السلام عليكم
من الامور المهمة في الخطابات السياسية هو المحاولة في فهم وادراك مابين السطور وفق التعامل مع الواقع السياسي والمستجدات السياسية على الساحة العالمية .
خطاب الرئيس الليبي يبقى خطاب مثل بقية الخطابات والتي غالبا لايرتكز الى نقطة ثابتة وانما يحاول فرض الاراء من خلال ثغرات قانونية معتقدا ان المقابل لايمتلك حاسة استدراك ما بين السطور فتبقى الغاية الاساسية هي محاولة السيطرة على الاراء من خلال التلاعب بالكلمات وفق المعاني العاطفية والساذجة في اغلب الاحيان سياسيا .
بعد الحرب الكونية الاولى والتي ذهب ضحيتها اكثر من اربعة ملايين مقاتل بالاضافة الى ملايين اخرى تشردوا بدأت دول الحلفاء بانشاء تنظيم باسم عصبة الامم لتنظيم العلاقات الدولية وفق قوانين وانظمة خاصة وذلك لمنع حصول الكوارث العالمية مرة اخرى مثلما حدثت بسبب الحرب ولكن هذه القوانين والانظمة لم تستطع ايقاف طموح النازية العالمية بقيادة هتلر من الاستيلاء على اكثر من نصف اوروبا ومن ثم انتقال المعارك الى بقية المواقع وخاصة بعد دخول كل من ايطاليا واليابان بجانب المانيا النازية فحقيقة كانت كارثة عالمية كبيرة حيث ذهب ضحيتها اكثر من 16 مليون قتيل فكان لابد من وجود منظمة بديلة لعصبة الامم وباسلوب أكثر تطورا للسيطرة على مستجدات التطور العالمي وخاصة في ميدان التسلح فتأسست منظمة الامم المتحدة والتي انبثقت منها منظمة مجلس الامن ومع تواصل العمل بجأت منظمات جديدة تظهر في الوجود تحت راية المنظمة الدولية كرعاية الطفولة وجمعية حقوق الانسان والمحكمة الدولية والبنك الدولي وغيرها من المنظمات والجمعيات المدنية التي بدأت بالعمل في اغلب دول الاعضاء في المنظمة الدولية .
مجلس الامن تأسس مستندا على دول الحلفاء الذين حققوا الانتصار على النازية العالمية وهي كل من الولايات المتحدة والتي لولا تدخلها في الحرب لكنت بريطانيا وفرنسا تتحدثان بالالمانية في يومنا هذا ونفس الشئ بانسبة لروسيا التي ساهمت مساهمة كبيرة في تحرير الشرق الاوروبي من قبضة المانيا النازية لذلك فازت بالمقعد الثاني وفازت كل من انكلترا وفرنسا باعتبارهما دولتين رئيسية في الحلفاء وصارت هذه الدول هي الدائمة العضوية ومن ثم تم برشيح الصين بعد ازدياد قوتها في مرحلة السبعينات وخاصة بسبب نهوضها الاقتصادي والتقني اعتمادا على ذاتها وهي كانت الند الاقوى لليابان في المنطقة خلال الحرب العالمية ووقفت بجانب دول الحلفاء ضد دول المحور فاصبحت الصين العضو الدائم الخامس وفي كل دورة شهرية يتم تبديل 15 دولة تتمتع بالعضوية المؤقتة بالحلف وتمتلك قرار الفيتو .
لا اعتقد ان مقياس العضوية يجب ان يكون معتمدا على اساس المساواة فالعدالة لاتأتي من خلال المساواة في الحالة الرقمية سواء اعتمادا على مساحة الدولة او عدد سكانها او على امور اخرى . من الامور المهمة هي قدرة الدول الاعضاء على ممارسة العبة السياسية سواء على الصعيد القوة العسكرية او القوة الاقتصادية او على الحكمة السياسية وانا لا ارى بان القذافي يحتكم على اي من المور الثلاثة لينادي لنفسه لقيادة العالم .
لو طرحنا ما تحدث عنه القذافي في خطابه سنرى انه خطاب بكلمات ملونة ولكن الغاية الرئيسية هي تقديم لوحة مرسومة بالوان جميلة ولكن ليس لها اي هدف او معنى سوى شئ واحد وهذا الشئ ينبعث من مخاوفه الذاتي من المستقبل المجهول .
القذافي لايحترم دستور دولته ليحترم مبادئ وقوانين الأمم المتحدة وأكثر ما هو مضحك في خطابه هو عند الاشارة الى اختيار الدكتاتورية في روما قبل اكثر من الفين سنة والاقتياد بها في عالمنا اليوم بطبيعة الحال هي اشارة مبطنة الى حكمه الجائر على دولة غنية يفرض سيطرته عليها لاربعة عقود من الزمن واكثر واين وصلت تلك الدولة ؟ لا انسى عندما غزا صدام حسين الكويت كان القذافي ن اشد من رفض الغزوان الصدامي على الكويت ولكن بعد ان دخلت القوات الدولية وحررت الكويت القى كلمة مفادها تهديد الولايات المتحدة والحلفاء قائلا بانه قواد الجيش الليبي تحثه بالقبول لدخول الحرب وطرد الحلفاء من الاراضي العراقية . القذافي يريد ان يبرر شرعية دكتاتورته في ليبيا خوفا من ان يصير حاله حال صدام حسين وهوسائر على نفس النهج وعادة ما يكون الخطاب هو عكس ما موجود في الواقع .
لماذا لايحاول اصلاح وضعية جامعة الدول العربية ولعد ان ينجح يصلح وضع الاتحاد الافريقي ومن بعد ذلك يتجه الى المنظمات الدولية ومالعالمية ولكن في اعتقادي ان في البداية يجب ان ينظر الى دولته في البداية لينعم شعبه بشئ من الحرية والرفاهية بعسدا عن قراراته الجنونية والتي جعلت الملايين من الليبيين ان يغادروا وطنهم مكرهين .