الحزن والتأثر عند فقدان الأحبة أمر جبلت عليه الفطرة الإنسانية فإذا ابتلي بمصاب عزيز من أعزائه أو فلذة من أفلاذ كبده وأرحامه يحس بحزن شديد يتعقبه ذرف الدموع على وجناته ، دون أن يستطيع أن يتمالك حزنه أو بكاءه . ولا أجد أحدا ينكر هذه الحقيقة إنكار جد وموضوعية ومن الواضح بمكان أن الإسلام دين الفطرة يجاريها ولا يخالفها . قال سبحانه : ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ) . ولا يمكن لتشريع عالمي أن يحرم الحزن والبكاء على فقد الأحبة ويحرم عليه البكاء إذا لم يقترن بشئ يغضب الرب . ومن حسن الحظ نرى أن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " والصحابة الكرام والتابعين لهم بإحسان ساروا على وفق الفطرة .
وهذا رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " يبكي على ولده إبراهيم ، ويقول : " العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون " .
تقبلى أختى منى التحية