السلام على الحسين
عظم الله لكم الاجر بمصاب سيد الشهداء
عليكم بالجزع والحزن والبكاء اخوتي فانظروا احاديث الائمة وبكائهم على الحسين عليه السلام
وفي (إقناع اللائم) عن خالد بن سدير عن الصادق (عليه السلام) قال: (لقد شققن الجيوب، ولطمن الخدود الفاطميات على الحسين بن علي (عليه السلام)، وعلى مثله تلطم الخدود، وتشق الجيوب..).
8- وفي بعض الروايات:
(إن الصادق (عليه السلام) قال: من قال في الحسين شعراً فبكى وأبكى غفر الله له، ووجبت له الجنة..).
9- في الصفحة (150) من (المجالس السنية) ما نصه: (روى عن الصادق أنه قال: ما اكتحلت هاشمية، ولا اختضبت، ولا روئي في دار هاشمي دخان خمس سنين حتى قتل عبيد الله بن زياد.
وعن فاطمة بنت علي بن أبي طالب أنها قالت: ما تحنأت امرأة منا، ولا أجالت في عينها مروداً، ولا أمتشطت حتى بعث المختار برأس عبيد الله بن زياد..).
10- وفي صفحة (81) من كتاب (المجالس الحسينية) السالف الذكر، من دعاء للإمام الصادق (عليه السلام):
(اللهم أرحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا، وأرحم تلك القلوب التي حزنت واحترقت لنا.. وأرحم تلك الصرخة التي كانت لنا...).
11- جاء في الصفحة (108) من (إقناع اللائم) ما يلي:
(روى ابن قولويه في الكامل بأسانيده عن أبي عمارة المنشد، قال: ما ذكر الحسين بن علي عند أبي عبد الله جعفر الصادق في يوم قط فرئي مبتسماً ذلك اليوم إلى الليل، وكان أبو عبد الله يقول: الحسين عبرة كل مؤمن..).
12- وجاء في الصفحة (105) منه أيضاً ما يلي: (روى الشيخ الطوس في الأمالي، عن المفيد، بسنده عن أبي عبد الله الصادق إنه قال:
(كل الجزع والبكاء مكروه سوى الجزع والبكاء على الحسين...).
وروى ابن قولويه في الكامل بسنده عن الصادق، إنه قال: (إن البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ما جزع ما خلا البكاء على الحسين بن علي (عليه السلام) فإنه فيه مأجور...).
هذا ومما يجدر الإشارة إليه هنا: أن النائحين على الحسين قد وجدوا متنفساً على أواخر عهد الإمام الباقر وطوال عهد الإمام الصادق لبيان حزنهم، وإقامة مآتمهم، وأحياء ذكرى عزاء الحسين وآله وأصحابه.
إذ أن الفترة الواقعة في زمن هذين الإمامين بين عهد مروان الحمار آخر الخلفاء الأمويين، وأبو العباس السفاح أبو الخلفاء العباسيين، كانت فرصة مؤآتية للإمام محمد الباقر وابنه الإمام جعفر الصادق لبث علوم أهل البيت ونشرها على الناس، وأحياء ذكرى الإمام الحسين وإذاعتها، والنياحة عليه علناً بعد أن كانت سراً.
د- بكاء الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام)
والمرويات عن نياحة وبكاء الإمام السابع موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) ضئيلة. وأنقل تالياً ما عثرت عليها من ذلك في بطون الكتب.
1- نقل عن الإمام الثامن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) المدفون في مشهد طوس بخراسان في إيران أنه قال: (كان أبي إذا دخل محرم لا يرى ضاحكاً، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى تمضي منه عشرة أيام، فإذا كان اليوم العاشر منه كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول: هو اليوم الذي قتل فيه جدي الحسين...).
أقول: أما سبب عدم تحرك أهل البيت ونشاطهم ومواليهم في أحياء ذكرى مجزرة كربلاء ومقتل الإمام الشهيد وأصحابه على عهد هذا الإمام، فهو الضغط الشديد عليهم من جراء السياسة الخشنة التي كان يمارسها الخلفاء العباسيون ولاسيما هارون الرشيد ضد آل البيت والعلويين. وما كان يلاقيه الإمام موسى الكاظم من عنت ومعارضة وتحديد لحريته، وتقيد لحركاته وسكناته من قبل السلطات الممثلة للخلفاء العباسيين، وكانت نكبة آل البيت وشيعتهم على هذا العهد رهيبة للغاية، وأصبحت اجتماعاتهم ومجالسهم محدودة جداً، ومراقبة مراقبة شديدة. كما كانت تحصى عليهم حركاتهم وسكناتهم وحتى أنفاسهم. خاصة وإن إمامهم موسى بن جعفر (عليه السلام) قضى أكثر أيامه مطارداً أو رهين سجن العباسيين، ذلك السجن الذي قضى فيه نحبه مسموماً...).
هـ - بكاء الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام):
وقد امتلأت كتب التاريخ ومؤلفات الرواة بأخبار حزن ونياحة الإمام الثامن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) على جده الحسين (عليه السلام) وأنقل تالياً نبذاً منها:
1- جاء في كتاب (إقناع اللائم) أنه:
(روى الصدوق في الأمالي بسنده عن الرضا (عليه السلام) قال: إن المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال، فاستحلت فيه دماؤنا، وهتكت فيه حرمتنا، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا، وأضرمت النار في مضاربنا، وانتبهت ما فيها من ثقلنا، ولم ترع لرسول الله (صلى الله عليه وآله) حرمة في أمرنا. إن يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذل عزيزنا بأرض كرب والبلاء، وأورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء، فعلى مثل الحسين فلبيك الباكون، فإن البكاء عليه يحط الذنوب العظام).
2- وروى الصدوق في (الأمالي والعيون) بسنده عن الريان بن شبيب قال: (دخلت على الرضا (عليه السلام) في أول يوم محرم، قال: يا ابن شبيب، إن المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرمون فيه الظلم والقتل لحرمته، فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها، ولا حرمة نبيها (صلى الله عليه وآله) لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته، وسبوا نساءه، وانتهبوا ثقله، فلا غفر الله لهم ذلك أبداً. يا ابن شيب، إن كنت باكياً لشيء فأبك للحسين بن علي بن أبي طالب، فإنه ذبح كما يذبح الكبش، وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلاً مالهم في الأرض شبيه، ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فوجدوه قد قتل، فهم عند قبره شعث غبر إلى أن يقوم القائم فيكونوا من أنصاره وشعارهم: (يا لثارات الحسين) يا ابن شبيب، لقد حدثني أبى، عن أبيه عن أبيه أنه لما قتل جدي الحسين (عليه السلام) أمطرت السماء دماً وتراباً احمراً، يا ابن شييب، إن بكيت على الحسين حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب ٍ أذنبته، صغيراً كان أو كبيراً، قليلاً كان أو كثيراً... إلى آخر الحديث..)