بعد أن تهاوت القلاع الشامخة حين تبدلت شمس الوطن، وغادرت مكانها بعد أن سلبنا نحن - بكل ما اعتمل في داخلنا من عيوب أشعتها المتوهجة صوب السماء
تراجع حلمنا إلي دوائر محدودة الأثر بعد أن تسيدت وجوه غريبة سدة الحياة عند ملتقي الصدارة الآخذة في الأفول،حتي بتنا من فرط هواننا علي أنفسنا أمة للتجريب، أخضعنا المتغربون،والطامعون، والطامحون لعمليات امتصاص متواصلة لرحيق الخلود.. فنزعوا أسرار قوتنا، وعوامل نهوضنا، ومبعث افتخارنا .
ألم ممتد إلي الأعماق كلها.. تتجلي لمحاته في سطور من الأوجاع المنتشرة عند سدرة المنتهي، في كتاب تجلت في صفحاته حكمة التاريخ، وعواقب الزمن، والتي تدون في سجلاتها الأبدية جردة حساب.. تصبغ خطوات الأمم بلونها المستحق عند كل انحناءة في دربها.
وماأكثر الانحناءات في زمننا هذا.. زمن تلطخت بعض صفحاته بأفعال بعض أبنائه، هؤلاء الذين آثروا أن ينهضوا بأنفسهم فوق مفردات الواقع، والتاريخ، ومستقبل أوطانهم.. فأسهموا بأطماعهم تلك في خرق سفينتهم بمعاول غريبة.. وبدوا في كل ممارساتهم وكأنهم يتلذذون في دفعها نحو مصير محتوم.. يقودون شراعات الوطن إليه كبلهاء لم يحصدوا من دروس الزمن وتجارب التاريخ وحكمة الاقدار سوي نهم وجشع ورغبة في السطو علي كل ما في الوطن.. البشر والحجر.. سواء بسواء.
تقبلوا مني التحية
![]()