بسم الله الرحمن ارحيم
خرجت علينا قناة الفرات افضائية بحملة تبرع لضحايا الحرب الدائرة بين حزب الله واسرائيل وظاهر هذه الحملة مفرح فنصرة المسلم لأخيه المسلم امر جميل خاصة اذا كان من عربي الى أخيه العربي هذا اذا كانت القناة التي تبنت الحملة ذات نفس عروبي واذا كنت تعيش في بلد مستقراقتصاديا وسياسيا واجتماعيا اما ما يحصل في العراق الآن فهو ان جميع هذه الأمور مفقودة فقدانا تاما فالعراق كما يعرف القاصي والداني بلد تعيث به الحرب الطائفية وهو الآن على مشارف الحرب الأهلية والحالة الأجتماعية في اسوء حالاتها واما الحالة الاقتصادية فحدث ولا حرج اما الحالة السياسية فهي تتسم بالمحاصصة والتوافق وتوزيع الأدوار والمناصب الحكومية ليس في مصلحة الشعب ولكن لأرضاء هذا الطرف او ذاك , وانا اود ان اطرح سؤالا الى قناة الفرات الفضائية الموقرة هل هذا الوقت هو الوقت الملائم لمثل هذه المبادرة وهل وصل العراقيين الى مرحلة كبيرة من الأستقرار حتى يتم التبرع لغيره هل تم اصلاح الكهرباء ( علما ان اللبنانيون بالرغم من الظروف الصعبة التي يعيشون فيها الا انهم لم تنقطع الكهرباء عنهم إلا في مناطق محدودة وحتى لو قطعت فقد اعلنت سوريا انها ستزودهم بالكهرباء ولن تجعلها تقطع عنهم حتى لساعة واحدة ! ) هل تم ايصال الماء الى كل بيت من بيوت العراقيين هل تم اصلاح البنية التحتية هل تم اعانة الفقراء في هذا البلد النفطي الغني . ومع احترامي واجلالي وتقديري للمقاومة التي يبديها حزب الله في وجه العدو الصهيوني فانني اجزم ان حملة التبرع هذه جائت من اجل ارضاء بعض الأطراف التي تمتلك المغناطيس الذي يجذب قناة الفرات ومن لف لفــها , ومما زاد الطين بلة التجاوب الكبير الذي ظهر من حكومتنا الموقرة والتي اثبتت انها حكومة مجاملات ( واتكيت) عندما تبرعت بخمسة وثلاثين مليون دولار والتي لو كانت من مال المسؤولين الخاص فتلك مصيبة ولو كانت من خزينة الدولة فالمصيبة أعظم ، فاذا كانت من مالهم الخاص فهذا الأمر يمثل اثراء للسادة المسؤولين في بلد يعيش شعبه تحت خط الفقر وذلك بحد ذاته يمثل جريمة يجب ان يحاسبهم الشعب عليها فيما اذا ارادوا ان يطبقوا الديمقراطية التي يدعون او الشريعة الأسلامية التي يقولون انهم جاءوا لتطبيقها في الدستور اما اذا كانت الأموال التي تم التبرع بها من خزينةالدولة فتلك الطامة الكبرى فنحن دائما نرى وفي مناسبات عديدة عندما يتم التطرق الى رواتب الموظفين ( ليس موظفي رئاسة الوزراء ومجلس النواب ومجالس المحافظات طبعا !! ) نجد ان وزير المالية ينتفض بحرصه الكبير على مال الشعب ويقول ليس لدينا تخصيصات مالية تكفي لرفع الرواتب وشتان مابين الأمرين كذلك فان هنالك الكثير من العراقيين لم يستطيعوا ان يحصلوا على دينار واحد من خزينة الدولة سواء كان نقدا ام عن طريق الخدمات والتي تفتقدها مناطق واسعة من البلاد , ونعود الى حملة التبرع ( التي اعود واكرر اننا لسنا ضدها ولسنا ضد التبرع لأبناء شعبنا العزيز في لبنان ) فأن تلك الحملة ليست بغريبة على العراقيين فلقد فعلها من قبل الأخرق صدام حين تبرع باموال الشعب العراقي واغدق على الكثير من شعوب العالم حتى على زنوج امريكا ( مع احترامي لكافة الأجناس البشرية ) ونسي الشعب العراقي الذي كان يفتقد لأبسط الخدمات وكان يتحجج في حرمانه للشعب بالحصار وبالظروف الصعبة التي هو من وضع البلد بها واليوم يعود علينا الأخوة حكامنا الجدد ليجددوا خطأ صدام وليخلقوا فجوة كبيرة بينهم وبين الشعب في انهم بدءوا بحل مشاكل الأمة الأسلامية ( ليس الامة العربية لأنهم يرفضون هذه التسمية ) ونسوا او تناسوا ان شعبهم يعيش مرحلة لم تمر في تاريخ شعوب العالم أجمع فالكل يتنافس على قتله وذبحه ولم يحرك احد ساكن كي يوقف نزيف الدم المتدفق في عراقنا المظلوم حتى المقاومة اللبنانية لم تكن في يوم من الأيام مع الشعب العراقي فهم واخواننا العرب مع الأسف ومعهم جارنا الشرقي قلوبهم معنا وسيوفهم علينا , فأي شعب بالله عليكم يقتل منه هذا العدد من الناس يوميا؟ واي شعب من شعوب العالم يواجه تفخيخ وتفجير كاللذي يواجهه شعب العراق , فصبر جميل ايها الشعب المسكين عل الله سبحانه وتعالى يأتيك في يوم من الأيام بمن يكون حريصا على مالك الخاص وعلى رعاية مصالحك الشخصية وعل الأيام تاتيك بمن يقولون ويفعلون ويوحدون ويبعد عنك الذين يقولون مالا يفعلون ويقسمون ويفدرلون ....