+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: الحزن والبكاء في الشرع

  1. #1
    فراتي جديد ليالي الحزين is on a distinguished road الصورة الرمزية ليالي الحزين
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    9

    حصري الحزن والبكاء في الشرع

    ان البكاء والحزن على الميت وعند المصائب سيرة عقلائية ومتشرعية عمل بها الأنبياء والأئمة والصالحون (صلوات الله عليهم أجمعين) وقد ثبت في الخارج الثمار الصحية والنفسية والأخلاقية والاجتماعية المترتبة على البكاء وتشير الروايات إلى استحباب الحزن والبكاء والتباكي وان فيه اجر شهيد بل مئة شهيد كما في بكاء يعقوب على يوسف (عليهما السلام) , ولا يخفى ان المراد في المقام ليس الجزع على المصائب بل البكاء والحزن لله وفي الله وبالله تعالى , واليك بعض ما يشهد لهذا المعنى :


    آدم(عليه السلام)
    يبكي ويحزن على هابيل(عليه السلام)
    عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) : (انه لما سولت لقابيل نفسه قتل أخيه .... فلما قتله .... فحفر له حفيرة ودفنه فيها , فرجع قابيل لأبيه(عليه السلام) .... فانصرف آدم (عليه السلام) وبكى على هابيل أربعين يوماً وليلة ...)
    وعن الإمام الصادق (عليه السلام) : (.... وان آدم أتى الموضع الذي قتل فيه قابيل أخاه فبكى هناك أربعين صباحاً)
    وعن الإمام الصادق (عليه السلام) : (.... إلى ان قتل هابيل فجزع آدم عليه جزعاً قطعه عن إتيان النساء خمسمائة عام)



    يعقوب النبي(عليه السلام)
    يحزن ويبكي
    بالرغم من ان الروايات تشير إلى ان يعقوب (عليه السلام) يعلم بوجود يوسف على قيد الحياة لكنه(عليه السلام) لم يتحمل فراقه وحزنه عليه وبكى لمدة عشرين أو أربعين أو ثمانين عاماً حتى التقى به . وقد أشار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ان بكاء يعقوب(عليه السلام) على ابنه له فيه اجر مئة شهيد واليك ما يشير إلى هذا المعنى :
    أ- عن الإمام الباقر (عليه السلام) عندما سئل عن يعقوب (عليه السلام) هل كان يعلم بحياة يوسف وذهب عينيه عليه من البكاء , أجاب(عليه السلام) : ( نعم علم يعقوب (عليه السلام) انه حي .... فكتب إلى (عزيز مصر) يعقوب (عليه السلام) : بسم الله الرحمن الرحيم , من يعقوب إسرائيل الله ابن إسحاق ابن إبراهيم خليل الله
    أما بعد : .... ثم رجعوا إليه وزعموا ان الذئب أكله, فاحدودب لهذا ظهري وذهب من كثرة البكاء عليه بصري ..... )
    ب- ورد في تفسير الكشاف عند قوله تعالى (وأسفاه على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم) ... قيل : ما جفت عيناه من وقت فراق يوسف إلى حين لقاءه , ثمانين عاماً وما على وجه الأرض أكرم على الله تعالى منه .
    ج- نفس المصدر السابق (الكشاف) , عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) : انه (صلى الله عليه وآله وسلم) سأل جبرائيل(عليه السلام) ,
    ما بلغ وجد يعقوب على يوسف ؟
    قال جبرائيل : وجد سبعين ثكلى .
    قال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) : فما كان له من الأجر ؟
    قال جبرائيل : اجر مئة شهيد .

    يوسف(عليه السلام)
    يحزن ويبكي على يعقوب(عليه السلام)
    بكى يوسف (عليه السلام) على فراق أبيه حتى تأذى أهل السجن من ذلك , فصالحهم على ان يبكي في الليل فقط أو في النهار فقط ويشهد لهذا
    عن الإمام الصادق (عليه السلام) : (البكاؤون خمسة : آدم ويعقوب ويوسف (عليهم السلام) وفاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي ابن الحسين (عليه السلام)
    1- أما آدم , فبكى على الجنة حتى صار خديه أمثال الأودية .
    2- أما يعقوب , فبكى على يوسف حتى ذهب بصره.
    3- أما يوسف , فبكى على يعقوب حتى تأذى به أهل السجن , فقالوا له : أما ان تبكي بالليل وتسكت بالنهار , وأما ان تبكي بالنهار وتسكت بالليل فصالحهم (عليه السلام) على واحدة منهما .
    4- وأما فاطمة (عليها السلام) فبكت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) , حتى تأذى بها أهل المدينة , فقالوا لها : قد آذيتينا بكثرة بكائك , فكانت تخرج إلى مقابر الشهداء , فتبكي , حتى تقضي حاجتها فتنصرف .
    5- وأما علي ابن الحسين (عليهما السلام) فبكى على الحسين (عليه السلام) عشرين سنة أو أربعين سنة , ما وضع بين يديه طعام إلا بكى , حتى قال له مولى له : جعلت فداك إني أخاف ان تكون من الهالكين ؟
    قال (عليه السلام) : انما اشكوا بثي وحزني إلى الله واعلم ما لا تعلمون , اني ما ذكرت مصرع بني فاطمة إلا خنقتني العبرة) .

    قول وفعل وإقرار
    النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)
    لقد بكى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على عمه أبي طالب (عليه السلام) وعلى عمه الحمزة وجعفر الطيار وزيد ابن الحارث وعبد الله ابن رواحة وعلى ولده إبراهيم وعلى أمه آمنة عندما كان (صلى الله عليه وآله وسلم) , وعلى سعد ابن عبادة . وقد اقر (صلى الله عليه وآله وسلم) بكاء البكائين , وكذلك نراه (صلى الله عليه وآله وسلم) حث على البكاء كما حث وأمر بالبكاء على جعفر وحمزة (عليهما السلام) وقد تصدى (صلى الله عليه وآله وسلم) لمنع وزجر من يمنع البكاء كما حصل مع عمر ابن الخطاب عندما كان يمنع وينهى الناس عن البكاء فكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يزجر عمر وينهاه عن مثل ذلك التصرف
    أ- عن أبي داوود والنسائي ... عن علي (عليه السلام) لما مات أبو طالب (عليه السلام) فعندما اخبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بكى وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : (اذهب اغسله وكفنه وواره غفر الله له ورحمه)
    ب- في سيرة الحلبي والدحلاني .... عن ابن مسعود : (ما رأينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) باكياً اشد من بكاءه على حمزة , وضعه في القبلة , ثم وقف على جنازته وانتحب أي شهق حتى بلغ به الغشي يقول : يا عم رسول الله يا حمزة , يا أسد الله وأسد رسوله يا حمزة , يا فاعل الخيرات يا حمزة , يا كاشف الكربات يا حمزة . يا ذاب عن وجه رسول الله ....)
    ج- البخاري في صحيحه : (ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نعى جعفراً وزيداً وابن رواحة , وان عينيه لتذرفان )
    د- مسلم في صحيحه : (يوم زار (صلى الله عليه وآله وسلم) قبر أمه آمنة فبكى وأبكى من حوله )
    هـ - مسلم والبخاري ... يوم مات صبي لإحدى بناته , إذ فاضت عيناه يومئذ , فقال سعد : ما هذا يا رسول الله ؟
    قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : (هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده , وانما يرحم الله من عباده الرحماء)
    و- مسلم والبخاري .... يوم اشتكى سعد ابن عبادة فأتاه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يعوده ومعه بعض أصحابه فوجده في غاشية أهله , فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : ( قد قضى ) .
    قالوا : لا يا رسول الله .
    فبكى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) , فلما رأى القوم بكاءه بكوا
    فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : (ان الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب)
    ز- ابن عبد البر في الاستيعاب ..... يوم استشهاد جعفر الطيار , إذ جاءت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) امرأته أسماء بنت عميس فعزاها , ودخلت فاطمة (عليها السلام) وهي تبكي وتقول :( وا عماه) فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : (على مثل جعفر فلتبكِ البواكي )
    ح- foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? في مسنده عن أبي هريرة , يوم مرت جنازة على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومعها بواكي , فنهرهن عمر , فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (دعهن يا عمر فإن النفس مصابة والعين دامعة) .
    وهكذا سيرة الأنبياء والمرسلين والصالحين (صلوات الله عليهم أجمعين) , ومن عارض ذلك فقد خرج عن الدين وخرج عن العقلاء وخرج عن الإنسانية إلى صنف السباع والوحوش الحيوانية .[/SIZE][/COLOR][/SIZE]

  2. #2
    فراتي ذهبي egyptiantito is on a distinguished road الصورة الرمزية egyptiantito
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    2,307

    افتراضي رد: الحزن والبكاء في الشرع

    مشكوره اختي علىالموضوع
    ابعدك الله عن الحزن والاحزان

    تقبلي مروري
    ودمتي بكل الخير

  3. #3
    فراتي ذهبي egyptiantito is on a distinguished road الصورة الرمزية egyptiantito
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    2,307

    افتراضي رد: الحزن والبكاء في الشرع

    مشكوره اختي علىالموضوع
    ابعدك الله عن الحزن والاحزان

    تقبلي مروري
    ودمتي بكل الخير

  4. #4
    فراتي ذهبي @سندريلا@ is on a distinguished road الصورة الرمزية @سندريلا@
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    1,235

    افتراضي رد: الحزن والبكاء في الشرع

    ربنا يبعدنا عن الحزن والالم جميعا
    وبارك الله فيكي

  5. #5
    فراتي ذهبي كتكوتة العراق is on a distinguished road الصورة الرمزية كتكوتة العراق
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    1,421

    افتراضي رد: الحزن والبكاء في الشرع

    موضوع رائع شكرا لك اخي
    وان شاء الله يبعدنا الله عنا الحزن وعن جميع المسلمين

  6. #6
    فراتي ذهبي مروان خالد is on a distinguished road
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    2,033

    افتراضي رد: الحزن والبكاء في الشرع

    الحزن والتأثر عند فقدان الأحبة أمر جبلت عليه الفطرة الإنسانية فإذا ابتلي بمصاب عزيز من أعزائه أو فلذة من أفلاذ كبده وأرحامه يحس بحزن شديد يتعقبه ذرف الدموع على وجناته ، دون أن يستطيع أن يتمالك حزنه أو بكاءه . ولا أجد أحدا ينكر هذه الحقيقة إنكار جد وموضوعية ومن الواضح بمكان أن الإسلام دين الفطرة يجاريها ولا يخالفها . قال سبحانه : ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ) . ولا يمكن لتشريع عالمي أن يحرم الحزن والبكاء على فقد الأحبة ويحرم عليه البكاء إذا لم يقترن بشئ يغضب الرب . ومن حسن الحظ نرى أن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " والصحابة الكرام والتابعين لهم بإحسان ساروا على وفق الفطرة .
    وهذا رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " يبكي على ولده إبراهيم ، ويقول : " العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون " .
    تقبلى أختى منى التحية

  7. #7
    مطرود اجاسيس is on a distinguished road
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    54

    افتراضي رد: الحزن والبكاء في الشرع

    موضوع اكثر من رائع
    جزاك الله خيرا على كل ما تطرح من مواضيع

    تقبل مروري البسيط


    .

  8. #8
    مشرف المنتديات الدينيه احمدربيع is on a distinguished road الصورة الرمزية احمدربيع
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    مصر - القاهرة
    المشاركات
    1,962

    افتراضي رد: الحزن والبكاء في الشرع

    مشكور اخى ليالى على الموضوع
    تقبل تحياتى

+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك