رغم كونها حاليا ثاني أهم البطولات التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ، فقد شهدت هذه البطولة خلال السنوات الماضية رفض عدد من المنتخبات المشاركة فيها لتكون من البطولات الدولية القليلة التي تشهد تاريخا حافلا بالمشاكل.
وإلى جانب رفض بعض المنتخبات المشاركة فيها شهدت بطولة كأس العالم السادسة للقارات في عام 1993 واقعة هي الأولى من نوعها في البطولات الدولية عندما توفي اللاعب الكاميروني مارك فيفيان فويه.
وتقام بطولة كأس العالم للقارات حاليا مرة واحدة كل أربعة أعوام بمشاركة أبطال القارات الست بالاضافة إلى حامل لقب بطولة كأس العالم ومنتخب الدولة المضيفة ، وهي هذه المرة جنوب أفريقيا التي تعتبر البطولة أفضل اختبار لاستعداداتها قبل عام واحد فقط من استضافتها لبطولة كأس العالم 2010 .
وأقيمت بطولة كأس العالم للقارات كبديل للمواجهة بين بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية وهي البطولة التي كانت تعرف باسم "كوبا دورو".
واستضافت السعودية البطولة الاولى لكأس العالم للقارات عام 1992 وشارك فيها إلى جانب المنتخب السعودي كل من منتخبات الارجنتين والولايات المتحدة وكوت ديفوار. وتنافست الفرق المشاركة على كأس الملك فهد التي أحرزها في النهاية المنتخب الارجنتيني.
وفي البطولة الثانية التي استضافتها السعودية أيضا ارتفع عدد المنتخبات المشاركة إلى ستة منتخبات هي السعودية ونيجيريا واليابان والدنمارك والمكسيك والأرجنتين وتوج المنتخب الدنماركي بلقب البطولة.
وفي عام 1997 أقيمت البطولة تحت رعاية وتنظيم الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) للمرة الاولى
واستضافتها السعودية أيضا بمشاركة منتخبات السعودية وجنوب أفريقيا والبرازيل وأوروجواي والمكسيك والتشيك والامارات وأستراليا حيث ارتفع عدد المشاركين إلى ثمانية منتخبات.
ورغم ذلك شهد تاريخ البطولة رفض بعض المنتخبات المشاركة فيها حيث رفض المنتخب الالماني المشاركة مرتين كانت الأولى في بطولة عام 1997 والتي كان مقررا أن يشارك فيها بصفته بطل أوروبا والثانية في بطولة عام 2003 والتي كان مقررا أن يشارك فيها بصفته وصيف بطل العالم.
كما رفض المنتخب الفرنسي المشاركة في البطولة الرابعة التي أقيمت عام 1999 والتي كان مقررا مشاركته فيها بصفته حامل لقب بطولة العالم.
ولذلك اضطر الفيفا لإعادة النظر في قواعد تنظيم البطولة وتقرر أن تقام مرة واحدة كل أربع سنوات بدلا من عامين على أن يكون عام إقامتها هو العام السابق لبطولة كأس العالم مباشرة.
وتقرر أيضا أن تقام البطولة في نفس الدولة المضيفة لكأس العالم مما يسمح لها باختبار استعداداتها لكأس العالم رغم الفارق الكبير في حجم البطولتين.
وأكد الفيفا في عام 2005 أن المشاركة في كأس العالم للقارات سيكون إجباريا لجميع أبطال القارات الست باستثناء بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية.
ولم يعد من المرجح أن ترفض أي دولة المشاركة في بطولة القارات نظرا لأنها تمثل استعدادا جيدا لكل المنتخبات المشاركة فيها قبل عام واحد من كأس العالم.
وأقيمت البطولة الرابعة في المكسيك عام 1999 ونجح المنتخب صاحب الارض في حسمها لصالحه بالتغلب على نظيره البرازيلي 4/3 في المباراة النهائية للبطولة التي شهدت حضورا جماهيريا كبيرا بلغ نحو 60 ألف مشجع في المباراة الواحدة من بين 16 مباراة شهدتها البطولة.
وكانت بداية استغلال البطولة كبروفة للدولة المضيفة قبل استضافة كاس العالم في عام 2001 عندما حصلت كوريا الجنوبية واليابان على شرف التنظيم المشترك البطولة الخامسة لكاس العالم للقارات. وأحرز المنتخب الفرنسي لقب تلك البطولة ليضيفها إلى لقبي كأس العالم 1998 وكأس الامم الاوروبية (يورو 2000) وذلك بعد تغلبه على المنتخب الياباني 1/صفر في المباراة النهائية.
وأقيمت البطولة السادسة عام 2003 في فرنسا ولكنها شهدت وفاة اللاعب الكاميروني فويه الذي سقط على الأرض أثناء مباراة فريقه أمام المنتخب الكولومبي في الدور قبل النهائي للبطولة.
وتعرض السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا لانتقادات عنيفة وقتها بسبب تأكيده عقب وفاة فويه إقامة المباراة النهائية في موعدها قبل التحدث إلى المنتخبين الفرنسي والكاميروني طرفي المباراة النهائية.
وفي محاولة لحفظ ماء الوجه ، قال بلاتر إن هناك خطوات جارية لإطلاق اسم فويه على البطولة التالية.
وقال بلاتر وقتها: "لدينا بالفعل اقتراح بأن تحمل بطولة كأس القارات القادمة اسمه (فويه) وهي فكرة ممتازة وسندرسها".
وكانت المباراة النهائية نفسها كئيبة حيث أبدى لاعبو الفريقين تقديرهم لفويه كما لم يحتفل لاعبو المنتخب الفرنسي بإحرازهم اللقب بعد الفوز على المنتخب الكاميروني 1/صفر.
وشهدت البطولة السابعة أول نهائي في تاريخ كأس العالم للقارات يجمع بين منتخبين من نفس القارة وحقق فيه المنتخب البرازيلي فوزا ساحقا 4/1 على منافسه العتيد المنتخب الارجنتيني في مباراة من جانب واحد. وكانت المباراة رقم 22 للحارس البرازيلي ديدا في بطولات كأس العالم للقارات.
وخاض ديدا جميع المباريات التي لعبها المنتخب البرازيلي في المشاركات الخمس له على مدار تاريخ البطولة باستثناء ثماني دقائق فقط.
وتتجه الانظار في منتصف العام القادم 2009 صوب جنوب أفريقيا لمشاهدة البطولة الثامنة لكأس العالم للقارات.
وتنتاب الشكوك الكثير من الأوروبيين حول مدى الاستعدادات لاستضافة بطولة كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا التي عانت لعقود طويلة من العزلة بسبب انتهاج حكومتها لسياسة الفصل العنصري.
وستكون كأس العالم للقارات فرصة للجنة المنظمة لبطولة كاس العالم 2010 لإسكات جميع المنتقدين.
ويجب على جنوب أفريقيا استغلال كأس العالم للقارات خلال الفترة من 14 إلى 28 حزيران/يونيو 2009 بأفضل شكل ممكن لأن أي إخفاق أو تقصير سيكون فرصة جيدة للمنتقدين من اجل توجيه مزيد من الانتقادات لجنوب أفريقيا.
وتقام البطولة هذه المرة بمشاركة منتخبات مصر بطل أفريقيا والعراق بطل آسيا وأسبانيا بطل أوروبا والبرازيل بطل أمريكا الجنوبية ونيوزيلندا بطل أوقيانوسية والولايات المتحدة بطل اتحاد منطقة كونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي) وإيطاليا بطل العالم وجنوب أفريقيا ممثل الدولة المضيفة.