بسم الله الرحمن الرحيم
ربما كنت من ضمن القلة القليلة التي طالبت بالابقاء عليه وضرورة اعطائه فرصة اكبر من التي حصل عليهاأتُهمت حينها بقلة الوعي الرياضي وعدم الفهم لبواطن الأمور؟هذا أقل ماقيل في حقي وحق من دافع عنه حينها ؟؟
واليوم اعتصر قلبي الماً وانا اراه يقود منتخب بلاده للفوز على المانشافت الالماني في فوز عُد تأريخياً كالفوز الذي تحقق على يديه يوم هزم السامبا البرازيلية!!!!! هل عرفتموه؟
ايغيل اولسن هذا المدرب النرويجي العجوز الذي خلف المدرب البرازيلي فيرا في تدريب منتخبنا الوطني عقب تخلي الاتحاد عن الاخير بعد ان حصل للعراق ولأول مرة في تاريخه على الكأس الاسيوية الغالية.....ايغيل اولسن كنت اعتقد انه الخطوة الصحيحة الاولى في عمل الاتحاد الحالي لسبب بسيط اني كنت ارى في مايقوم به مايشبه الثورة ضد الهيمنة المستديمة لبعض اسماء لاعبي المنتخب....كنت اعتقد انه سيكون قادرا على كبح جماح من تسرب الى نفسه الغرور من اللاعبين ممن اعتقد ان الفوز بكاس العالم مسألة وقت لا اكثر؟؟!!على اعتبار ان التأهل للنهئيات مضمون ؟كيف لا ونحن أسياد آسيا والمتوجون سادات عليها لاربع سنوات كاملة........ربما ليس لي الحق في ماأقول لكن فعلا لاادري لماذا شعرت بالحزن وربما الحسد وانا ارى النرويج تهزم المانيا تحت قيادة هذا العجوز وتسائلت في نفسي: ترى مالذي كان سيحدث لو أستمر هذا الرجل في عمله؟هل كنا سنتأهل الى كأس العالم؟ الكثيرين عدوا التعادل امام الصين في فاتحة مبارياتنا في التصفيات خسارة كبيرة لنا خصوصاً والمباراة أُقيمت على أرضنا اقصد(ملعبنا) المفترض................واقسم بالله اني كنت ارى في نقطة الصين بداية التأهل الى كأس العالم لكن المسألة كانت تحتاج الى حنكة وصبر؟حنكة إدارية وصبر جماهيري!!!طبعا لست ضليعا في علم التدريب ولاعالم المدربين كما اني لست منجما أستقرء الغيب لكني كنت احسبها بالمنطق فأنت تلعب أولى مبارياتك والضغط على اللاعبين كبير جدا خصوصا انهم يلعبون تحت مظلة ابطال آسيا وفي الثلاثين ثانية الأولى من المباراة يخرج كابتن المنتخب وقائد هجومه مصاباً ثم يلغي الحكم هدفاً صحيحاً مئة بالمئة بعدهايُطرد نشأت اكرم واشياء اخرى تحصل داخل وخارج الملعب ومع هذا تحصل على نقطة بالتأكيد انها أفضل من لاشيء................
وانا اشاهد النرويج تهزم المانيا تسائلت ماذا لو خسر النرويجيون المباراة هل سيقيلون اولسن؟ ام انهم سيبقون على ابن جلدتهم؟ مجاملة وحبا له؟ تسائلت ايضاً ولأكون صريحا هل منتخبنا أفضل ام المنتخب النرويجي؟ وبعيداً عن العاطفة يأتيك الجواب بكل تأكيد النرويج!!! ثم اتسائل هل من المعقول ان يكون الاتحاد النرويجي مغفلاً الى الحد الذي يجعله يتعاقد مع مدرب عجوز وهرم!!! ام انها الحنكة الأدارية التي اشرت اليها في بداية الموضوع؟ بُحتُ لصديق لي بما يعتريني من مشاعر فقال لي لوقُدرلاو لسن ان ان يبقى مع المنتخب لخسر لسبب بسيط هو انه غير مرحب به من قبل اللاعبين!!!استغربت في قرارة نفسي وتسائلت مجدداً هل هي الأهواء ام الرغبات من تحدد مصير المدربين وهل سبق وحصل مع كل منتخبات العالم ان كان حب اللاعبين هو المتحكم بمصائر المدربين؟ لو كان الامر كذلك الا يعني هذا ان السطوة ستكون دائما وابداً بيد اللاعبين ولو حدث هذا ترى كيف سيقود المدرب التمارين وكيف يقود فريقه لاحقا!!حقاً لا أعرف؟!
اولسن ليس المدرب الأمهر على مستوى العالم وربما لايمتلك اسماً كبيراً بين المدربين العالمين لكنه على الاقل صاحب عقلية متفتحة وقادر على وضع برامج علمية بأمكانها ان تديم الزخم المعنوي الهائل الذي تحقق اثر الفوز بكأس آسيا وحديثي عنه ليس حباً فيه لكن الحديث عنه هو لمافي الحلق من مرارة....مرارة جراء التخبطات والازدواجية ومرارة جراء القياسات المغلوطة التي يتعامل على اساسها مسؤلونا الرياضين ...رب قائل يقول ان اولسن صفحة مرت وانطوت ولا داعي لتقليب صفحات الماضي ولنبحث عن الحاضر والمستقبل وفي ذلك وجهة نظر خاصة بي مفادها ان الماضي تجارب ناجحة وفاشلة فأما الناجحة فيمكن استغلالها الاستغلال الامثل من خلال الزخم المعنوي الذي تخلفه واما الفاشلة فبالامكان الاستفادة منها في تشخيص الاخطاء ومحاولة تلافيها في مشاريع المستقبل...ان اردنا النجاح في المستقبل توجب علينا النظر الى الخلف والاستفادة من تجارب الماضي؟
تجربة اولسن يجب ان لاتمر مرور الكرام كما مرت غيرها من تجارب دون ان تعي عقول اهل الشأن شيئا منها وبالتالي امضينا سنينا من التخبط والعبثية التي قادتنا الى ما لم يكن يخطر على بال اشدنا واكثرنا تشاؤماً..
بالتاكيد لانريد التباكي على رجل مضى ومن يدري ربما كان الفشل مصيرا له لو كان قد اساتمر في تدريب منتخبنا والسؤال الجوهري في الموضوع هل كان سيفشل حين تَحقّق الفشل لانه فاشل ام يفشل لعيب فينا نحن لاهو؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ترى هل يربط الاتحاد بين تجارب اولسن وفيرا وبين التفكير بالمدرب القادم؟ وهل اختيار المدرب القادم يتم على اساس التوافق الفكري والفسلجي والنفسي بين المدرب الموعود واللاعب العراقي وماهي المعطيات التي على اساسها سيكون الاختيار؟ولوقدر للمدرب الجديد وخسر في بطولة القارات هل سيكون البحث عن اسم جديد عنوانا اخر يضاف الى سلسلة العناوين الفاندامية؟؟ أسئلة كثيرة طالما طرحتها ولازلت على نفسي وها انا ابوح بها اليكم علكم تعينوني في الاجابة عليها واصل واياكم الى اجابات شافية بهذا الخصوص.
ان الازمة الحالية التي تمر بها الكرة العراقية يجب ان تستثمر بشكل ايجابي يصب في مصلحة كرة القدم العراقية لا ان تكون عامل احباط يجعل التخبط والعشوائية عنوانا للعمل القادم؟على الاتحاد ان يستثمر بادرة حسن النية التي تبنتها ولازالت وزارة الرياضة والشباب مؤيدة بدعم الدولة في ذلك لان الجانب الحكومي بات يدرك ماهية كرة القدم بالنسبة للمواطن العراقي ومن مختلف الشرائح الثقافية والطبقية والمذهبية والعقائدية فمع كل خطوة جديدة تخطوها الرياضة العراقية يزول حاجز ومانع جديد من موانع تواصل الابداع الفكري العراقي على الاتحاد ان يبدء في محاسبة النفس على الاخطاء المتكررة التي وقع بها مع عدم اغفال ماتحقق من نجاحات خلال فترة تولي الاتحادزعامة كرة القدم العراقية للفترة الماضية وان لايتباهى السيد رئيس الاتحاد بفترة التمديدالتي شرعنت استمرارية اعاضاء الاتحاد للفترة المقبلة لان ذلك بالتاكيد لن يصب لافي مصلحته شخصيا ولافي مصلحة اتحاده لانه بالتاكيد سيفقد مابقي من تعاطف جماهيري حتى ولو كان قليلا جدا فالاولى العمل على استمالة عواطف الجمهور الرياضي من خلال الفعل الايجابي والبناء لاترسيخ فكرة المصلحية والفوقية المأخوذة عن اهل الاتحاد اصلا.............
على اهل الاتحاد العمل بما تمليه عليه ضمائرهم والبحث عن اسم تدريبي قادر على رسم ملامح العمل الجدي والموضوعي وفق الرؤى العملية لا الخيالية بعيدا عن التسويف والمماطلة والعمل على اضاعة الوقت لان ذلك سيسبب لهم من الخسائر ماقد لايتوقعونه
ان أي اسم تدريبي قادم مالم يكن ذو بريق لافت لن يتمكن من كبح جماح اللاعبين والسيطرة على لغة التعالي التي باتت رائحتها العفنة تظهر على السطح بكل وضوح في شخصية المدرب القادم يجب ان تتوافر جملة من الصفات اهمها قوة الشخصية والنضرة الثاقبة والقدرة على البناء لا ان يكون التعاقد مع المدرب الاجنبي من باب اسقاط الفرض والتخلص من الغضب الجماهيري وبالتالي تبرئة النفس امام الشارع الرياضي والراي العام لان الجمهور ماعاد قادرا على تحمل الصدمات وربما اولى الخطوات الايجابية التي خطاها الاتحاد في اختيار الكادر التدريبي الجديد تمثلت بالاستعانة بالمدرب راضي شنيشل لاننا في هذا الوقت بحاجة لشخص عادل يمنح الفرصة للجميع دون استثناء ودون تظليل للمدير الفني وكذلك كان الابقاء على فرناندو سواريزوعامر عبد الوهاب نقطة ايجابية ايضا وامل واتمنى ان لايكون الاتحاد متيقنا من ان استمرارية فرناندو مرهونة بفيرا وبما ان فيرا أُقيل اذن سيغادر اوتماتيكيا فرناندو وعندها يكون الاتحاد تخلص من السخط الجماهيري مع يقيني وايماني ان اهل الاتحاد لايفكرون بهذه الطريقة لانهم لو كانوا كذلك فاقرء على الرياضة العراقية السلام.....
ان الحديث لايتعلق بأولسن بقدر ماهو متعلق بآلية ومنهجية عمل الاتحاد فاولسن وفيرا ضحايا العشق الازلي بين روميو وجوليت والعاقل يفهم؟!
ليحسن الظن احدنا بالاخر ولنسعى لخدمة العراق فحسب دون أي تسميات فلا وزير رياضة باق الى الابد ولا رئيس اتحاد مستمر الى مالانهاية ولاحكومة باقية الكل زائل والعراق هو الباقي باذن الله والتاريخ لايرحم فلم لانبيض صفحاتنا مادمنا مؤمنين بذلك
تجربة اولسن ومن بعده فيرا يجب ان تكون نقطة الارتكاز التي يستند عليها الاتحاد في الاختيار القادم وترسيخ مايقولوه بانفسهم ان من لايعمل لايخطيء ونحن نقول من لايستفيد ويعتبر من اخطائه لايستحق ان يكون في المقام الذي هو فيه.
تحياتي للجميع واملي كبير برؤية منتخب عراقي يكون فرس الرهان في بطولة القارات القادمة
تحياتي للجميع