لماذا يحصل الانحراف ؟إن أسباب الانحراف قد تكون فردية تدخل ضمن المستوى الديني والثقافي والعلمي لهذا الشخص أو ذاك ، وقد تكون اجتماعية وهي تتأثر تأثراً كبيراً بالظروف الداخلية والخارجية التي تعصف بالأمة أو الجماعة فتجعل البعض يتهاوى أو يسقط في منتصف الطريق ويقف البعض الآخر شامخاً لإكمال الطريق , ولعل ابرز هذه العوامل ما يأتي:1 ـ قلة الوعي الديني والثقافي لدى أبناء الأمة نتيجة الجهل بحقيقة القضية المهدوية وأبعادها التاريخية الماضية والمستقبلية . إذ أن الفرد المسلم لابد له من المواظبة على التعلم وطلب العلم والبحث عن الجذور الحقيقية للقضية المهدوية ، والتمسك بالإسلام الحقيقي المحمدي الأصيل الذي غرسه فينا وبينه لنا آل البيت (عليهم السلام) ، من خلال الروايات الصحيحة الواردة عنهم (عليهم السلام) ، وخاصة ما يروى عنهم في الشأن المهدوي.2 ـ الفقر والكوارث والنكبات والظروف الصعبة التي تمر بها الأمة خلال فترة الغيبة الكبرى للإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف ) ، والتي جعلت البعض يتخبط في مسيره نتيجة قلة الناصر والظلم والاضطهاد من قبل حكام الجور ، وخاصة ما يحصل للطائفة الاثني عشرية المغلوبة على أمرها ، إذ أنها ما إن تخرج من محنة حتى تدخل في أخرى أشد منها.3 ـ المؤامرات والدسائس اليهودية والصليبية التي تحاك ضد الإسلام والمسلمين والتي تنهش في جسد الأمة وتنخر في هيكلها العظمي المتآكل نتيجة الحروب الخاسرة التي أفقرت الشعوب الإسلامية وأورثتها الذل والهوان ، خاصة مع وجود حكام الجور والفسوق من عملاء الغرب الجاثمين على صدور شعوبهم) , ولا بد من الالتفات إلى دور اليهود الصهاينة في بث السموم والأفكار الضالة المنحرفة والترويج لها والعمل لذلك وبكل ما أوتوا من قوة .4 ـ حب الدنيا وطمع البعض فيها مما يدفعهم إلى الاحتيال على العامة لجمع الثروة ، وبسط السيطرة والنفوذ على المستضعفين والفقراء الذين يبحثون عن أمل يتمسكون به للحياة فهم بسبب الظلم السائد في المجتمع كالغريق الذي يتشبث بالقشة عند غرقه من أجل الخلاص.