بسم الله الرحمن الرحيم
""" عوده إلى قلوبكم النديه من جديد """
وفى إطار النهوض من مستوى ايقاع الابداع المتواضع . قلتُ فى نفسى أن أغوص في علم الكلِم . وأترك العنان للقلم عسى يتعلم فن السباحه في بحر الكلم . دون أن يتعب . فتقبلوا مني هده المساهمة البسيطة .
ونحن جميعا نتعلم . وشكرا
::::
وها قد لملم النهار أوراقه وطوى صفحاته وحل . وأقبل الليل بعباءته السوداء . وقطرات من أدمعى تتساقط على صفحات دفترى .
ليل هو قارس هممتُ وشرعت بالخروج من البيت عسى السماء تمطر
لتغسل مابى من كدر وحزن
وفي تلكَ الساعة المتأخرة من ذلكَ الليل المظلم
وعلى صوت زخات المطرالتي كانت تتساقط وكأنّ السحاب
تفرغُ مطر ألف عام لم تمطر فيها بماءٍ . أشعر أن أفكارى تائِه تأخذنى
من حى الى شارع دونما أن أدري ما هي وجهتى , ملابس تشبَّعت بالماء
كأنها قطعة اسفنجٍ وأنا غيرُ مُبالٍ للبرد الذي ينخُر عظامى , وغيرُ سامعٍ لصوت أسنانى التي بِتكْ تِكْ من البرد, جسمى ليس كما يبدو عليه الوهن أحزانى كثيره وهي التي قد أتعبتنى ذهنيا الذي يَشُعُّ شررا من الذكاء والحِكم .
صِرتٌ أنتقل من شارع إلى حى ووجهى منخفض بالكادِ أرى أطراف أصابع قدمي . لكنى فجأةَ استدرتُ إلى اليمين وما أغربها من عجبِ ودهشه التي تملَّكتنى حينَ وقعت عينايا على شابُ يجلسُ على مقعد أخر الشارع واضعا رأسه بين ركبتيه المنقبضتين , بدأت التساؤلات تغزو فكرى الشارد وبدأت نفسى تتسائل .............!!!
ماذا ينتظر ويفعل هذا الشاب وفي هذه الساعة وتحت هذا المطر الغزير؟
كنتُ أظن أنني بلا أدنى شكٍّ الشخص الوحيد الذي لا يأبه إلى
هذا البلَلِ وهذا البرد القارص , فيا ترى ما الذي أخرجَهُ من بيته فى هذا الوقت ؟ وما ذا هو ينتظر . ؟
أ أذهب لأكمل طريقى الشارد أم أتقدم وأذهب و أتحدث معه ؟
قررتُ أن أنهي توقفى وأن أترك هذا الشاب الذي هو من سِنٍّ يتقارب مع سنى . فدوما دائما ما أطيق المتطفليَن , فبدأت سيقانى تشرع فى الرحيل مُبتعدا عن ذلكَ الشاب العجيب , لكنّ رغبة شديدة وفضولا منى
أجبرنى على التوقف . فغيرتُ اتجاهَ طريقى نحوه إلى حيث يقعد الشاب المسكين, ادنيت منه وبكلماتٍ ولدت من رَحَمِ الترددِ وعلى إستحياء
قلتُ : السلام عليك ورحمة الله وبركاته .
الشاب : رفع رأسه ناظرا الي لثواني ولم ينطق بحرف واحد.
أنا : لم يردعنى هذا الصمت عن متابعة ما جئتٌ إليه فبدأتُ قائلا
أنا اسمي محمود أرغب بالتحدث إليك فهل تسمح لى ؟
الشاب : أجابنى بكلماتٍ أخرجها بنَسَقٍ بطيئ وعن ماذا تريد أن تتحدث معي ؟
أنا : أتسمح لي أولا أن أقعد بجوارك ؟
الشاب : هز رأسه إيماءا بالقبول.
أنا : جلست وبدأتُ قائلا لماذا أنتَ جالسٌ هنا وفي هذهِ الساعة وتحتَ هذا المطر الغزير؟
الشاب : و أنت ما الذي تفعله ؟
أنا : لا عليك مني , أخبرني ما اسمك وما الذي أخرجك من بيتكِ ؟
كنت أظن أنه يستحيل أن أرى شخصاً في هذا المطر خارج منزله .
أطبق السكوت ثوانى قبل أن ينطقَ الجليس
مجيبا : إسمي عبد الرحمن , أظن أنكَ شخصٌ فضولي لن تدعنى وشأني لذلك سأقول لك عن الذي يجلسنى وأنتظر هنا ولا أ خفى أنى فيَّ رغبة شديده في التحدثِ عما يجول في نفسي, على أن تذهب لحال سبيلك بعدها.
أنا : قلت حسنا.
عبد الرحمن : إني أشعر بـضيق يطبق فوقَ صدري كأنهُ جبل, أنا لا أنفع لشئ ,
أنا عالةٌ على اهلى , لا أجيدُ القيام بأي شئ, فاشل في الدراسة
و لا أجيد أي صنعة, لم يوهبني الله أي موهبة من خلالها أعمل وأجِد فيها
أي عمل ألتحق به لا أستمر فيه لأكثر من يومين
كأنني الشخصُ الوحيد الذي يريد الله أن يمتحنَ صبره وحِكمته ...!!!
من الآخر .... إني لا أجد معنى لحياتي.
أنا : سكتُ عن الكلام للحظات متعجبا من حاله ...!!!
عيد الرحمن : هل أرضيتَ فضولك . دعنى لكى لا تمل منى .دعنى ؟
أنا : لم أُجيب, فقدت ذهبتُ في متاه وشرود من جديد .
فاستمر الصمتُ بيننا حتى قطعَنى عبدالرحمن قائلا: قلت لي أن اسمك محمود , أ ليس كذلك ؟
حسنا يا محمود عليَّ أن أعترفَ أن فضولكَ قد شدنى وأراحنى قليلا . فأنت رفيقى مع صديقى المطر فأطلعنى لما هذا الحزن يلمع من عينيك مع أنه لا يظهر عليك أنك شخصٌ فاشلٌ مثلي , فما أمرك ؟
هذه الكلماتُ كان كالصاعقةِ وقعت علي , أيقظتنى من سباتى فقذت بى إلى زوبعةِ الذهول ...!!!
فكم هو نادر أن يسألنى أحدا ما بك ؟ وما الذي يشغلك ؟
أشعر برغبة مُلح بالبكاء فترقرقت عينايا بالدموع لكن كبريائى
منعنى من أن أعطي دموعى فرصةً لتشُقَّ لها مجرى في وجهى
فمسحتُ كلتا عينيا , تردَّتُ للحظة هل أتحدث أم أكبت ما في صدرى
كما تعوَّدت ؟ لكن أحزانى غلبت ترددى وألزمتنى ان أتكلم ,
أنا : ياعبد الرحمن أنا مثلُك أشعر بالضياع ولا أجد معنى لحياتي
لكني على العكس منك أحس بالبؤسِ لا لأني لا أنفع لأي
شيئ بل لأني أصلح لكلِّ شئ, وجعى شديدٌ وكآبتي مَدَّت جذراً
عميقاً في ذاتي وقلبى , إني أحس بالوحدة, نجاحٌ أُتبعُهُ بتفوق لكني لا أجد
أيَّ طعم ومذاق له, لا أشعر أنَّ أحدا حولي يهتم بأمري, لا أحد يفرح
من أجلي , لا أحدَ يحزن لحزنى , كل نجاحٍ أحصل عليه يزيد من كآبتي
وشعوري بالوحدة . أشعر كأنى أعيش فى كهف مظلم
يا صديق المطر إننا متشابها .. في الحزن والكآبة والعزلة سِيَّان وإن اختلفت الطرق
التي وجهتنا إلى هذه النهاية المؤلمه , يا صديق المطر أنا مثلك لا أجد معنى لحياتي.
وفي النهايه
يظل.....الوحيد وحيدآآآ والحزين حزينآآآآآ روح لا تعرف أين القرار
ويفني العمر . ونيعيش تائهين كأننا في متاه حالنا جسد بلا روح .
وغروب الفرح قد حان .. فلا للسعاده والراحه غدا فى حياتى .
فيا أرحم الراحمين
لهدايتك أحتاج يا أكرم الأكرمين * إذا ما تعثرت مع سنون الزمن
تضيئ قلبى وفؤادى لكي أطمئن * وأثبت عند اشتداد المحـن
ربى عليك توكلى فثبت فؤادي* وجنب خطاي طريق الفتـن
أخيرا أحبتى
حين يبلغ الـران وتشتد الأقفال... و حين نأخذ الطرق كلهـا، فنجدها قد سُدّْت... و نطرق الأبواب جميعهــا، فنجدها قد أغلقت... و نطلب العون مما نعتبره قريب منا ، فما نلاقى إلـاـ عاجزا أو جبانا... فلنعلم أنه إنما سُدّ علينا الأبواب كلها، إلـا لنطرق بابه... و ما قطع عنا الحبال جميعها، إلـا لنعتصم بحبله.. و أنه اشتاق إلى أن يسمع منا نغمات هتـــاف و خضـــوع ....
فيـــــــارب... مــــــالي ســـواكـ أنيثا لوحدتى
:::
وأخيرا لكم منى تحيه طيبه ,وأشواق حاره إلى كل
القراء الأعزاء والسلام ختام
والى اللقاء