الف شكر الك اخوي الكريم لطرحك هذا الموضوع القيم
جزاك الله الف خير





سؤال وجيه ، حري بكل عاقل أن يتأمله ويتدبره ، بل أن يطرحه على نفسه ..

فإن كنا نقر بأننا لم نبلغ درجة الكمال ـ

ولن نبلغها ـ فلمَ الخوف من النقد ؟

وهل النقد إلا عملية تطهير وتصفية ، تماماً كالذهب حين يصهر بالنار فيتبين جيده من رديئه ، وخالصه من مغشوشه .

وهل تقدم المسلمون الأوائل إلا بالنقد الهادف الذي يطال الكبير قبل الصغير،بل إن هذا وللأسف الشديد هو حال المجتمعات


لماذا نخاف من النقد ، بل نكرهه ، ونكره من جاء به ولو كان حقاً!

ونربي أجيالنا على المداهنة والنفاق والسكوت عن الخطأ
.
لماذا لا تتسع صدورنا لقبول النقد ولو كان مجافياً للصواب.. ولو كان من عدو أو حاسد .. إنها حينئذ فرصة مواتية لإيضاح الحق وبيانه، وكبت هذا العدو الحاسد .


كما قال الشاعر :
وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود
كما أنها فرصة لتحقيق مزيد من التقدم والنجاح .. كما قال الشاعر الآخر :


عـداتي لهـم فضل عـليّ ومنة فلا أبعد الرحمن عني الأعاديا
هموا بحثوا عن زلتي ، فاجتنبتها وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا
وإن كان النقد حقاً ، فإن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، بل إن رجوع الإنسان إلى الحق، واعترافه بالخطأ، لا يزيده في أعين الناس إلا رفعة ومكانة وثقة به .

أما إن كان الأمر لا يعدو أن يكون اختلافاً في وجهات النظر،فالواجب على كل طرف أن يحترم وجهة نظر أخيه،ولا يصادر حقه في إبداء الرأي لمجرد أنه خالفه فيه .
إن الخوف من النقد دليل على خلل في الشخصية ،وضعف في الثقة بالنفس،بل ضعف في العقل ، فما يخاف النقد إلا ضعيف أو عاجز، وما أحسن ما قيل : إذا ركلك أحد من الخلف،فهذا دليل على أنك في المقدمة ..

وحتماً إن هذه الركلات لن تزيدك إلا حماساً، وانطلاقاً إلى الأمام ، فإياك أن تتوقف، فتُطرح أرضاً، ويطؤك الناس .