بسمه تعالى
اللهم صل على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
إن مَثَل العبد في الإنابة إلى ربه ، كَمَثل الصبيّ الذي تشاغل مع الصبيان في لهوهم ولعبهم ، ثم اضطر إلى العودة والالتجاء إلى أهله ، فعليه: أولاً ( بتنقية ) بدنه مما علق به في لهوه ولعبه ، ثم ( الإقبال ) على باب اهله مستقبلاً إياه غير مستدبر ، ثم ( الإصرار ) على الطرق جُـهْد إمكانه ، فإن لم تفتح له الأبواب ، مع ما هو فيه من الوحشة خارج الدار ، أجهش بالبكاء ، ملتمساً بشفيع يشفيع عند أهله ، للتجاوز عن طول احتجابه عنهم متشاغلاً بلهوه ولعبه ، فإن لم يؤذن له بالدخول بعد ذلك كله ، فقد تم طرده بما يوجب له التشرد في تلك الليلة إن لم يكن في جميع الليالي ..والأمر كذلك في إنابة العبد إلى ربه ، فإذا خرج إلى ساحة الحياة ليلهو مع اللاهين ، وجب عليه المسارعة في العودة إلى مأواه ، بطرقه باب الرحمة ، مصراً في ذلك ، باكياً ومتباكياً ، ومستشفعاً بأولياء الحق ..فإن أحس ( بالصدود ) بعد ذلك كله ، فعليه أن يوطّن نفسه على التشرد بعيداً عن ساحة العبودية للحق ، ولا مصير له بعد ذلك إلا الوقوع في أيدي الشياطين ، ولكن هيهات على الكريم أن يرد مثل هذا الملتجئ خائباً .
اختكم
عراقية والعراق بدمي<!-- / message --><!-- sig -->