مباراة كرة القدم التاريخية
و لأنهم مجموعة من الشباب الصغير فقد قرروا تكوين فريق لكرة القدم يطلقون عليه اسم " ضربات القطار " وخصوصاً أن الملعب أمامهم أصبح مفتوح، و لكن هناك مشكلة ...!! ففريق الكرة يتكون من أحد عشر لاعباً و هم فقط عشرة لاعبين و صغار السن أيضاً، لذا فقد قرروا أن يستعينوا بحارس مرمي متميز و موهوب و صاحب خبره كبيرة حتى يكتمل الفريق و حتى تقتنع الجماهير بهم كفريق كرة يمكنه أن يحقق الإنجازات الكبرى.
الجماهير العظيمة تشجع بجنون رغبة ً منهم في رؤية فريق جديد يقود المسيرة الكروية بعد الهزائم المتتالية للفرق السابقة و يكفي خسارة الفريق السابق أمام فريق ضعيف يدعى فريق " البراميل " بثمانية أهداف مقابل أربعة أهداف و ضياع كأس الشرف الذي يلعبون عليه و لذا فالجماهير تشجع بقوة و الفريق يتقدم و الأمور بسيطة لأن الفريق السابق لم يقاوم وترك الملعب للفريق الجديد.
و بدأ فريق " ضربات القطار " يضع خططه و يقسم الملعب فيما بينه و يخطط من يقود الهجوم ؟؟ و من يقود الدفاع ؟؟ و لكن حارس المرمى الخبرة أعترض على اللاعب الذي سيقود خط الدفاع نظراً لأنه قليل الخبرة صغير السن و لم يخض مباريات دولية كثيرة و بدلاً من أن يؤخذ بكلام حارس المرمى الخبرة، قام الفريق بطرد حارسه الكبير الذي أعطى للجماهير الطمأنينة عند تكوين هذا الفريق.
الغريب أن الأقدار ساندت الفريق فلم يلعبوا مباراة قوية منذ أن سيطروا على الملعب الكبير و رغم أن المرمى الخاص بهم مفتوح على مصراعيه بعد طردهم الحارس الخبرة و لكن لا يوجد من يسدد تجاهه أي كرة مما أعطى للجماهير الثقة الكبيرة في إمكانيات الفريق .
و بدأ الفريق في اختراع قوانين خاصة به، فلم يكن يسمح للجماهير أو للصحافة بالتدخل في شئونه أو حتى الإشارة إلي نواحي الضعف و القوة فيه، فقط كان يسمح لهم بكلمات الإشادة، و الظريف أن الفريق لم يرتض أبداً بأي حكم يحكم له مباراة، بل و قام بحل لجنة الحكام الرئيسية في مذبحة كبيرة تعرض لها التحكيم الكروي و رأى قادة هذا الفريق أنهم اللاعب و الحكم و على الجماهير أن ترتضي بذلك، و كان قادة الفريق في غاية التواضع و يعشقون التواصل مع الجماهير و خصوصاً الشباب منهم و لذلك كانوا يحرصون على زيارتهم و خصوصاً عند الفجر ...!!! و كانوا يصطحبون بعض الجماهير معهم أيضاً للتشاور في أمور كثيرة ...!!! و من كثرة الكرم و الضيافة كان الفريق في أحيان كثيرة لا يجعل تلك الجماهير تعود لبيوتها.
ظل لاعبي الفريق على طريقتهم الخاصة في اللعب و هم في غاية الاقتناع بوجود جمال كبير في أسلوبهم الكروي و يظنون أن اللعب بخططهم الخاصة سوف تجعل مكتبهم عامر بكل أنواع الكؤوس الرياضية و أن طريقهم سوف يكون سالم من أية عثرات أو مشاكل و أنهم سوف يمرحون على الملعب بيسر و بساطة كما يمرح الأطفال الصغار على الوسادات.
و فجأة و بدون مقدمات و بينما معلق الفريق يهتف بأسماء اللاعبين و هو سعيد جداً بهم، جاء فريق " البراميل " و في صباح باكر من آخر الملعب و قبل أن يتحرك فريق " ضربات القطار " من قواعده، ليطلق التسديدات في المرمى المفتوح و يحرز الهدف تلو الآخر و بهجمات تضرب كل الخطوط لتنتهي المباراة سريعاً بخمسة أهداف لفريق " البراميل " مقابل لاشيء لفريق " ضربات القطار " الذي لم يلعب حتى من أجل التمثيل المشرف و اكتفى بالانسحاب من هذه المباراة التاريخية في آخر دقائقها بعد أن تيقن أن الخسارة آتية لا ريب .
لم يصدق فريق " البراميل " نفسه و هو يقتنص نقاط هذه المباراة بهذه السهولة و كان أكثرهم فرحاً اللاعب رقم سبعة و اللاعب رقم ستة وهما من سجلا كل أهداف المباراة الخمسة، بل و قام لاعبي فريق " البراميل " بالاستيلاء على منطقة الجزاء و رفضوا ترك هذا الجزء من الملعب و ظلوا يرقصون من أجل هذا النصر السهل البسيط، و الظريف أن معلق المباراة كان مازال يهتف بإنجازات فريق " ضربات القطار " رغم تأكد خسارته و ضياع البطولة من بين يديه .
استيقظت الجماهير من غفوتها لتجد أن البطولة قد ضاعت تماماً و أن قادة الفريق يختلقون الأعذار لتبرير موقفهم من خسارة هذه المباراة، و أن كابتن الفريق يعلن اعتزاله بعد أن فشل في قيادة فريقه حتى نحو الأداء المشرف و أن قائد خط الدفاع غير موجود و يقال أنه سبب هذه الهزيمة الثقيلة لأنه لم يخطط جيداً للمباراة بل أنه من أعطى أمر الانسحاب من المباراة و لم يحاول إعادة تنظيم صفوفه و مهاجمة الفريق الخصم.
خرجت الجماهير لتطالب بالتجديد لقادة الفريق و خصوصاً كابتن الفريق لما يتميز به من شعبية خارقة، و يتربع بسبب هذا الشعبية على قلوب الجماهير و قد حدث و تراجع الكابتن عن قرار اعتزاله و عاد لأرض الملعب و ربما يكون قد أدرك أن النوايا الطيبة لا تكفي وحدها لبناء فريق يحافظ على البطولة بينما كان حارس فريق الفريق المطرود منزوياً في بيته يشرب كوب من الشاي و هو يتحسر على ما آل إليه حال الملعب العظيم و حاله.
تمــــــــــت