بـــــــــــــــسم الله الرحمن الرحيم :
و الصلاة و السلام على سيد الخلق أما بعد :
السلام عليكم اخوتي المشرفين الكرام و الأخ كريم هشام ، و أقدم تهاني الحارة للمتؤهلين إلى التصفية الشهرية مع تمنياتي لهم بالنجاح .
موضوع مناقشتنا هذه المرة موضوع قيم و ثمين و هو للأسف واقع مرير نعيشه يوميا أصبح جزءا من حياتنا اليومية فلم يصبح بالأمر الغريب عنا حتى أن البعض راح لا يكترث له و كأن الموضوع هين لكنه عند الله عظيم ،عظيم جدا ألا و هو "عقوق الوالدين"
أبتدىء منا قشتي هذه بـــــــــــسم المولى عز و جل :
قال الله تعالى " و قضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه و بالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما و قل لهما قولا كريما و اخفض لهما جناح الذل من الرحمة و قل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا "
تأمل عزيزي القارىء هتين الآيتين الرائعتين الشاملتين من سورة الإسراءكيف ينهى المولى عز وجل عن عقوق الوالدين و يرغب في برهما و العطف عليهما .
كثير هم الغافلون ألا و هم العاقين ، إن بر الوالدين علينا دين و كما يتبين في كلام الله تعالى ينبغي أن نتولى خدمتهما كما توليا خدمتنا و كيف لك أن تقارن ما قدماه لك بما تقدمه أو ستقدمه لهما هذا إن قدمت أصلا فهما من سبقا و تقدما عليك بالفضل أولا، ثانيا اعلم أن ما تقدمه لهما لا يساوي ثقب إبرة فما هو إلا قطرة منك مقابل البحر الذي وهباك إياه ،فانظر معي أيها العاق كيف ساوى الله سبحانه و تعالى شكر الوالدين بشكره سبحانه في قوله "أن اشكر لي و لوالديك إلي المصير" ليس كل من شكر الله يقبل منه فهنا لعظامة و علو شأن الوالدين قرن قبول شكره بشكرهما ،
و للعقوق صور و أشكال راح العاقون يلونوها بأجمل حلة منها و بدءا بأبسطها إلى ماهو أكثر:
1ـ سوء الأدب و عدم انتقاء الألفاظ المناسبة للتحدث بها مع الوالدين ككلمة الأف قال صلى الله عليه و سلم "لو علم الله شيئا أدنى من الأف لنهى عنه ...." و هي كلمة شائعة بين الأبناء كذا التكلم معهما برفع الصوت و إبداء الغضب
2ـ عدم الإكتراث لهما و عدم مساعدتهما في الوقت الذي هما بحاجة له
3ـالتعامل معهما بقسوة و بكلام جارح لدرجة أنه يجعلهما في حالة الحزن و الكآبة كما تؤدي قسوته هذه إلى بكائهما خاصة عند كبرهما
4ـ كثرة توجيه الإنتقاضات لهما و الإكثار من الأوامر و كأنهما عبيد في نظره
5ـ ضرب الوالدين و إرغامهما على بعض الأشياء كإعطائه المال
6ـ سرقة أموالهم و صرفها في المحرمات و ما لا ينفع
7ـ الإساءة لهما في غيابهما أمام الآخرين
8ـ الحط من قيمة الوالدين و الخجل بهما أمام الناس مثلا لفقرهما أو لعدم تعليمهما أو لمظهرهما ......
9ـ عدم التكلم معهما و الصد عنهما رغم محاولتهما التقرب منك
10ـ التذمر منهما في تأدية ما يطلبانه
11ـ تفضيل الزوجة و الأبناء عنهما
12ـ عدم زيارتهما و السؤال عنهما
13ـ عدم إمدادهم بالمال رغم حاجتهم له
14ـ تركهما منشغلي البال عنه و هو يمرح خارج البيت بحجة أنه لم يعد طفلا
15ـ إخراجهم من البيت و وضعهم في بيوت المسنين لإرضاء شهواته و نفسه الظالمة أو لإرضاء زوجته ،فهذه الظاهرة أصبحت الموضة المنتشرة هذه الأيام
16ـ رفع القضايا في المحاكم من أجل أخذ الميراث و عدم المبالاة بشعورهم و انكسار قلوبهم
17ـ تركهما وحيدين و الإبتعاد عنهما بعذر أنهما أصبحا يضايقانه باهتمامهما الزائد له
18ـ تمنيات الأبناء موت آبائهم في أقرب وقت حتى يأخذون نصيبهم من الميراث
19ـ عدم العمل بما كانوا يحبون فعله من خير بعد موتهما و عدم الدعاء لهما
هذه بعض تلك الصور الأليمة للعقوق
أما جــــــــــــزاء العاق فهو كالآتي :
ـ العقوبة التي ينالها في الدنيا وهي جزاؤه بما فعل فهو موعود بعقوق أبنائه له و عدم صلاح أحواله ولا تقبل أعماله قال عليه الصلاة و السلام "كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإنه يعجل لصاحبه"
ـ سخط الله عليه قال صلى الله عليه و سلم "رضى الله في رضى الوالدين و سخط الله في سخط الوالدين "
ـ من أكبر الكبائر قال صلى الله عليه و سلم "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر: الإشراك بالله و العقوق بالوالدين "
ـ لا يدخل الجنة قال عليه الصلاة و السلام "لا يدخل الجنة عاق و لا منان ولا مدمن خمر"
ـ ملعون من الله قال عليه الصلاة و السلام "لعن الله العاق لوالديه "
ـ دعوة الوالدين على أبنائهم قال عليه الصلاة و السلام "ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، و دعوة المسافر ، و دعوة الوالد على ولده"
ـ ويروى أنه إذا دفن عاق لوالديه عصره القبر حتى تختلف فيه أضلاعه و أشد الناس عذابا يوم القيامة ثلاثة' المشرك و الزاني و العاق لوالديه '

أيها العاق هكذا يكون جزاء من حملتك كرها و وضعتك كرها و أرضعتك حولين كاملين ،أهكذا يكون جزاءها جزاء من صيرت حجرها لك مهدا في يوم من الأيام ،
هكذا يكون جزاء الذي خرجت من صلبه الذي رعاك و حماك و مسح عنك الأذى فانظر في الأأمر قبل فوات الأوان .
جميل هو كما نرى اليوم الإحتفال بيوم الأم لكن برأايي أن عيد الأم هو بالأمس و اليوم و غدا و كل يوم ، كلمة أم و كلمة أب لا تقارن بأن نحتفل بها في يوم من كل سنة و لا حتى من كل شهر أو أسبوع الوالدان هما الحياة بالنسبة لي يجب أن يكونا الشريان النابض لكل واحد على وجه الأرض .
وبعد هذا أريد أن أفتح نافذة صغيرة تتعلق بهذا الموضوع و أنا أرى فيها من أأسباب عقوق الأبناء لوالديهم و هي نصادف بعض الأحيان آباء يتسببون في عقوق أبنائهم لهم كأن يفضلون بعض أبنائهم على البعض الآخر و هذا ما يسبب العقوق لهم و العداوة و البغضاء بين الإخوة
كما أن تصرفات بعض الآباء التي لا يمكن التغاضي عنها بطريقة غير مباشرة العقوق للوالدين هذا واقع و لا يجب أأن نسدل عنه الستار و مهما يتحمل هذا الولد و يقاوم فإإنه من لحم و دم و بدون قصد ربما سيعاملهما بشكل يودي به إلى العقوق أنا أتعامل مع الواقع و لست مع أانه يتجرأ على فعل مظاهر العقوق التي تحدثت عنها مسبقا لكن على الأأقل أان يسيء في طريقة التحدث معهما و هذا يكون بعد أن ينصحهما و يأأمرهما بالعودة إلى الصواب و هما رفضا هنا يكونا السبب في معاملته لهما هكذا
من الممكن جدا أن يكون عقوق الأبناء للآباء هو مجازاة الوالدين بعقوقهم لوالديهم من قبل

فأسأل الوالدين أولا أن يتقوا الله في أبنائهم و أن يعدلوا بينهم
أان يراعوا أفعالهم و أعمالهم و أن يعلموا بأنهم قدوة لأبناء سيكونا هم المدرسة الأولى بالنسبة لهم
أن يعملوا خيرا في دنياهم يجدوه عند الحاجة

كانت مناقشتي هذه في شكل رسالة لهذا الإنسان الذي يعيش في أحداث متكررة ،في زمن يعيد نفسه و هو لا يدري ،رسالة لهذا العاق الذي راح يبكي العين التي بكت لحزنه و مرضه يوما يكسر قلبا طالما أحبه و رعاه و يظلم إنسانا طالما مسح عنه الأذى ويستعجل موته وهو طالما تمنى أن يؤخذ من حياته ليعطيها له فما قولي الأاول و الأخير سوى اتقوا الله في أنفسكم و في أنفس طالما أحبتكم

أتمنى أن أكون قد وفيت و أتمنى النجاح للإخوة فارس الحسناء،foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?،النورس الجريح

تحيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــاتي