بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الكلمات قراتها من تفسير الضلال لسيد قطب
قل ان الله يضل من يشاء ويهدى اليه من اناب
الله يهدى المنيبون اليه فالانابه لله هى التى جعلتهم اهلا لهداه والمفهوم اذا ان الذين لا ينيبون هم الذين يستاهلون الضلال فيضلهم الله فهو استعداد ال
قلب للهدى وسعيه اليه وطلبه اما القلوب التى لاتتحرك اليه فهو عنها بعيد
ثم يرسم صورة شفيفه للقلوب المؤمنه فى جو من الطمانينه والبشاشه والسلام
الذين امنو وتطمئن قلوبهم بذكر الله
تطمئن احساسها بالصله بالله والانس بجواره والامن فى جانبه وحماه تطمئن من قلق الوحدة وحيرة الطريق بادراك الحكمه فى الخلق والمبدا والمصير وتطمئن بالشعور بالحمايه من كل اعتداء ومن كل ضر ومن كل شر الا بما يشاء مع الرضى بالابتلاء والصبر على البلاء وتطمئن برحمته فى الهدايه والرزق والستر فى الدنيا والاخرة
الا بذكر الله تطمئن القلوب
ذلك الاطمئنان بذكر الله فى قلوب المؤمنين حقيقه عميقه يعرفها اللذين خالطت بشاشه الايمان قلوبهم فاتصلت بالله يعرفونها ولا يملكون الكلمات ان ينقلوها للاخرين اللذين لم يعرفوها لانها لا تنقل بالكلمات انما تسرى فى القلب فيستروحها ويهش لها ويندى بها ويستريح اليها ويستشعر الطمانينه والسلام ويحس انه فى هذا الوجود ليس وحيدا بلا انيس فكل ما حوله صديق اذ كل ما حوله من صنع الله الذى هو فى حماه
وليش اشقى على وجه الارض ممن يحرمون طمانينه الانس الى الله ليس اشقى ممن ينطلق فى هذه الارض مبتوت الصله بما حوله من الكون لانه انفصم عن العروة الوثقى التى تربطه بما حوله فى الكون وخالقه ليش اشقى ممن يعيش لايدرى لما جاء ولم يذهب ولم يعانى ما يعانى فى الحياة ليس اشقى ممن يسير فى هذة الارض يوجس من كل شى لانه لا يستشعر الصله الخفيه بينه وبين ككل شى فى هذا الوجود ليس اشقى فى الحياة ممن يشق طريقه فريدا وحيدا شارد فى فلاة عليه ان يكافح وحده بلا ناصر ولا هاد ولا معين
ان هناك لحضات فى الحياة لا يصمد لها بشر الا ان يكون مرتكنا الى الله مطمانا الى حماه مهما اوتى من القوة والثبات والصلابه والاعتداد ففى الحياة لحضات تعصفبهذا كله فلا يصمد الا المطمانون بذكر الله
الا بذكر الله تطمئن القلوب
هؤلاء المنيبون الى الله المطمانون بذكره يحسن الله مابهم عنده كما احسنو الانابه اليه والعمل الحسن