أخي الحبيب الصائم الغالي سلام الله عليك أرسلها إلى فؤادك الطاهر و نفسك الطيبة علها تجد فيه رضا وصدى .. أسأل الله أن يجمعني بك في دار كرامته ندخل جميعا من باب الريان ونرد أنهار الجنان.
اسمح لي أخي أن أنتهز هذه الفرصة الذهبية لأقدم لك هذه الهدية الرمضانية .. ليست جوائز ولا فوازير ليست شيكات ولا تذاكر سفر .. إنما هي ذكرى للذاكرين..
أتدري أخي أنك الآن تعيش في نعمة عظيمة جدا وأن من أعظم منن الله عليك أن مدّ في عمرك حتى وصلت إلى هذه اللحظات وهذه النفحات الغالية وهذه الأيام المباركة .. وربك إنك في نعيم عظيم لو كنت تدري .. آه لو كنت أستطيع أن أصل إلى قلبك لأخبره عن أسرار رمضان ..
قبل أيام مات لنا أخ حبيب لم يدرك هذا الشهر العظيم إنه والله مسكين وأي مسكين فارق الركب قبلنا ..
أتدري ما بداخل هذا الشهر من الأمور الغالية والفضائل البالغة و الفرص النادرة ؟؟؟
يكفي أن فيه ليلة هي خير من سبعين سنة أي أنها فرصة العمر و المحروم من حرم خيرها.. أجل ذاك والله محروم
أجل أخي ليس المحروم من حرم السيارات الفارهة والأرصدة العالية والبيوت الراقية .. لا والله.. إن المحروم من حرم خير هذا الشهر ..
قال تعالى:(قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين)
قل لي بربك ما قيمة الدنيا أمام الآخرة ؟ إن غمسة واحدة في النار يغمسها بها الله أنعم و أغنى رجل تنسيه كل نعيم ذاقه في الدنيا فيقول : لا والله يارب ما ذقت نعيما قط !!
أجل أخي الحبيب هذا موسم التجار تجار الآخرة.. هذا موسم من أراد النجاة من عذاب يوم الدين .. فهل لك أخي أن تشاركنا بهذه المساهمة و تصحبنا بهذه المبادرة لنكون غدا معا على سرر متقابلين يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم..
إياك أخي إياك أن يفوتك الموسم إن الله يعرض سلعا غالية بأثمان قليلة إنه لا يريد منك عملا كثيرا ولكن يريد إخلاصا تاما لوجهه وإيمانا صادقا بوحيه..
أخي الحبيب إنها لحظات ظمئ وآنات جوع وركعات في خشوع وسجدات في دموع من قلب لا يرى غير الله مستحقا لهذه الأعمال الصالحة ..
أخي ما هي إلا أيام فأعمرها بالصوم الصادق والقيام القانت لتفوز بالعتق من النار .. ولتذوق لذة الذل للرحمن فتتمنى أن لو كان كل العام رمضان .. فهل من شاكر صادق في شكره لهذه النعمة العظمى!
أتدري من تكفّل بأجر صيامك إنه ربك ربك الذي رباك وغذاك وأعطاك تكفل شخصيا بأجر صيامك لأنك تركت الشهوات لوجهه (يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي .. الصوم لي وأنا أجزي به) فتصوم الجوارح عما حرم الله ويستشعر الفؤاد لذة حبس النفس عن ملذاتها لوجه الله حتى أن رائحة فم الصائم تكون عند الله أعظم من عبق المسك وأريج العود..
الله أكبر ..أي فرحة تغشى القلب عند الغروب للقيام بحق الله في صوم هذا اليوم الفضيل .. إنها السعادة أخي برضوان الله · إنه الأنس بتوفيق الله · إنه طريق العتق من النار فكيف بفرحة الصائم إذا لقي الله .. فالبدار البدار..
غدا تقول مضى رمضان ويالتني ..وياحسرتاه .. من الآن أخي الحبيب فاعمل أخي إن صمت لله فقد وعدك بالغفران والريان والعتق من النيران ولكن أتدري ما حقيقة من صام لله؟
الصوم لله يوم أن تصوم جوارحك عن الحرام · يوم تصـــــوم عينـــــــك عن الحرام وأذنك عن الحرام وقلبك عن كل لذة حرام ..أجل كيف لا والشياطين مســــــــجونة ومردة الجن مكبلة بالسلاسل والأغلال والشهوات مجمدة وأنت أنت عبد لله لست عبد شهوتك ولا لذتك وإلا فقل لي : بربك كم صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش .. قل لي:بربك نضحك على من ؟؟
قال الرسول عليه السلام : {من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه}
تذكر أن عين الله لا تنام وإن نامت عيون البشر وتذكر أن الله يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين ..
فاسع ليراك حيث دعاك وليفقدك حيث نهاك .. وسلام عليك يوم تصوم وحين تقوم لله رب العالمين .
أخ نــاصح لكم في اللـــه