زين العابدين عليه السلام
الإمام الرابع للشيعة، هو السجاد علي بن الحسين، زين العابدين بن سيد الشهداء عليه السلام. شهد كربلاء مع أبيه لكنه كان مريضا ملقىً على فراشه وقد نهكته العلة. وبعد مقتل الحسين أُخذ مع السبايا بحالة مزرية تثير الأسى إذ أوثقوا السلاسل في يديه ورقبته، وساروا بهم نحو الكوفة ومنها الشام. والقي في بلاط يزيد خطبة بالغة الأهمية فضح فيها حقيقة يزيد، وكشف فيها لأهل الشام ماهية ثورة كربلاء.
ولد الإمام السجاد عام 38 هـ بالمدينة، وكان عمره يوم واقعة كربلاء 24 سنة، وكان قد تزوج وولد له الباقر، وكان عمر الباقر آنذاك 4 سنين وكان في كربلاء(أعيان الشيعة 1: 635).
تجسّد الدور الرئيسي للإمام السجاد عليه السلام في واقعة كربلاء في إيصال رسالة دم الشهداء وحفظ منجزات الثورة والأهداف التي ثأر أبوه من أجلها لكي لا يطالها النسيان والتحريف. وقد أنجز سلام الله عليه تلك المهمة بصيغة إيراد الخطب والكلمات هو وعمّته زينب حتى أن خطبته في الشام أشعلت الغضب في قلب يزيد فأمر بقتله، إلا أن عمّته زينب فدته بنفسها وحالت دون ذلك.
وفي كربلاء جاء لمساعدة طائفة من بني أسد لدفن أجساد الشهداء، وبعد دفن جسد الحسين عليه السلام كتب على قبره: " هذا قبر الحسين بن علي بن أبي طالب الذي قتلوه عطشانا غريبا"(حياة الإمام زين العابدين: 166).
وبعد واقعة عاشوراء مرّت على الإمام السجاد عليه السلام فترة عصبية وكبت شديد من قبل الخلفاء الأمويين الذين عاصروه ومنهم الوليد بن عبدالملك، هشام بن عبدالملك. وهنالك قصة معروفة حدثت أثناء زيارته لبيت الله الحرام وتقبيله الحجر الأسود، وأشعار الفرزدق في مديحه ضمن مطلعها :
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته….
وقد جمعت أدعيته في "الصحيفة السجادية"، التي تمثل الآن بين أيدينا كنزا ثمينا من المعارف الإسلامية. استشهد السجاد عام 95هـ بمؤامرة دبّرها الوليد بن عبدالملك، ومدفنه في البقيع، ويمكن الرجوع إلى الكتب التي تحدثت عن شخصيته وفضائله للحصول على مزيد من المعلومات عن حياته (من جملتها: الإمام زين العابدين لعبدالرزاق المقرم، حياة الإمام زين العابدين لباقر شريف القرشي، سيرة الأئمة الاثنى عشر لهاشم معروف الحسني، بحار الأنوار 46).
واليكم الموسوعة الكاملة:
ونسألكم الدعاء
عظم الله اجورنا واجوركم بوفاة سيد الساجدين
عليه السلام