((( تحدّي الذات )))
ما هي الذات ؟؟
هل هي النفس ؟ هل هي الروح ؟ هل هي القلب ؟ أم أنها العقل أو المشاعر ؟
تختلف التعريفات والذات واحدة ...
الذات تحوي أو تعني كل التساؤلات السابقة وأكثر .
ولمّا كانت الذات تعني النفس كان لا بُدَّ من تهذيبها .
ولمّا كانت تعني الروح فلا بُدَّ من تطهيرها .
ولمّا كان من معاني الذات القلب فلا بُدَّ من تعليمه واجباته .
ولمّا كانت الذات تعني العقل فكان لا بُدَّ من تنويره .
وأخيراً ، إذا كانت الذات هي المشاعر فلا بُدَّ من توجيهها وتصويبها .
تهذيب ، تطهير ، تعليم ، تنوير ، توجيه وتصويب الذات ، ذاتكَ أنتَ أيها الإنسان !!!
ولكن كيف ؟؟؟ هذا هو السؤال الأصعب .
هذه المهمة الشاقة إنما تكون عبر تحدّي الذات .
هل جرّبتم يوماً أن تتحدّوا ذاتكم ؟؟!!
* النفس أمّارة بالسوء ، تطلب اللهو والترف الذي قد يجرنا إلى المعاصي فنتوه في دنيا نحن بغنىً عنها،
والنتيجة ؟؟ أنتم تعرفونها . فتحدّوا ذاتكم بتحدّيكم للنفس الأمّارة بالسوء وقمع رغباتها .
* الروح ، تلك النفحة الإلهية المزروعة فينا ، فكيف لنا أن نتركها تضيع في ظلمة الدنيا الدنية ؟؟
هيا ، لنحافظ على ما نفخ الله بنا من روحه ونطهره من كل دنس .
* القلب ، نصفكَ الآخر .. لا تجعله يهوي ، علّمه كيف يكون الحب لله وللآخرين ، علمه الصفاء ، الوفاء ، التضحية ، علمه الصمود والعِفّة ، علمه كيف يكون عزيزاً لا ذليلاً .
تحدّى ذاتك وعلمها كيف يكون قلب الإنسان الحقيقي .
* العقل ، أحبُّ المخلوقات إلى الله ، جَعَلَهُ أمانةً فيكَ أيها الإنسان ، فلتُعَلِّمه ما يحب ويرضى الله ، ولتجعله يستنير بهَديِ الله ، فيميّز الخبيث من الطيّب ويبتعد عن الخطأ ويتحداه .
* المشاعر ، تقول بأنها لا إرادية ؟؟ وأنها تتحكم بك ؟! لا يا ابن آدم .. أنت أقوى من كل شيء ، فلتكن مشاعرك لتحب الآخرين ، لتساعدهم ، لتسامح من أساء إليك ، لتبادل الإيذاء بالمعروف .
هيا ... تحدى ذاتك ووجّه مشاعرك نحو الصواب بعيداً عن التشويش ، وجّهها لتحب الأخ أخاً والأب أباً والأمّ أمّاً والصديق صديقاً و ....
علّمها كيف تداوي من جرحك وتمد يد العَون لمن تخلّى عنك في اللحظات الحرجة .
إقهر ذاتك وهذّبها بالأخلاق الإسلامية الحقيقية بعيداً عن التخفي والتستُر بأقاويل الموضة الدينية التي ابتدعها هذا العصر ، والتي كانت ذاتك أوّل مساهم فيها .
هيا فلنعمل على أنفسنا حتى ولو اكتوينا بالجمر هنا فإنّ لنا عند الله جزاءً حَسَنا .
هيا أيها الإنسان لا تتورّع ، فالطريق شاقّ .
2-1-2008




