على الوجوه قد اْتَّسَق
**
ها قد نفثتُ (رقيقها) فليحترسْ
إن ما زفرتُ سعيرها أهلُ المَلَق*
**
هل غرّ زامرَ في الظلام أشعّتي
وأساء تقدير الضياء عن(1)الحَرَق؟!!
**
فمضى بجهلٍ -كالفَراش- لحتفهِ
قد شدّهُ دفءُ القنادل.. فاحترق!
**
أم أنّه ركب الحمارَ فظنّهُ
شقراءَ خيلٍ قد تجودُ بذا السّبَق
**
أم أنّه قد هاجَهُ عِرقُ النَّزَق
فأتى يَخنُّ كمن أُصيبَ من الحَزَق؟!!
**
هلا رجاني -باكيًا- أو أنني
سأذيقُه من لحمه طَعْمَ العَلَق
**
لاتشفعي..
لو كان حقًا ماجدًا
بعثَ الرّجالَ إلى الرّجالِ..
وما بَعَق
(1) عن الحرق: أوردتُ شرحها حتى لا يأتيني متفذلك ما ويقول إنّ الصحيح أن تقول (أساء تقدير الضياء من الحرق) ، فأقول : اكتفيتُ -ببلاغةٍ- بحرف الجرّ (عن) لإظهار أن المقصود هو (تقديرُ بُعد المسافة ، ويكون المعنى : أساء تقدير بُعد الضياء عن بُعد النار) كي لاأشبّه شعري بالنار فقط ، وإنما هو الضياء لمن أراده والنار لمن وقع في حماه.
والحَرَقُ: النار.
*أهل الملق: هم الذين يتملقون غيري