عزيزي كاتب المقال :
في البداية اشكرك على الموضوع القيم والجدير بالمناقشة الجدية لغرض الاستفادة من تبادل الاراء في مثل هذه المواضيع الشائكة .
السياسة يا عزيزي ما هي الا لعبة قذرة بل وقذرة جدا لاتعترف بأي قيم ومبادئ واخلاق لذلك مسألة خلط الاوراق هي من المسائل الطبيعية في الممارسات السياسية وهنالك امور اخطر من خلط الاوراق .
العراق اليوم دولة فتية من الناحية الديمقراطية ومصلحة ايران وسوريا بل حتى الاردن والخليج وتركيا تتطلب بعدم استقرار العراق وخلق الفوضى فيه . عقليا ومنطقيا عندما نريد ان نحلل ماهية العلاقات السورية - الايرانية الى ماذا سنتوصل ؟ علاقة جيدة بل جيدة جدا فالدولتان متعاونتان ومساندتان فبعضهما البعض وهنالك امور عديدة ترتبط مصلحتهما من خلال هذه الامور وتتشابك الاوراق السياسية من خلالهما فخلط الامور على الجرائم ضد العراق هي من مصلحة كلتيهما فمثلما تتهم سوريا ايران غدا ستنفذ ايران ما تريد ان تنفذه وتتهم سوريا به وهكذا فلاتتصور ان اي منهما يعمل لمصلحة العراق وهي مسألة سياسية طبيعية.
المشكلة ليست في سوريا وايران ودول الجوار ولكن المشكلة الرئيسية هي فينا نحن العراقيين لماذا لايكون ولائنا للعراق؟ عندما تحلل المواقف السياسية فمثلا لماذا بعض العراقيين من الشيعة صعدوا نجم السيد حسن نصر الله وهم يعلمون جيدا بانه من انصار ايران ومن انصار صدام حسين . من الامور المؤسفة هي دخول رجال الدين الاسلامي من خلال بوابات الاسلام السياسي لممارسة السياسة من خلال الضغط على وبر الطائفية البغيض والشعب العراقي شعب عاطفي وضعيف ثقافيا بسبب الحصار العقلي الذي فرضته الحكومة البعثيى عليه لمدة 35 سنة لذلك التجأ الى الجوامع والحسينيات ولكن رجال الدين استغلوا الشعب لاغراضها الطائفية مع الاسف من خلال الامدادات والمساعدات الخارجية والتي من خلالها تدخلت دول الجوار في الشأن العراقي تحت حجة محاربة الاستعمار .
الساسة في اغلب الاحيان يقولون اقوالا غير مفهومة لانها اقوال شمولية وعامة والغرض الاساسي هو جعل المفهوم مطاطي ليستطيع الساسة التعامل مع تغيرات الواقع بحرية تامة بعيدا عن حصر الاداء في زاوية ضيقة لذلك تخرج التحليلات لهذه الاقوال حاملة معاني غامضة ومتددة . وفي اغلب الاحيان هذه الاقوال لاتنفذ بل تنفذ مايعاكسها فهذه هي السياسة ناكرة ومخادعة ولكن الساسة البارعين يجب ان يقعوا تحت مفاهيم الخداع والعهر السياسي .
خلال الفترات السابقة ومن خلال صدام حسين رسمت دول الجوار اشكال محددة من السياسات مع العراق فايران خاصمت العراق سياسيا بسبب الحرب وسوريا خاصمته بسبب الانشقاق الحزبي والخليج خاصمه بسبب الولايات المتحدة الامريكية وتركيا استغل ازمات العراق ليستفيد من نفطه والاردن استطاع الملك الاردني الراحل الحسن بن طلال ان يبني الاردن من النفط العراقي بالخدعة المسماة دول التعاون العربي . فباسم العروبة المقدسة تم ارسال الاموال العراقية الى مصر والاردن ومصر لبناء الوحدة العربية .
بعد صدام حسين بدأت دول الجوار تتعامل مع الواقع الجديد اعتمادا على مصالحها الخاصة فتركيا تهدد الشمال العراقي بسبب حزب العمال الكردستاني وسياسيا تركيا لاتستطيع ان تحتل الشمال بالرغم من كل الامور المتشابكة لذلك جعلت ورقة حزب العمال كورقة ضغط بيدها ولو انها تعلم انها ليست ورقة ناجحة لان العراق يمكنه فياية ساعة ان يطرد الحزب من اراضيه او يوافق على دخول القوات التركية لقتل واعتقال المتمردين الاكراد لذلك حافظ على ورقة المياه وبناء السدود على نهري دجلة والفرات وعلى منابعها . ايران وبالرغم من كون الحكومة شيعية التوجه الا ان المصلحة تتطلب للعمل ضد العراق وخاصة انها تريد ان نفرض سيطرتها على الجنوب الغني بالنفط الاردن وسوريا ايضا يمتلكان الاوراف الارهابية السنية بمساعدة اموال الخليج والمسألة ولو انها تنفذ تحت راية الدين الاسلامي الا ان مآربها بعيدة عن الايمان الديني .
الارهاب ليس الارهاب البعثي فقط بل هو الارهاب الفكري الذي يتعشعش في رأس الشبيبة العربية تحت راية انفتاح ابواب الجنة واذرع حور العين والمفتاح هو قتل العراقيين .