إن يسألـــــوكِ
حبيبتي . إن يسألوكِ عني يوماَ ، فلا تفكري كثيرا
حبيبتي . إن يسألوكِ عني يوماَ ، فلا تفكري كثيرا
قولي لهم بكل كبرياء : " يحبني .. يحبني كثيرا.."
صغيرتي إن عاتبوكِ يوماَ كيف قصصت شعرك الحريرا
وكيف حطمت ِ إناءَ طيبٍ من بعدما ربيته ِ شهورا
وكان مثل الصيف في بلادي يوزع الظلال و العبيرا
قولي لهم:" أنا قصصت شعري لأن من أحبه .يحبه قصيرا"
أميرتي . إذا معا رقصنا على الشموع لحننا الأثيرا
وحوّل البيان في ثوانٍ وجودنا أشعةً و نورا
و ظنك ِ الجميع في ذراعي فراشة تهم أن تطيرا
فواصلي رقصك في هدوء و اتخذي من أضلعي سريرا
و تمتمي بكل كبرياء " يحبني ... يحبني كثيرا
حبيبتي, إن أخبروك أني لا أملك العبيد و القصورا
وليس في يدي عقد ماس ٍ به أحيط جيدكِ الصغيرا
قولي لهم بكل عنفوان ياحبي الأول والأخيرا
قولــــــي لهم : كفاني بأنه يحبــني كثـــيرا
حبيبتي يألف يا حبيبتي حبي لعينيك أنا كبير
وســـــــوف يبقـــى دائمــــــا كبـيـــــرا
لا تحبينـــــي
هذا الهوى .. ماعاد يغريني !
فلتستريحــي.. ولتريحيـنــــي
إن كان حبك .. في تقلبـــه
ما قد رأيت .. فلا تحبينــي
حبي .. هو الدنيا بأجمعها
أمــا هواك فليس يعنينـــي
أحزاني الصغرى .. تعانقني
و تزورني ..إن لم تزوريني
ما همني .. ما تشعرين به
إن افتكاري فيك يكفيـنــتي
فالحب وهم في خواطرنـا
كالعطر , في بال البساتين
عيناك .. من حزني خلقتهما
ما أنت ؟ ما عيناك ؟ من دوني
فمك الصغير.. أدرته بيدي
و زرعته أزهار ليمـــون
حتى جمالك ليس يذهلـني
إن غاب من حين إلى حين
فالشوق يفتح ألف نــافذةٍ
خضراء..عن عينيك تغنيني
لا فرق عندي يا معذبـتي
أحببتني , أم لم تحبينــي
أنت استريحي..من هواي أنا
لكن سألتك .. لا تريحيني
ساعـــى البريــد
أغلى العطور, أريدها
أزهـــــى الثيـــاب
فإذا أطل بريدها
بــعد اغتـــــراب
و طويت فى صجرى الخطاب
عمرت فى ظنى القباب
و أمرت أن يسقى المساء
معــــى الـشـراب ..
ووهبت لليل النجوم ..
بلا حساب .. بلا حساب
أنا عند شباكى الذى
يمتص أوردة الغياب
وشجيرة النارنج ..
يابســــــة
مضيعة الشباب ..
وموزع الأشواق
يترك فرحة فى كل باب
خطواته فى أرض شارعنا
حديث مستـطـــاب
وحقيبة الآمـــال
تعبق بالتحارير الرطاب
هذا غلافى القرمزى
يكاد يلتهب التهاب
وأكاد ألتهم النقاب الفستقى
ولا نقـــــــاب ..
أنا قبل أن كان الجواب
أعيش فى وهم الجواب
طيبان لى طيب الحروف
و طيب كاتبة الكتاب
أطفو على الحرف الذى صلى على يدها وتاب
خـــــــط ..
من الضوء النحيت
فكل فاصلة شهاب
هذا غلافى - لا أشك -
يرف مجروح العتاب
عنوانــــــه
عنوان منزلنا .. المغمس بالسحاب
عنواننــــا ..
عند النجوم الحافيات ..
على الهضاب
يـــــا أنت ..
يا ساعى البريد ..
ببابنا . هل من خطاب ؟
ويقهقه الرجل العجوز
ويختفى بين الشعاب
ماذا يقول ؟ يقول :
ليس لسيدى الا التراب
الا حروف من ضباب ..
أين الحقيـبــة ؟
أين عنوانــى ؟
سراب .. فى .. سراب
رفقــاَ بأعصابــي
شَرَّشْــــتِ ..
في لحمي و أعْصَابي ..
وَ مَلَكْتِني بذكاءِ سنجابِ
شَرَّشْتِ .. في صَوْتي ، و في لُغَتي
و دَفَاتري ، و خُيُوطِ أَثوابي ..
شَرَّشْتِ بي .. شمساً و عافيةً
و كسا ربيعُكِ كلَّ أبوابـــي ..
شَرَّشْتِ .. حتّى في عروقِ يدي
وحوائجي .. و زجَاج أكوابي ..
شَرَّشْتِ بي .. رعداً .. و صاعقةً
و سنابلاً ، و كرومَ أعنـــابِ
شَرَّشْتِ .. حتّى صار جوفُ يدي
مرعى فراشاتٍ .. و أعشابِ
تَتَساقطُ الأمطارُ .. من شَفَتِي ..
و القمحُ ينبُتُ فوقَ أهْدَابـــي ..
شَرَّشْتِ .. حتَّى العظْم .. يا امرأةً
فَتَوَقَّفــــي .. رِفْقاً بأعصابـــي ..
الضفـــائر الـســـود
يا شعرها على يدي
شلالٌ ضوء أسود
ألمّـــه سنـــــابلاً
سنابلاً لم تُحصدِ
لا تربطيه واجعلي
عل المساء مقعدي
من عمرنا على مخدات الشذا
لــم نرقـــــــــدِ
وحرَّرَته من شريطٍ
أصـفـــــرٍ مغـــردِ
واستغرقتْ أصابعي
في ملعبٍ حرٍ ندي
وفــــرّ نهر عتمةٍ
على الرخام الأجعدِ
تُقِلُّني أرجوحةٌ سوداء
حيرى المقصدِ
توزع الليل على
صباح جيد أجيدِ
هناك طاشت خصلة
كثيرة التمـــــردِ
تسرّ لي أشواق صدرٍ
أهـــوج التنـهــــدِ
قد نلتقي في نجمةٍ
زرقاء لا تستبعدي
تصوري ماذا يكون العمر
لـو لــم توجـــدي
مــن آسـيـــــا
عليك يا صديقتي السلام
فبعد عينيك أنــا ..
لا أعرف السلام
قطعت في تشردي الطويل
يــــا قمــــري ..
يــا أرنبي الجميل
يــا رغوة الحليب والرخام
قطعت ألـف عــــام
بدون عينيك ..بلا خبز ..ولا طعام
تصوري
أني بلا عينيك .. ألف عام
بدون مصباحين أخضرين
بدون شمعتين ..
بينهمـــا أنـــام ..
فيروزتـــــــي ..
مـــا زلت في سفينتي
أصارع الشموس ، واللصوص ، والدوار
نزلت في مرافئ موبوءة المياه
صليت في معابد ليس لها إله
وأرخـص الخمور ذقت ..
أرخـــــــــص الشفاه
قتلت ألف مـــرة ..
غرقت ألف مــرة ..
صلبت فوق حائط النهار
وسبعة قطعتها .. من أوسع البحار
من أخطر البحار
لمست سقف الشمس ..
كانت رحلتي انتحار
تصـــــوري ..
أني بلا عينيك ، يا حبيبتي ، قرون
لا كوكب في الأفق .. لا منار
بحارتي .. في السطح ميتون
وخبزي الإسفنج .. والمحار
تصوري الأرض وما تكون
يا أرنـبــــي الحنون
بدون عينيك .. بلا فسقية اخضرار
بدون شاطئين مقمرين
بدون غابتيـــــن ..
أنشد في حماهما القرار
من آخر الدنيا ، ومن جدارها القصي
بطاقتي تأتيك ..يا أعز ما لدي
يا كل ما لــــدي ..
الشمس فوق آسيا
كحقـل برتقـــــال
كلوحة لا تشترى بمال
والليل في هونج كونغ ..
صندوق من الحلي
بعثره الله على الجبال
والبحر يا صديقتي
شال بنفسجي
يشهق من تطريزه الخيال
مــن آسـيـــــا
أمد يا أميرتي يدي
أسأل عن عينيك ..
يا أعز ما لدي
عن قطعتي حلي
ما لهما مثيـــل
في اللون والنقاء
أميرتــــــــى ..
أعرف أن مركبي
يغص بالكنوز ، والبخور ، والفراء
وأن عندي أمة من أجمل الإماء
من أندر الإماء
أعرف أني عائد .. بالذهب الكثير
بالخزف الصيني ..
بالسجـــــاد ..
بالحريـــــر ..
بألف كنز مذهل مثير ..
لكننــي ..
يا أرنبي الصغير
برغم ما جمعته فقير
بدون عينيك .. بدون ما ستين
ما لهما نظير
يا كنزي الأول والأخير
حكاية انقـــلاب
أنا الذي أحرق ألف ليلة وليلة..
وأخلص النســــــاء ..
من مخالب الأعراب..
أنا الذي حميت وردة الأنوثة
من هجمة الطاعون ...
والذبـــــــاب..
أنا الذي جعلت من حبيبتي
مليكة تسير في ركابها..
الأشـجــــار..
والنجـــــوم ..
والسحـــاب..
أنا الذي هرب قد هرب السلاح..
في أرغفة الخبز..
وفي لفائف التبغ..
وفي بطانة الثياب..
أنا الذي ذبحت شهريار في سريره..
أنا الذي أنهيت عصر الوأد..
والزواج بالمتعة..
والإقطاع ..
والإرهاب...
وحين قامت دولة النساء..
وارتفعت في الأفق البيارق...
توقف النضال بالبنادق..
وأبتدأ النـضـــال
بالعيون ..والأهداب.
الدخــــول الى البحــــر
حدثت تجربة الحب أخيرا . . .
ودخلنا جنة الله ، ككل الداخلين
وانزلقنـــــــا . .
تحت سطح الماء أسماكا . .
رأينا لؤلؤ البحر الحقيقي . .
وكنا ذاهلـيــــــن . .
حدثت . . تجربة الحب أخيرا . .
حدثت من غير إرهاب ولا قسر . .
فأعطيت . . وأعطيت . .
وكنا عادلـيـــــن . .
حدثت في منتهى اليسر كما
يكتب المرء بماء الياسمين. .
وكما ينفجر النبع من الأرض . .
فـشـكـــــــرا . .
لك يا سيدتي
ولرب العالمين . .
التقصيــــــر
منذ ثلاثين سنه
أحلم بالتغييـــر
وأكتب القصيدة الثورة .. والقصيدة الأزمة ..
والقصيدة الحرير ..
منذ ثلاثين سنه
ألعب باللغات مثلما أشاء
وأكتب التاريخ بالشكل الذي أشاء..
وأجعل النقاط، والحروف ، والأسماء، والأفعال،
تحت سلطة النساء.
وأدعي بأنني الأول في فن الهوى..
وأنني الأخير ..
وعندما دخلت .. يا سيدتي
إلى بلاط حبك الكبير..
انكسرت فوق يدي قارورة العبير
وانكسر الكلام - يا سيدتي - على فمي
وانكسر التعبيـــر ..
ولا أزال كلما سافرت في عينيك .. يا حبيبتي
أشعر بالتقصير..
وكلما حدقت في يديك يا حبيبتي
أشعر بالتقصير ..
وكلما اقتربت من جمالك الوحشي يا حبيبتي
أشعر بالتقصير
وكلما راجعت أعمالي التي كتبتها..
قبيل أن أراك يا حبيبتي..
أشعر التقصير..
أشعر التقصير..
أشعر التقصير..
يتبع