@ أثر العمرة والأجواء الروحانية على الشاب المدمن أو المذنب بشكل عام .
ثم عملت سائقاً في أحد الفنادق .. وكانت سمعتي في الفندق ممتازة .
وفي أحد الأيام ، اتفقت مع أحد الأصدقاء على شراء كمية من الهيروين .. دفع هو نصف المبلغ ودفعت النصف ، ثم ذهبت إلى أحد المروجين واشتريت الكمية ، لكني خنت صديقي ، فأخفيت بعض الكمية في جيبي .. تعاطينا الهيروين ، ثم ذهبت بعد الظهر إلى مطعم الفندق .. وبينما أنا أتغدى ، جاءني موظف المطعم ، وقال إن شؤون الموظفين بالفندق يريدونك . دخلت على شؤون الموظفين وإذا برجلين غريبين في المكتب .. لما دخلت قالا لي : أنت فلان؟ قلت : نعم . قالوا : تفضل معنا .. من معي؟ .. معك مكافحة المخدرات .
أصبت بالانهيار .. وكأنهم أعطوني صفعة على وجهي .. ثم قاموا بتفتيشي فوجدوا كمية الهيروين التي خنت فيها صديقي .. وضعوا الكلبشة في يدي أمام موظفي الفندق الذين تفاجأوا بالموقف : فلان؟ كيف؟ .. فتأثرت كثيراً بهذا الموقف .
دخلت السجن لأول مرة .. فأظلمت الدنيا أمام عيني .. وأصبت بالـهم والغم وضيق التنفس ، كنت أرى نصائح أمي وأهلي في جدران السجن .. لم يعد لي حيلة فلجأت إلى الله .. كنت أصلي ، وأدعو في صلاتي بإخلاص واضطرار : يا رب عافني من هذا البلاء .. يا رب افتح لي باب الهداية .. يا رب .. يا رب .


يا من يرى مد البعوض جناحها *** في ظلمة الليل البهيم الأليل
ويرى نياط عروقها في نحرها *** والمخ في تلك العظام النحل
ويرى خرير الدم في أوداجها *** متنقلاً من مفصل في مفصل
امنن علي بتوبةٍ تمحو بـها *** ما كان مني في الزمان الأول


@ نداء عاجل أوجهه إلى كل عاصٍ ومذنب أن ينكسر بين يدي ربه .. ويمرغ وجهه على بابه .. يستغفره ويستهديه .. نداء عاجل ..يقول الله فيه : يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم .. و (الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب) .
يقول الشاب : فتح الله علي باب الدعاء حتى إني والله كنت أدعو الله أن يفتح لي باب طلب العلم .. وبعد ثمانية أيام فتح الله لي باب الفرج ، فخرجت من السجن ، وقالوا لوالدي : إذا عالج الولد في مستشفى الأمل في السعودية ستلغى عنه القضية .
خرجت من السجن ، وسافرت أنا وأحد الإخوة إلى مستشفى الأمل بالدمام .. تلقيت العلاج .. ثم التقيت ببعض الإخوة الصالحين في المستشفى .. دعوني إلى الله ، ففتح الله على قلبي ، وحضرت بعض المحاضرات والدروس .. ثم التحقت بدورة في القرآن الكريم والتجويد .. وبدأت في حفظ القرآن الكريم فحفظت خمسة أجزاء ، ولا أزال مواظباً على الحفظ حتى أختم القرآن إن شاء الله .
لقد فرحت أمي بتوبتي فرحاً شديداً .. وكانت تقول : إذا كنتَ في السعودية أشعر بالراحة ما دمتَ على هذه الحال مع أنك بعيد عني ، وأما إذا كنتَ عندي فإني أخاف عليك من رفاق السوء .
وفي هذه الأيام فتح الله علي .. فتفرغت لطلب العلم على المشايخ في السعودية ، وأسأل الله أن يثبتني على ذلك حتى ألقاه .
وصدق الله : (أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها ، كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون)



@ إنها صفحة مشرقة في التوبة ، وفي طلب العلم


هذه قصة الشاب الأول .. أما الثاني فيقول :
بدأت طريق الانحراف في المرحلة الابتدائية ، حيث تعلمت شرب الدخان من بعض الأصدقاء .. كان أهلي يسألوني عن رائحة الدخان في ثيابي فأعتذر بجلوسي مع بعض المدخنين .
مضت الأيام فوقعت في شرب المسكر .. ثم الحشيش .. ثم تعلمت من أحد الأصدقاء تعاطي الهيروين .
عندما تعاطيت الهيروين كنت أتقيأ وأشعر أن جسمي محطم . فقلت لصديقي : أين جو الهيروين الذي تقول؟ . قال : هذا هو الجو .


أثر الرفقة السيئة ..



دخلت على مدير شرطة إحدى المدن ، وكان عندهم رجل موقوف في السجن ، سألت عن قضية الرجل .. فقال لي مدير الشرطة: هذا الرجل قصته عجيبة ، الرجل سائق شاحنة ، موقوف بسبب شربه المسكر ، وعندما قاد الشاحنة تسبب في حادث شنيع .
العجيب في القصة أن الرجل من أهل الصلاة والخير ، وكانت هذه أول مرة يشرب فيها المسكر ، كيف حدث ذلك؟
في يوم الحادث دخل الرجل على أحد زملائه ، وكان يشكو من بعض الآلام في جسده ، فقام زميله وخلط له المسكر مع العصير ، وقال : اشرب هذا وسترتاح .. يقول الرجل : شربت المسكر ، وخرجت من المكان .. كنت أقود الشاحنة وأرى أن الطريق مائل ، حاولت أن أسيطر على السيارة ، لم أشعر إلا والشاحنة تنحرف باتجاه الرصيف لتتسحق أربع سيارات كانت على جانب الطريق ، ومن لطف الله انه لم يكن بداخل السيارات أحد .
هكذا أيها الأحبة يكون أثر الصاحب الفاسد الذي يفتح للإنسان أبواب المعصية ، ويزين له الوقوع فيها .
اكتشف أهلي الموضوع .. فتأثر والدي كثيراً ، وقام بنصحي فكنت أواجهه بالإنكار.
كنا نعيش في حي سيء ، فتحمل والدي الديون في سبيل الانتقال إلى حي آخر .
وأقول : هذه مسألة هامة لأن الجار والحي له أثره كبير على سلوك أفراد الأسرة .
يقول الشاب : بقيت ستة أشهر في الحي الجديد لا أتعاطا المخدرات ، لكني تعرفت بعد ذلك على بعض الشباب فعدت إلى المخدرات .
ثم سافرت إلى باكستان .. وبقيت فيها قرابة الشهر وأنا أحقن نفسي الهيروين يومياً ، ولم أدري أني قد أصبت بالمرض .. أي مرض؟
رجعت إلى بلادي ، وفي المطار لاحظ رجال الأمن آثار الحقن فقبضوا علي ، وأدخلوني السجن .