" الانتظارُ في حضرةِ الإحتضار "
وما زلتُ أنتظرُ...
عذراً...ما زلتُ أحتضرُ
جيشُ الأحزانِ إحتلني...
مزقَ كتبي...داس حروفي...دمرَ دولتي...
لكن بداخلي نفسُ حريةٍ
لا بدَّ أنتصرُ
حبيبتي:
حالتي من بعدكِ يرثى لها
دمعُ عيني ما كفَّ ينهمرُ
أشواقي تُحرقني...
والدمُ من جراحي ما كفَّ يقتطِّرُ
ابتسامتي ركضتْ تلحقُكِ...
والقلبُ صاحَّ بحزنٍ "وداعاً...
إني لرحيلِ فراتٍ لمنتحرُ
حالتي من بعدكِ يرثى لها...
وأوفى الأصدقاءِ قلمي يترنحُ على دفتري...
يخطُ اسمكِ والأحزان...
قلمي لرحيلكِ باتَ يسكرُ
وأنا أصيحُ ألماً ساعدوني
فأرى وحوشاً حولي...
ضميرُ أمتي -رحمهُ اللهُ- كذلكَ البشرُ
أصيحُ أيا عشاق....أيا عشاق....
أيا معشرَ العشاقِ إني الأولُ...
لولا حبي لما كنتم.
لولا حبي لقتلتم.
لولا حبي لما أحببتم.
أيا عشاق خفافاً وثقالاً لنصرتيَّ إنفروا
فإن ماتَ حبي...ماتَ الحبُ في كونكم.
إن ماتَ حبي ماتَ النثرُ يتبعهُ الشعرُ
حبيبتي:
قلتها لهم، ما صدقوا، كذبوني وما نفروا
تُرِكتُ أحاربُ وحيدا....
هزمتُ...ففرحوا....
أرى قلبي يهان....أراهُ يؤسرُ
حبيبتي:
إغتالوا الحبَ بسيفك....
جلدوهُ بسياطك....
ماتَ الحبُ في قلوبهم
فتبنى للكرهِ والحقدِ على ركامهِ قصورُ
جعلتِ مني أضحوكةً....
أمشي محنيَّ الظهرِ أحملُ همي
فأرى ابتساماتِ الشامتينَ حولي خلفَ أصابعهم تستَتِرُ
أضعُ يدي على خصري...
أرطبُ جبيني بدمِ جرحكِ وأمشي
فأرى عيونَ الحاقدينَ ترمقني بأطرافها
ومعالمُ وجوههم لي تحتَقرُ
تتقلبُ الهمومُ على ظهري...
أريحها ولا أستريح
أعودُ أمشي...وأمشي
أبحثُ عن من يساعدني، لكنهم من دنيايَّ تبخروا
حبيبتي:
إني ما زلتُ أنتظرُ
عودي فأنتِ الدواءُ الذي ينفعني...
حبيبتي:
حالتي من بعدكِ يرثى لها
الحزنُ احتلني...
الفراقُ حطمني...
عودي،ألقي عليَّ بضعَ نظراتٍ فقط
فإني مذ رحيلكِ أحتضرُ
عودي لينتفضَ جسدي...
لأقاومَ المحتلَّ...
لأطردَّ المغتصب...
عودي فأنتِ سلاحي، بدونكِ لا أنتصرُ
حبيبتي:
عودي...أرجوكِ عودي...
فإني ما زلتُ أحتضرُ.
بقلم:
عاشق الفرات
بلال ناصر البوريني