اعلن همام حمودي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في برلمان السلطة ان رئيس الحكومة نوري المالكي ابلغ الاكراد بان وجود اي عنصر للبيشمركة خارج الخط الازرق يعرضه للملاحقة القانونية.
والخط الازرق هو خط عرض 36 الذي وضعته القوات الامريكية والبريطانية لتوفير الحماية الجوية للاكراد عام 1991 ومنعت طائرات النظام السابق من التحليق فوق هذه المنطقة.
وتطرق حمودي الى حصة الكرد من الميزانية واعتبر ال17 بالمائة التي اقرها البرلمان لكردستان بانها اكثر من الحجم الحقيقي.
واوضح ان الحجم الحقيقي والمناسب هو 14 بالمائة من الميزانية وليس 17 بالمائة.
****
وفي حديث مع الخبير المختص بالملف العراقي الأستاذ سمير عبيد للتعليق حول هذا الموضوع:
الحقيقة أن الشيخ همام حمودي معنيا قبل غيره بموضوع حصص الأكراد سواء في الميزانية، أو في وزارة الخارجية داخل وخارج العراق، بصفته رئيسا الى لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، ومن ثم هو كبير السياسيين في المجلس الأعلى وداخل الأئتلاف الموحد، وعليه كان لابد أن يتحرك بهذه الخطوات ومنذ زمن بعيد، ومن الناحية الأخرى فهناك هيمنه كردية مطلقة على زمام الدولة العراقية وهي إنتقاص كبير من الشيعة والسنة فيما لو تكلمنا بهذه اللغة ، وإنتقاص من هوية الشعب العراقي الحقيقية كونه بلدا عربيا ، فمن غير المعقول عندما يقدم السفير القادم نحو العراق أوراق إعتماده الى رجلين من الشريحة الكردية ، فالصورة لوحدها هي إهانة للعرب ولهوية العراق،وأن الشيخ همام يعرف ذلك ، والشيخ همام يعرف المظلومية التي طبقها الأكراد ضد شرفاء وزارة الخارجية من دبلوماسيين وإداريين ومحاسبين!.
أما من ناحية الإستفحال الكردي سواء من خلال المواقف والتصريحات فهو إستفحال من صنع الأئتلاف الشيعي وجبهة التوافق لأنهما لم يكونا ندا حقيقيا للأكراد لا في الحكومة ولا في البرلمان ولا حتى في الشارع، ولهذا زادت طموحاتهم وأحلامهم وأصبحت غير عقلانية وغير مشروعة خصوصا وهم الذين عرفوا بالتمرد والعصيان وهما جزء من ثقافتهم وبالتالي فالعاصي والمتمرد لا يعود الى جادة الصواب إلا بالحزم والقوة والخوف وهي السياسة الوحيدة التي تعيد للأكراد رشدهم.
وللعلم فالسواد الأعظم الكردي ضد سياسات الحزبيين الكرديين لأنهما شرخا الشعب الكردي وجعلوه على شكل كانتونات نتيجة القمع والعنصرية الحزبية والمناطقية فيما بينهم، فتصور حتى الزواجات منعوها بين بين السليمانية وأربيل، وأن وجودهم في المركز وتمردهم وطغيانهم هو هروب من صدام حقيقي ومؤكد بين الإتحاد والديموقراطي وحال خروجهم من بغداد ، وأن دفع جلال الطالباني نحو العاصمة بغداد جاء بصفقة بين مسعود البرزاني وكوسرت رسول كي لا ينافس الطالباني مسعود على رئاسة الإقليم...
لهذا نعتبر موقف المالكي موقفا مشرفا ومهما كانت الإختلافات مع سياسات ومواقف الرجل، وحتى أن تصريحات الشيخ همام حمودي جاءت بلسما للعراقيين من أكراد مغلوب على أمرهم وعرب وتركمان وغيرهم لأن العراقيين ينادون ومنذ عام 2003 ولحد الآن بأن يكون كلام الساسة الشيعة والسنة هكذا كي يشعر المواطن العراقي بأن هناك قيادة وسياسيين يدافعون عن حقوقهم.... ولكن الذي نخاف منه حقا بأن لا يكون هذا الكلام والتصريحات نوعا من الخداع السياسي المتفق عليه بين الجانبين من أجل الإنتخابات القادمة، فأن كان كذلك ننصح هؤلاء الناس بأن لا يقعوا بهكذا فخ سيقضي على ما تبقى من سمعتهم كسياسيين خصوصا وأن الشارع العراقي محتقن للغاية ويحمل عتبا كبيرا على الساسة الشيعة والسنة لأنهم لم يكونوا بالمستوى المطلوب أمام الأكراد وأمام العالم.