اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد
الَلَّهٌمَّ صَلَ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
سطور قليلة في نص القران على علم الامام علي عليه السلام
أول العلماء بالكتاب بعد رسول الله ( ص )
صرح القرآن الكريم بأول الحاملين لعلم الكتاب في قوله تعالى ) قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ( ، وقد حاولوا تفسير الآية بعبد الله بن سلام ، ولكن اصطدم تفسيرهم بمعارضتها لمسلمات التاريخ وأقوال العلماء في ذلك .
فقد روى الطبري في تفسيره أن سعيد بن جبير سئل عن الآية أهو عبدا لله بن سلام ؟ قال : فكيف وهذه السورة مكية . وعن الشعبي قال : ما نزل في عبدا لله بن سلام شيء من القرآن .
وقال ابن كثبر في تفسيره عند الحديث عن الآية : " وهذا القول غريب لأن هذه الآية مكية وعبدا لله بن سلام إنما أسلم في أول مقدم النبي المدينة "
وأما الحقيقة فقد نقل جزءا منها الطبري في تفسيره عن أبي صالح في قوله ) ومن عنده علم الكتاب ( قال : رجل من الإنس ولم يسمه، وسماه ابن الجوزي في تفسيره زاد المسير حينما قال إن في تفسير الآية عدة أقوال وذكر منها أن المقصود علي بن أبي طالب قاله ابن الحنفية ، وكذلك نقل القرطبي في تفسيره " وقال عبدالله بن عطاء قلت: لأبي جعفر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب زعموا أن الذي عنده علم الكتاب عبدالله بن سلام فقال : إنما ذلك علي بن أبي طالب وكذلك قال محمد بن حنفية ".
وبهذا يعرف القارئ بأن الله تعالى قد اصطفى بعد رسول الله عصبة ورّثهم علم الكتاب وهم السابقون بالخيرات وأولهم علي بن أبي طالب (ع) .
واقول في نهاية المطاف من من الناس ينطبق عليه ذلك (عنده علم من الكتاب) وقد قالها الرسول ؟ بغض النظر عن رواية انه عبد الله بن سلام واصطدامها بالتاريخ .. بغض النظر عنها من من الناس يقال عنه (عنده علم من الكتاب) دون علي ابن أبي طالب ؟
الشهداء بالكتاب بعد رسول الله ( ص )
الشهادة على الأمة أحد أهم أدوار الأنبياء وهي أحد الأوصاف التي وصف بها القرآن الكريم خاتم الرسل ) يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ) . وقد وضح القرآن الغاية من تلك الشهادة والتبشير والإنذار بقوله : ( لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل (، فيكون الرسول هو الحجة الشاهد .
ولكنك تجد في القرآن قوله تعالى )وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ( ، فكما وصف رسول الله ( ص ) بالشاهد على الأمة نراه يذكر شهداء على الناس غير رسول الله . وشهادة الرسول مقدمة بداهة فيتعين أن تكون شهادتهم بعده بل هي مستمدة من شهادة رسول الله ( ص ) عليهم . فالآية تبرز موضوع الحجة والشهادة بعد رحيل خاتم الرسل .
وأهم آية تحدد معالم الشهداء بعد الرسول هي قوله تعالى ) وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير ( .
فالآية تتحدث عن الشهداء بعد الرسول وتصرح بوجود صفتين لهم :
الأولى : " هو اجتباكم " ، وهي عبارة مرادفة للاصطفاء كما في قوله تعالى )ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء) ، فالاجتباء هنا بمعنى الاصطفاء. وقد تحدثنا في مشاركة سابقة عن الاصطفاء
الثانية : أنهم من ذرية إبراهيم (ع) )ملة أبيكم إبراهيم (، وبذلك يتضح المقصودون بقوله تعالى ) وكذلك جعلناكم أمة وسطا (
وكذلك هم المقصودون في قوله تعالى : (كنتم خير أمة أخرجت للناس ) ، ولو لم يكن الأمر كذلك لما تم معنى الآية ، إذ لو قصد بأن الشهادة هي للأمة جمعاء ، لتضارب المعنى فيكون الناس شهداء على الناس ، وهذا يخالف التقدم المفروض في رتبة الشهداء كونهم مجتبين مصطفين من قبل الله كالرسل والأوصياء .
وأما الإدعاء بأن الجميع هم خير أمة فمخالف للوجدان وما نشاهده بالعيان ، وإن قيل بأنهم جزء من الأمة تعين المصطفين السابقين بالخيرات الذين هم من آل إبراهيم بصريح القرآن إذ لم يُدّعَ اصطفاء غيرهم من البشر كحجج بعده ( ص )
علي ابن ابي طالب هو الشاهد
وكما بين القرآن أول العلماء بالكتاب بين كذلك أول الشهداء به وهما واحد وهو علي بن أبي طالب (ع) ، وهذا صريح مدلول قوله تعالى ( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة ).
فمعنى قوله تعالى " منه " أنه من أهل بيته ، كما نقل البخاري في صحيحه كتاب الصلح ، باب كيف يكتب هذا ما صالح … عن البراء أن رسول الله ( ص ) قال لعلي (ع) : " أنت مني وأنا منك " وحيث ان الرسول لاينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى
فهو الشاهد الذي يتلو رسول الله أي يكون بعده ، بل صريح الروايات الواردة في مصادر السنة أن المقصود به علي (ع) ، قال السيوطي في ( الدر المنثور ) : " أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة عن علي بن أبي طالب قال : ما من رجل من قريش إلا نزل فيه طائفة من القرآن فقال له رجل : ما نزل فيك ؟ قال : أما تقرأ سورة هود (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه )، رسول الله على بينة من ربه وأنا شاهد منه " انتهى كلام السيوطي ، ورواية ابن أبي حاتم وأبو نعيم عن عباد بن عبدالله عن علي (ع)، ورواه الطبري في تفسيره عن عبدالله بن يحيى عنه(ع).
فما تريد الآية قوله أن عليا (ع) شاهد من رسول الله ( ص ) ويتلوه أي يعقبه ليقوم بدوره كهادي وحجة ، والخصم يعلم بأن الظروف السياسية والمذهبية لصرف روايات الشهادة عن علي كانت متأتية لهم ، ومع ذلك لم يتمكنوا من إخفائها كلها رغم سلطتهم ونفوذهم ، ألا يمكن أن نفهم من ذلك كم كان الأمر جليا ؟
منقوول للفائدة