مفهوم الجهل
إن الحديث عن الجاهلية قد يصرف الأذهان إلى عصر ما قبل الإسلام،حيث العرب القانطون في شبه الجزيرة العربية إذ كانوا مجموعة من القبائل والعشائر المنتشرة هنا وهناك تتقاتل من اجل فتاة خطفت أو بسبب هجاء قبيلة الى قبيلة أخرى فتلك الأمجاد التي كان يتغنى بها العرب ،إلا إن الجاهلية على ماهو مطروح في فكر شهيد الأمة وشاهدها السيد محمد باقر الصدر (قد سره)هو عبارة عن حالة اجتماعية يمكن لها أن تعود في كل زمان إذا توفرت لها الظروف وبهذا فهي ليست حالة خاصة لزمان معين والتي تعني تحكيم الشريعة غير شريعة الله تعالى في الأرض أي إبعاد الإسلام عن تسيير الحياة للفرد والمجتمع حيث ذكر في معرض كلامه عن الجاهلية ((ليست الجاهلية مرحلية تاريخية قد انتهى ،بل هي حالة اجتماعية يمكن إن تتجدد كلما توفرت ظروفها لان حقيقة الجاهلية تعني الانحراف عن شريعة الله وهدى الأنبياء والحكم وفق الهوى كما جاء في القران ({أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ }المائدة50.إذا عودة الجاهلية الى مسرح الحياة معناه في المقابل إبعاد حكم الله عن ذلك المسرح ومحاربة النظام الاسلامي وجر الامة من نور الحق والعدل الى ظلمات الباطل )،وهنانعرف الدقة في اختيار السيد الشهيد(قدس سره )عبارة انحراف مما يدل على وجود استقامة قبل الانحراف ومعناه الاستقامة الى الفطرة السليمة ومنها ايظا أن اطروحة تهدف الى محاربة الإسلام والانحراف عنه في كل زمان يمكن وصفها بالجاهلية سواء كانت الأطروحة دينية أو سياسية.